منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 01 - 2013, 09:32 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

أغداً ألقاك!



أغداً ألقاك!


«هيحصل إيه بكره وبعده؟»، تسألني وتسال نفسك والخائفين من حولي وحولك، مع أنك تعلم أن الأهم من خوفنا جميعا، أن يكون الدكتور محمد مرسي هو الخائف مما سيحصل في الغد القريب أو البعيد، إذا استمر هو وجماعته في العناد والإستكبار وإخلاف الوعود، وهو خوف لم يظهر أثره على قرارات مرسي وتصريحاته طيلة الأسبوعين الماضيين، فالرجل قرر أن يتحلى بنفس نهج البرود السياسي المباركي الذي تعامل مع غضب معارضيه قبل 25 يناير بوصفه هاموشا قابلا للهش بقوة رجال أمنه وحزبه والمنتفعين منه والمؤمنين بأن البلد ستخرب من غيره والمهددين بإشعال البلد إن مس أحد عرشه بسوء. للأسف يبدو مرسي وجماعته مشغولين بالتأكيد على الفروق التي تفصل بين مرسي ومبارك أكثر من إنشغالهم بتأمل أسباب الغضب الشعبي على مرسي أيا كان حجمه أو مصدره، وربما لأنهم على يقين بأن مرسي رجل متدين لا يخاف إلا الله، ومن ملأ قلبه خوف الله لا يمكن أن يخاف من مخاليق الله أيا كان عددهم، فهم للأسف ينسون تخويف مرسي من أن تصيبه لعنة الله التي حذر نبيه عليه الصلاة والسلام منها الحكام الذين يخلفون وعودهم وينقضون عهودهم.

لا أدري ما هي الكتب التي قام الناشرون بإهدائها لمرسي أثناء إفتتاحه لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لكنني كنت أتمنى أن يكون على رأسها كتاب (نصيحة الملوك) لقاضي القضاة أبي الحسن الماوردي، وكنت أتمنى أن يقوم من يهديه له بثني الكتاب على صفحة بعينها إختصارا لوقته الثمين، هي تلك التي يتحدث فيها الإمام الماوردي عن وجوب الطاعة للحاكم «بشريطة المعدلة والوفاء بالعهد والرأفة والرحمة فقد روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن لقريش عليكم حقا ما إن استُرحموا رحموا وإن حكموا عدلوا وإن عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرفا ولا عدلا»، لعل مرسي يتذكر بعد قراءة الحديث الشريف إخلافه للعهود التي قطعها على نفسه بأن يقوم بتوسيع تشكيل الجمعية التي تكتب الدستور الذي تعهد بألا يمرره إلا لو حصل على توافق شعبي، وأن يعين حكومة كفاءات وطنية ترأسها شخصية ثورية لإنقاذ البلاد، وكلها عهود قامت عليها شرعيته الرئاسية التي جاءت بفضل القوى الثورية التي منحته أصواتها ووعدته بأنها ستحاسبه على عهوده إن فرط فيها، وها هي تخرج ضده بعد أن فعل، ولا أظنها تتنازل عن تلك الوعود مهما طال الوقت والقمع.

ما أعرفه أن جميع قادة الإخوان لا يكفون عن سؤال كل من يقابلهم «هل يصح أن يطالب شباب الثورة بإسقاط رئيس منتخب؟، ألا يعلمون أنهم يتم إستخدامهم للخروج على الشرعية من أجل تحقيق مطالب أعداء الثورة؟»، ولأن هؤلاء القادة منذ أن فشلت مسرحية الحوار الوطني لم يعودوا يقابلون غير حلفائهم أو أذنابهم الطامعين في عطاياهم، فإنهم لم يجدوا من يقول لهم أن السؤال الأكثر منطقية الذي كان يجب أن يسألوه لأنفسهم لو كانوا صادقين «لماذا يطالب شباب الثورة بإسقاط مرسي بجدية وإصرار على عكس ما فعلوا عندما تم رفع هذا المطلب في مظاهرات 24 أغسطس التي تعاملت معها القوى الثورية بوصفها أضحوكة واعتبروا أنها تصب في مصلحة فلول النظام البائد التي يغازلها الإخوان الآن كل يوم؟، ألا يعني ذلك أن هذه القوى الثورية بدءا من رموزها ووصولا إلى أصغر شاب فيها لا ترغب في الإنقلاب على الشرعية وخلق فوضى سياسية في البلاد؟، وأن ما جعلها تلجأ إلى الشارع من جديد هو ذلك الكم المهول من الخطايا السياسية التي إرتكبها مرسي ولا يزال سادرا في غيه ورافضا أن يتوقف لكي يراجع نفسه مستحضرا وصية سيدنا عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري في رسالته الشهيرة التي يوردها الإمام الماوردي «لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق، فإن الحق قديم ومراجعتك الحق خير من التمادي في الباطل».

لكن كيف يراجع مرسي نفسه، وكل من حوله من بطانته الإخوانية يزينون له ويزنون على ودانه بأن كل من يعارضه ينفذ مؤامرة دنيئة ضده، لذلك يبدو مكتفيا برضا مرشده ومكتب إرشاده وبعض المشايخ الذين يلتقيهم في قصره في زيارات أسبوعية منتظمة يتفاخر بها هؤلاء المشايخ ويحدثون مريديهم عنها، ولا أظن أن أحدا منهم امتلك الجرأة على أن يقول لمرسي ما قاله التابعي الجليل الأوازعي عندما وقف في حضرة الخليفة أبي جعفر المنصور فلم ينظر حتى إلى صحيفة إنجازاته التي لم تكن بها مجموعة قرارات متعثرة كالتي يمتلكها مرسي في صحيفته، بل قال له بشجاعة «يا أمير المؤمنين إن الملك لو بقي من قبلك لم يصل إليك، وكذا لا يبقى لك كما يبقى لغيرك، يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخشيت أن أُسأل عنها، فكيف بمن حُرِم عدلك وهو على بساطك، يا أمير المؤمنين قد سأل جدك العباس النبي صلى الله عليه وسلم إمارة مكة أو الطائف أو اليمن فقال النبي ياعباس ياعم النبي نفس تحييها خير من إمارة لا تحصيها، نصيحة منه لعمه وشفقة عليه».

هل سأل مرسي نفسه عن النفوس التي ما أحياها منذ تولى الرئاسة بسبب عناده وإخلافه لوعوده؟، ربما لو كان قد فعل بصدق، لما سألنا أنفسنا اليوم بخوف وقلق «هيحصل إيه بكره وبعده»؟.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
متى ألقاك يا طيفي ؟
مغتربٌ حتى ألقاك
قد ألقاك في سفر
قبل أن ألقاك يا رب ...
أحداث المحامون والشرطة تؤجل مذبحة بورسعيد لغداً الاحد


الساعة الآن 06:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024