18 - 01 - 2013, 08:01 AM
|
|
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
|
|
|
|
|
أطلب دمكم لأنفسكم
ما معني قول الرب في سفر التكوين " وأنا أطلب دمكم لأنفسكم " (تك9: 5).
الرد:
قال الله في مناسبة التصريح بأكل لحم الحيوان لأول مرة (تك9: 3). فصرح بسفك دم الحيوان لأكله. ولكن لا يؤكل بدمه " غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه " (تك9: 4). وفي العهد الجديد أيضاً منع أكل الدم (أع15: 29).
ومنع الله سفك دم الإنسان، إلا في عقوبة القاتل.
فقال " سافك دم الإنسان (بيد) الإنسان يسفك دمه " (تك9: 6). ويعتبر هذا تصريحاً بأعدام القاتل، لأنه سفك دم إنسان، فينبغي أن يسفك دمه عقاباً له. ولكن ماذا عن المقتول؟ يقول الرب:
" وأطلاب أنا دمكم لأنفسكم " (تك9: 5).
فكل إنسان يقتله غيره غدراً، الله يطالب بدمه.
كما قال الله لقايين أول قاتل على الأرض " صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها، لتقبل دم أخيك من يدك " (تك4: 10: 11).
وهكذا قال الله لليهود " يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " (مت23: 35). وهكذا ايضاً قال الشهداء في سفر الرؤيا " حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من المساكين على الأرض " (رؤ6: 9، 10).
وأنتم قتلوكم غدراً يقول الرب فأنا سأطلب دمكم.
أي أطالب قاتليكم بهذا الدم الزكي، كما طالبت قايين.
على أن هذه العبارة لا تقال فقط حرفياً على قتل الجسد وسفك دمه، وإنما أيضاً على القتل الروحي.
أي قتل الإنسان روحياً بالغواية أو الأهمال في الرعاية.
وقد ورد هذا المعني في سفر حزقيال النبى بصراحة، إذ قال الرب لمن جعله رقيباً على الناس.
" إذا قيلت للشرير موتاً تموت، وما أنذرته أنت ولا تكلمت انذاراً للشرير من طريقه الرديئة لإحياء، فذلك الشرير يموت بإثمه. أما دمه فمن يدك اطلبه. وإن أنت انذرت الشرير ولم يرجع عن شره، ولا عن طريقه الرديئة، فإنه يموت بإثمه. أما أنت فقد نجيت نفسك " (حز3: 18، 19).
وتكررت نفس العبارة في (حز33: 8).
" وأما دمه، فمن يدك أطلبه ".
كأنه قتيل روحي. والله يطلب دمه.
هذا الكلام لا تقوله فقط لرجال الكهنوت، وإنما أيضاً للآباء والأمهات الذين لايربون أبناءهم فيهلكون. فيطالب الله آباءهم وأمهاتهم بدم هؤلاء الأبناء . وهكذا فعل الله مع عالي الكاهن، وعاقبه على خطيئة أولاده (1صم2).
ولعل هذا يقال أيضاً عن العثرات التي نسببها للناس، ويهلكون بها روحياً.
إنسان يتسبب في خطية إنسان آخر فيهلك، فيطالبه الله بدمه، لأنه كان السبب في هلاكه.
ولعلك تذكر كل ذلك في صلاتك حينما تقول في المزمور الخمسين " نجني من الدماء يا الله إله خلاصي " (مز50). بينما أنت لم تقتل أحد جسدياً. ولكن نجني يارب من الدماء التي تطالبني بها، التي أعثرتها فسقطت. أو إنسان تعذر به أو تظلمه، أو توقعه في كارثة، وأنت من خدام الكنيسة، فيترك الله والكنيسة بسببك. وهذا أيضاً يطالبك الرب بدمه.
|