رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة والشكر لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله (في4: 6) الصلاة من الأشياء الضرورية لشعب الله أثناء وجودهم في هذه الأرض، مؤونة مباركة لهم، وسيلة لتُعلم طلباتنا لدى الله. وهنا لا نجد الله يَعدنا بسد الحاجة التي نعبر له عنها، لكنه يستجيب بطريقة أخرى أكثر بركة لنا. ربما تثقّل الاهتمامات الكثيرة قلوبنا كمؤمنين، فما هو ملجأنا في هذه الحالة؟ الإجابة « لا تهتموا بشيء »! وكيف يمكنني ألا أهتم بشيء؟ اسمع ما يقوله الرسول في هذا الشأن « في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله ». ويا لها من إجابة مباركة. ربما لا تُمنح لنا أية طلبة من طلباتنا، لكن الاستجابة تأتي في صورة أخرى « وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع!! الله يضع سلامه في القلب الذي وضع اهتمامه على الله! كم من المرات نسمح لاهتماماتنا أن تحز في قلوبنا وتحني نفوسنا. الاهتمام بالكنيسة، بقديسي الله، والمشغوليات العميقة بخدمة الرب، وبخلاص أولئك الذين نحبهم، وبرجوع الذين ضلوا عن الطريق. والظروف التي حولنا أيضاً ربما تثقّل القلب، كأن نُفاجأ بفتور محبة الذين نقدّر محبتهم، والمرارة التي نشعر بها من سوء فهم اخوتنا لنا وحكمهم الخاطئ علينا. كل هذا يضغط علينا ويحني نفوسنا. لكن وسط كل هذه تضيء أمامنا هذه الكلمات المباركة « لا تهتموا بشيء »! وكم هو أمر مبارك أن نذهب إلى الله بصرخات قوية ودموع سرية تلاحظهما عيناه فقط، ويذكرها في سفره، ثم نسلِّم إليه كل الاهتمامات التي تشغلنا. ولنلاحظ أن الروح القدس لا يقول لنا لتُعلم طلباتكم لدى الآب، بل لتُعلم طلباتكم لدى الله. إن ما نراه هنا ليس الثقة المؤسسة على علاقتنا مع الله كأبينا، لكن معرفتنا لله الذي لا يمكن لأى اهتمامات أن تؤثر في عرشه الثابت المكين. هناك يتعلم القلب كيف يسكب نفسه بصرخات قوية متدرجة في قوتها من « الصلاة » إلى « الدعاء (أو التوسل) » حتى يرتفع القلب فوق السُحب - فوق الاهتمامات التي أثقلت النفس وأحنتها، فيفيض « بالشكر » لأذني الله المفتوحتين دائماً له والذي يعطي سلامه للقلب بعد أن زال ما يثقله ويتعبه، مع الشعور العميق بأنه قد أخذ على عاتقه كل ما يشغلنا، وأصبحت تلك المشغوليات في يديه الرحيمتين، وبدلاً منها أصبح لنا سلام الله نفسه. |
|