رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
افرحوا في الرب
فلا يجب أن نسمح لشيء أن يبعدنا عن الفرح. وهو يكرر العبارة للتأكيد «وأقول أيضاً افرحوا». فلسنا مُطالبون بالإيمان والثقة فقط، بل بالفرح أيضاً. وهذا يقود إلى الأشياء التي يمكن أن تعوق فرحنا في الرب. وأحدها هو روح عدم الخضوع والفظاظة التي تصرّ على الحقوق، فهي مصدر متجدد للسخط والانشغال بالذات. والمطلوب، وهو النقيض لهذه الروح، أن نتصف بالحِلم واللطف، لأن الرب قريب وهو الذي سيتولى قضيتنا. هناك أيضاً مطالب ومشاغل الحياة المتنوعة، وهي أمور تملأ قلوبنا بالهموم والقلق. والعلاج لها هو الصلاة، الصلاة الممزوجة بالشكر، لأنه لا يجب أن يغيب عن أذهاننا مراحم الله الوفيرة في الماضي. ومدى هذه الصلاة تحدده عبارة «كل شيء». وتدعونا كلمة الله أن نحوِّل كل شيء إلى موضوع للصلاة، وأن نرفع طلباتنا إلى الله. ولاحظ هنا أنه ليس هناك ضمان أن تُستجاب كل الطلبات لأن هذا ليس للصالح، فأحياناً بتفكيرنا وفهمنا المحدودين نطلب أشياء لو تحققت لن تكون لمجد الله ولا لبركتنا. أما الأمر المضمون فهو أن عقولنا وقلوبنا محفوظة في المسيح يسوع، بسلام الله الذي يفوق كل عقل. وكم من مرة عندما يجتاز المؤمنون في تجارب صعبة، صلوا من أجل أن تُرفع، دون استجابة، نجدهم ينظرون للوراء ويقولون: "إني أتعجب، كيف استطعت أن أجتاز هذه التجربة الصعبة، وأن أرتفع فوقها في سلام، شيء يفوق تفكيري". ويجب أن نفرِّق بين «سلام الله» و«السلام مع الله» الذي نقرأ عنه في رسالة رومية5: 1. ذلك سلام في العلاقة مع الله يأتي من يقيننا أننا صرنا مُبررين أمامه. أما السلام الذي نحن بصدده هنا فهو له الصفة ذاتها لسلام الله، وهو يملأ قلوبنا عندما نسلِّم كل شيء له بالصلاة، فنحن نثق في حبه وحكمته تجاهنا، ولذلك لا يزعجنا القلق بخصوص أي شيء. |
|