رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل ستثبت في المسيح رغم كل الصعوبات؟
دخل يسوع أورشليم في موكب المجد. وقد بلغ الحماس ذروته لدى بطرس ورفقائه، حين استقبلت جماهير المدينة المسيح وصحبه بالهتاف. حتى خيل إلى الإثني عشر أن سيدهم، سينصب ملكاً وهم وزراء. أما اليوم فقد أتت الساعة، التي فيها يكمل رئيس خلاصنا آلامه. ففي ليلة مقمرة، اجتاز مع صحبه وادي قدرون، في طريقه إلى جثسيماني، مكان الجهاد والعرق والدموع. لقد كان يوم الجزاء في قلبه، وسنة مفدييه قد أتت... فصنعت ذراعه الخلاص ( هوشع ٩ : ٧، إشعياء ٦٣ : ٤ و٥ ). سبق أن قال المسيح كل ما أراد أن يقوله كنبي، والآن بدأ يستعد لإتمام وظيفته ككاهن، جاعلاً نفسه ذبيحة إثم. وفيما هو يصلي، جاء يهوذا مع فرقة من جند الهيكل مرسلاً من رؤساء الكهنة، أعداء المسيح. كانت عصابة الظلام مسلحة بسيوف وعصي ولقد حرصوا على أن يجلبوا معهم مشاعل ومصابيح، حتى اذا ما حاول المسيح الاختباء في ظل الأشجار، اكتشفته الأنوار. أما ربنا المبارك، فقد صد الهجمة الأولى بثبات وتؤدة، كأنه غير مبال بشيء. وبلطفه المعهود سألهم، ماذا تريدون؟ لماذا تعكرون هدوء الليل؟ كان الفادي الرب عالماً بكل ما يأتي عليه، ومعتزماً أن يتألم، لأجل إتمام عمل الفداء، لهذا لم يهرب من مهاجميه كما توقعوا. بل خرج لملاقاتهم، ليأخذ الكأس المريرة. حين ضغطت جماهير الشعب عليه، ليجعلوه ملكاً تركهم واختبأ. لكن حين جاءت عصبة الظلام، لإلقاء الأيادي عليه، وحمله إلى الصليب، سلّم نفسه لأنه جاء إلى العالم لكي يرتفع على الصليب. أنا هو يسوع الناصري، الذي تطلبونه، قال السيد الرب بشجاعة، ولكن بلطف، فرجعوا إلى الوراء، كأنهم صعقوا، وسقطوا على التراب. سبق أن هذه الكلمة أنا هو أنعشت نفوس تلاميذه الخائفين، أما هنا، فحطمت نفوس أعدائه المهاجمين!!! كان ممكناً لهذا الذي اسقطت كلمته اللطيفة كتيبة الجند على الأرض، أن يأمر الأرض بكلمة غاضبة، فتنشق وتبتلعهم، كما حدث لجماعة قورح. لكنه، لم يرد هذا لأن ساعة آلامه أتت، وهو لم يشأ أن يعفي نفسه منها. كما أنه لم يشأ أيضا أن يظهر أن نفسه أخذت قسراً منه. لأنه حين صعقهم بكلمته كان في وسعه مغادرة المكان. في تلك الساعة الرهيبة، استل بطرس سيفه، معتزماً المقاومة. فصار قدوة للكثيرين من زعماء الكنيسة، الذين لم يتشبعوا بروح المسيح. وكان لا بد للسيد الرب أن يعلمهم، أن المحبة الإلهية، تأبى أن يقاوم الشر بالشر. وأن المسيحية تنتصر بالآلام، وتغلب الموت بالموت. يجب أن أشرب الكأس التي أعطاني الآب، قال يسوع. كانت الكأس تحتوي مراً وأفسنتيناً، هما خلاصة غضب الله على الخطية. ولكن يسوع، مدفوعا بحبه الخلاصي قبل أن يشربها حتى الثمالة، لكي يفتدينا لنفسه، ويشترينا قنية مقدسة. " من تطلبون؟" (يوحنا ١٨ : ٧). لنشكر يسوع لأجل طاعته، ولنطلب إليه أن يضع فينا روح الطاعة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لي فيه فرح يرفع فوق الصعوبات |
إنك ستثبت أمام رماح الشيطان، فلن تؤذيك في شيءٍ |
من الصعوبات |
حين تواجه بحر الصعوبات ، |
لا تخف من الصعوبات |