الصليب

[مريم فكرى]

الصليب












"فإنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله." كورنثوس الأولى 1: 18. للصليب بركات كثيرة، وهو أساس الإيمان والخلاص الموعود به من الله لكلّ مَن يؤمن به. الصليب يقرّبنا إلى الله, لأنه هو الجسر الذي امتدّ إلى السماء ليعطي الله المصالحة للإنسان الخاطي.
إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. الصليب هو افتخار كلّ مؤمن لأنّ كلّ الذين نظروا إليه استناروا ووجوههم لم تخجل (مزمور 34: 5). الصليب هو بحر النسيان لأنّ يسوع حمل خطايا البشرية ورماها في بحر النسيان. الصليب عنوان المحبة الالهية لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16)، بالصليب انشقّ حجاب الهيكل من السماء إلى الأرض، أي بدأت المبادرة لشركة المؤمن مع الله من الله نفسه.
الصليب هو صليب العار, الخشبة التي عُلّق عليها الرب يسوع وتحمّل عارنا وآلامنا ليعطينا العزّ والجاه وجعلنا أبناء الله، جعلنا الصليب إخوة ملك الملوك وربّ الأرباب؛ الرب يسوع المسيح. هو مَن قال: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني" (لو9: 23). الصليب هو الإعلان للخلاص الذي أعدّه الله منذ بدء الخليقة، بالصليب ظهرت قوة الله ومجده ومحبته اللامتناهية لجميع البشر. الصليب هو تأكيد الغلبة العظيمة التي انتصر بها ربّ المجد على إبليس وعلى سلطة الموت, وكلّها بالقيامة المجيدة، وهي تأكيد للمؤمن بالحياة الأبدية السعيدة. فالطوبى لكل مَن يؤمن ويحمل الصليب يومياً ويتبع يسوع المخلّص، أما الخسارة فلكلّ مَن يرفض ويجهل قوة صليب المسيح له كلّ المجد إلى