منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 01 - 2013, 07:32 PM
 
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  the lion of christianity غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753



دراسات في لاهوت السيد المسيح له كل المجد الجزء الأول
بقلم : the lion of christianity


1- كيف يكون المسيح ابن الله و هل لله ولد ؟؟

الإجابة:
هناك ثلاثة أنواع من البنوات :
البنوة الجسدية ( الشخص تزوج و أنجب شخصا اخرا ) و هذة البنوة غير متعلقة
بالسيد المسيح

البنوة الانتسابية ( الشخص ابن مصر ) و هذه البنوة غير متعلقة بالسيد المسيح

البنوة الذاتية (مثال: العقل يلد الفكر) و هذه البنوة متعلقة بالسيد المسيح

و أيضا نرى في بداية سفر التكوين:: في البدء خلق الله السماوات و الأرض
Gen 1:1 בראשׁית ברא אלהים את השׁמים ואת הארץ׃

אלהים : ايلوهيم
ايلوهيم : الله الجامع و في تفسيرات لليهود: اسم جمع يأخذ صفة المفرد دليل على عظمة الله و تكوينه المركب
( الأقانيم الثلاثة)
و الذين يشهدون في السماء الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد

فعندما نقول أن المسيح ابن الله اي هو الله الظاهر في الجسد
1Ti 3:16 وبالإجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رفع في المجد.

2- هل السيد المسيح غير عالم بالساعة حينما سئل عنها ؟؟
اقدم لكم رد قدس ابونا عبد المسيح بسيط ::

" بعد أنْ تكلَّم الربّ يسوع المسيح عن حتميّة دمار الهيكل وأنَّه لن يبقي فيه حجرٌ علي حجرٍ إلاَّ ويُنقض، يقول الكتاب " وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هَذَا وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ " (مت24/3)؟ وكانت إجابته لهم هي كشفه وإعلانه لكلّ العلامات والأحداث التي ستسبق ذلك اليوم بكلِّ دقَّةٍ وتفصيلٍ، وختم حديثه مؤكدًا حتميّة إتمام كلّ ما قاله قائلاً " اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ." (مت24/35). ولكي لا يسأله التلاميذ عن موعد حدوث ذلك قال لهم " وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ." (مر13/32).
وبدلاً من تركيزهم علي اليوم والساعة والأوقات والأزمنة والسؤال عن متي يحدث هذا ومتي يكون ذلك، طلب منهم أنْ يركِّزوا علي ضرورة السهر والصلاة لأنَّه سيأتي في يوم لا ينتظرونه وفي ساعة لا يتوقَّعونها ؛ " اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ." (مت24/42). وعند صعوده إلي السماء أكَّد لهم جازمًا أنَّه ليس من حقِّهم معرفة الأزمنة أو الأوقات لأنَّها تخصّ الآب فقط " فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ " (أع1/7).
ونظرًا لأنَّه ليس من حقِّ أحدٍ من البشر معرفة اليوم والساعة أو الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه، لذا قال الابن، بعد تجسُّده، كإنسانِ، تدبيريًا، بحسب التدبير الإلهيّ والمشورة الإلهيّة لسرِّ التجسُّد، في حديثه عن اليوم والساعة " وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ"، لأنَّه لم يكنْ من ضِمْن أهداف تجسُّده وخدمته علي الأرض وتعليمه الإعلان عنهما. ولكن البعض، مثل الأريوسيّين وشهود يهوه، رأوا في عبارة " وَلاَ الاِبْنُ "، دليلاً علي جهله وعدم معرفته باليوم والساعة، وبالتالي دليل علي أنَّه ليس هو اللَّه ولا مساوٍ للَّه الآب في الجوهر، بل وأقلّ من الآب!! ورأى بعضٌ آخرٌ، من غير المسيحيّين، في ذلك دليلاً علي جهله وعدم معرفته بكلِّ شيء، وقالوا أنَّه لا يجهل اليوم والساعة فقط بل يجهل أمور ًا كثيرةً، مثل المكان الذي دُفِنَ فيه لعازر وعدم معرفته بحقيقة شجرة التين إنْ كانت مُثْمِرَة أم لا، وأنَّه مُجَرَّد نبيّ من البشر، إنسان لا إله!!
والسؤال الآن هل كان المسيح يجهل يوم وساعة مجيئه الثاني ونهاية العالم؟ وهل كان يجهل الأزمنة والأوقات؟ وهل كان يجهل الأماكن وبعض الأمور الأخرى؟
والإجابة هي ؛ كلا، فهو، كامل في لاهوته، ولأنَّه كامل في لاهوته فهو يعرف كلّ شيء، كلِّيّ المعرفة والعِلْم. كما أنَّه أيضًا كامل في ناسوته، فقد " أَخْلَى نَفْسَهُ "، كما يقول الكتاب بالروح، " آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ " (في2/7-8)، " وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. " (يو1/14)، " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " (1تي3/16)، " فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. " (2كو8/9). ولأنَّه إتّخذ جسدًا وصورة العبد لذا فقد إتّخذ كل ما للإنسان من صفات وخواص، ومن خواص الإنسان أنَّه يجهل ما لم يتعلَّمه ويكتسبه بالمعرفة. فكإنسانٍ كان من المفروض أنَّه لا يعرف إلاَّ ما يكتسبه بالتعليم والمعرفة، ولكنَّه هو الابن، كلمة اللَّه وصورة اللَّه وعقل اللَّه الناطق وقوَّة اللَّه وحكمة اللَّه المُذّخر لنا فيه جميع كنوز الحكمة والعلم، هو الإله المتجسِّد، الذي يضمّ في ذاته كلّ ما للاهوت وكل ما للناسوت، وهو شخص واحد وأقنوم واحد، " طبيعة واحدة متحدة لله الكلمة المتجسد "، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، أو كما يقول البعض " طبيعتان متحدان بغير انفصال ولا افتراق ". وكان لاهوته محتجب في ناسوته الذي "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. " (كو2/9). ولذا فقد أشرق لاهوته المتَّحد بناسوته بنور معرفته وعلمه الكلّي علي ناسوته، كالأقنوم الواحد والمسيح الواحد والربّ الواحد، ومن ثمَّ فقد كان يعرف كلّ شيء، كالإله المتجسِّد، بما في ذلك معرفة اليوم والساعة. ولكن لأنَّه لم يكنْ من أهداف تجسُّده ولا من ضمن خدمته علي الأرض الإعلان عنهما فقد قال " وَلاَ الاِبْنُ " تدبيريًا، بحسب التدبير الإلهيّ للتجسُّد، كان يعرف المعرفة التي لا يجوز الإعلان عنها، كان يعرف اليوم والساعة ولكن الإعلان عنهما في سلطان الآب وحده.
أولاً: الدليل على أنه كان يعرف ذلك اليوم وتلك الساعة:
(1) الابن هو الألف والياء البداية والنهاية الأول والآخر كقوله " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ22/23)، الكائن قبل البشر كما قال " قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ (أكون) " (يو8/58)، والكائن قبل الخليقة وقبل كل الدهور والأزمان، كما قال في مناجاته للآب " وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ." (يو17/5). ولأنَّه البداية والنهاية والأوَّل والآخر، الموجود قبل كلِّ الدهور والأزمنة والكائن والذي سيكون إلي الأبد، فلا يمكن أنْ يَخْفَي عليه بداية الأزمان ولا نهايتها، وبالتالي فهو يعرف اليوم والساعة.
(2) هو كلمة الله الذي هو الله، عقل اللَّه الناطق ونطقه العاقل، " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. " (يو1/1-2). كما أنَّه خالق كلِّ شيء " كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ" (يو 1/3-4). ولأنَّه كلمة اللَّه الذي هو عقله الناطق فلا يمكن أنْ يَخْفَي عليه ما هو نتاج فكره وعقله، ولأنَّه الخالق فهو يعرف خليقته بكلِّ دقَّة متي تبدأ ومتي تنتهي. ومن ثمَّ فهو يعرف يوم وساعة مجيئه الثاني ونهاية العالم الذي خلقه.
(3) وهو صورة الله الآب المساوي للآب في الجوهر " اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، " (كو1/15)، " الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ." (في2/6). وهو الذي خلق الكون وكلّ ما فيه، الكلّ فيه وبه وله قد خُلق وفيه يقوم وهو مدبِّره " فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ" (كو1/16-17). فإذا كان الكلّ به وله وفيه قد خُلق، كما أنَّه فيه يقوم كلّ شيء كالمدبِّر والمحرِّك والمُعْتَنِي بخليقته، فهل يُعقل أنَّ خالق الخليقة ومدبِّرها والمُعْتَنِي بها يجهل ما خلقه بنفسه؟!!
(4) وهو شعاع مجد الله الآب وصورة جوهره الذي خلق الدهور والأزمنة، ومُدَبِّر خليقته، مُدَبِّر الكون ومُدِيره ومُحَرِّكَه " ابْنِهِ الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ" (عب1/2-3). فإذا كان هو خالق الدهور والأزمنة، الماضي والحاضر والمستقبل، فهل يخفي عليه الزمن أو الوقت الذي سينتهي فيه العالم؟ كيف يكون هو خالق الأزمنة بما فيها المستقبل وكل ما سيكون فيه ويجهل جزء من الزمن الذي خلقه؟ يقول الكتاب " الْغَارِسُ الأُذُنَِ أَلاَ يَسْمَعُ؟ الصَّانِعُ الْعَيْنَ أَلاَ يُبْصِرُ؟" (مز94/9)؟ خالق الدهور والأزمنة ألا يعرف يوم وساعة نهاية ما خلق؟
(5) وهو كلي الحكمة والعلم الذي يحوي في ذاته كل الحكمة وكل العلم يقول عنه الكتاب " الْمَسِيحِ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. " (كو2/2-3). فالحكمةِ كائنةٌ فيه والعلمِ مخزونٌ في ذاته، وقد خلق الكون ويدبِّره بحكمتِه ويُدْرِك بعِلمِهِ كلّ دقائق خليقته، فهل يجهل اليوم والساعة؟ وهل يحتاج إلي حكمة مكتسبة أو معرفة وعلم مكتسب مثل سائر المخلوقات ليعرف المستقبل وما فيه؟
(6) وهو حكمةُ اللَّه وقوَّة اللَّه " بِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ" (1كو1/24). وقد خلق اللَّه الآب العالم ويُدَبِّره بكلمتِه وقوِّتِه وحِكْمَتِه، وإذا كان الآب قد خلق الكون وما فيه وحدَّد اليوم والساعة بكلمتِه وبقوَّتِه وحكمتِه والابن هو كلمتِه وقوَّتِه وحكمتِه فهو إذًا الحكمة الذي خلق الكون ويُدَبِّرَه وهو الذي عَيَّن هذا اليوم وتلك الساعة.
(7) وقد أكد أنه الوحيد الذي يعرف الآب وأنه الوحيد الذي يعلن عنه،
بل أنَّه هو ذاته، الابن، لا أحد يعرفه، في جوهره، المعرفة الحقيقيّة سوي الآب " كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ." (مت11/27). لماذا؟ لأنَّه من ذات الآب، كما يقول هو عن ذاته، " أَنَا أَعْرِفُهُ(الآب) لأَنِّي مِنْهُ " (يو7/29)، والكائن في حضن الآب " اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. " (يو1/18). فالذي هو من ذات الآب وفي ذات الآب والوحيد الذي يعرف الآب ويعلن عنه ألا يعرف خليقته؟ وهل معرفة اليوم والساعة أعظم من معرفة الله الآب؟
(8) كما أكد هو أن له كل ما للآب من أسماء وصفات وألقاب:
" كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي" (يو16/15)، وكما قال مخاطبًا الآب " وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي" (يو17/10). كما أكَّد أنَّه يعمل كلّ أعمال الله الآب " لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ (الآب) فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ " (يو5/19). ولأنَّه له كلّ ما للآب فله معرفة الآب أيضًا، ومن ثمَّ فهو يعرف كلّ ما يعرفه الآب، وكما أنَّ الآب كلِّيّ المعرفة والحكمة والعلم فهو أيضًا كلِّيّ المعرفة والحكمة والعلم، ومن ضمن هذا المعرفة والعلم معرفة اليوم والساعة.
(9) كما قال أيضًا: " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يو10/30) و " إِنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ000 أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ" (يو14/10-11). ولأنَّه واحدٌ مع الآب في الجوهر، كما أنَّه في الآب والآب فيه، لذا فمن الطبيعي أنْ يكون فيه علم الآب وحكمته ومعرفته وتدبيره، فهو كلمة اللَّه وعقله الناطق، صورة اللَّه غير المنظور، قوَّة اللَّه وحكمة اللَّه، المُذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم، ومن الطبيعي أنْ يعرف اليوم والساعة.
(10) وهو الذي سيأتي في نهاية العالم في مجد، في مجيئه الثاني،
والذي سيُقيم جميع الأموات من الموت، ويأخذ المؤمنين علي السحاب ويجلس علي عرش الدينونة كالديَّان ليَدِين الأحياء والأموات " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. " (يو5/26-29)، " الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ" (2تي4/1). فهو الذي يُحيي الموتي يوم الدينونة وهو الديَّان يوم الدين وهو ملك الملكوت. وقد وَصَفَ، هو، هذا اليوم بكلِّ دقَّةٍ وتفصيلٍ حيث قال " وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 000 ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ" (مت25/31-34 و41).
(11) سبق أن تعين يوم تجسده ومجيئه إلى العالم لفداء البشرية،
في وقتٍ مُحَدَّدٍ أسماه الكتاب بملء الزمان " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ" (غل4/4). وذلك قبل الخليقة والأزمنة والدهور. وهذا هو سرّ التجسُّد الإلهيّ الذي يقول عنه الكتاب المقدس " السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُوماً فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (رو16/25). " عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ "(1بط1/18-20). وكان يؤكِّد كثيرًا علي هذا اليوم الذي يقدِّم فيه ذاته. يقول الكتاب بالروح " مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ." (مت16/21)، " لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ." (مر9/31). فهل من المعقول أنْ يعرف الابن اليوم الذي سيُصلب فيه واليوم الذي سيقوم فيه من الأموات، والمُعَيَّن من قَبْلِ الخليقة وتأسيس العالم، ولا يعرف يوم مجيئه في مجد؟
(12) وكما بيَّنا أعلاه كيف أن الابن يعرف كل شيء وأنه كلي الحكمة والعلم والمعرفة،
وقد شرح لتلاميذه كلّ تفصيلات ودقائق علامات مجيئه الثاني في مجد ونهاية العالم والأحداث التي ستسبق ذلك اليوم وتلك الساعة وما سيحدث بعدها بالتفصيل، بل وشرح ما سيحدث في يوم الدينونة بكلَّ دقَّة وتفصيل مؤكِّدًا أنَّه في نهاية هذا الجيل، الذي ستحدث فيه هذه الأحداث، ستأتي الساعة وينتهي العالم " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. " (مت24/34-35). وبالتالي يعرف متى سيكون اليوم وتأتي الساعة.
ثانيا: لماذا قال " ولا الابن "؟
(1) قال هذا حتى لا يلح التلاميذ في طلب معرفة ذلك اليوم
وتلك الساعة ولأنَّه أرادهم أنْ لا يشغلوا أذهانهم بالتركيز علي حساب الأوقات والأزمنة، كقول القديس بولس بالروح " وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا " (1تس5/1)، بل أرادهم أنْ يركِّزوا علي الاستعداد الدائم وضرورة السهر والصلاة لأنَّه سيأتي في يوم لا ينتظرونه وفي ساعة لا يتوقَّعُونَها، وقد كرَّر لهم تأكيده علي ذلك ؛ "اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. " (مت24/42)، " كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ. " (مت24/44)، " اسْهَرُوا وَصَلُّوا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ. " (مر13/33)، " اسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ أَمَسَاءً أَمْ نِصْفَ اللَّيْلِ أَمْ صِيَاحَ الدِّيكِ أَمْ صَبَاحاً. " (مر13/35)، " وَمَا أَقُولُهُ لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ: اسْهَرُوا "(مر13/37).
(2) لأنَّه إتخذ صورة العبد وصار إنساناً،
وكإنسان، تدبيريًا، بناسوته، وبسبب احتجاب لاهوته في ناسوته وظهوره في الجسد ووجوده في الهيئة كإنسان، قال أنَّه لا يعرف اليوم والساعة، يقول القديس أثناسيوس الرسولي:
" والآن فلماذا رغم أنَّه كان يعرف، لم يُخبرْ تلاميذه بوضوح في ذلك الحين، لا يستطيع أحد أنْ يفحص ما صَمَتَ الربّ عنه، لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ " (رو11/34)، ولماذا رغم أنَّه يعرف، قال " وَلاَ الاِبْنُ" يعرف. أظنّ أنَّ هذا لا يجهله أي واحد من المؤمنين: أنَّه قال هذا مثلما قال الأقوال الأخرى - كإنسانٍ بسبب الجسد فهذا ليس نقصًا في الكلمة، بل هو من تلك الطبيعة البشريّة التي تتصف بالجهل.
وهذا أيضًا يمكن أن يُري جيدًا. إنْ كان أحد يفحص المناسبة بإخلاص: متى ولمن تكلَّم المخلِّص هكذا؟ فهو لم يتكلَّم هكذا حينما خُلقت السموات بواسطته، ولا حينما كان مع الآب نفسه الكلمة الصانع كل الأشياء (أنظر أم8/27-30). وهو لم يقلْ هذا أيضًا قبل ولادته كإنسان ولكن حينما صار الكلمة جسدًا. ولهذا السبب فمن الصواب أنْ ننسب إلي ناسوته كلّ شيء يتكلَّم به إنسانيًا بعد أنْ تأنَّس. لأنَّه من خاصيَّة الكلمة أنْ يعرف مخلوقاته، وأنْ لا يجهل بدايتها ونهايتها، لأنَّ هذه المخلوقات هي أعماله. وهو يعرف كم عددها وحدود تكوينها. وإذ هو يعرف بداية كلّ شيء ونهايته، فإنَّه يعرف بالتأكيد النهاية العامّة والمشتركة للكلِّ. وبالتأكيد فحينما يتكلَّم في الإنجيل قائلاً " أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ " (يو1/17)، فواضح أنَّه بصفته الكلمة، يعرف أيضًا ساعة نهاية كلّ الأشياء ورغم أنَّه كإنسانٍ يجهلها، لأنَّ الجهل هو من خصائص الإنسان، وخاصة هذه الأمور ".
ويضيف " لأنَّه منذ صار إنسانًا لم يخجل بسبب الجسد الذي يجهل - أنْ يقول لا أعرف لكي يُوضِّح أنَّه بينما هو يعرف كإله، فهو يجهل جسديًا 000 حينما تكلَّم إنسانيّا قائلا " ولا الابن يعرف " فأنَّه كإله يُظهر نفسه أنَّه يعرف كلّ الأشياء. لأنَّ ذلك الابن الذي يُقال أنَّه لا يعرف اليوم، يقول هو عن نفسه أنَّه يعرف الآب لأنَّه يقول " لاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ " (مت11/27). وكل الناس عدا الآريوسيِّين يعترفون أنَّ الذي يعرف الآب يعرف اليوم والساعة ".
(3) عادة ما يذكر الكتاب المقدس أمورا يبدو فيها الله الآب وكأنه لا يعرف، يجهل، وفي نفس الوقت هو يعرف، فهو كلَّيّ العلم والمعرفة، لماذا؟ لأنَّ هذا ما يقتضيه التدبير الإلهيّ للخليقة، فهو غير المحدود ولكنه يتعامل مع البشريّة المحدودة، ولذا فهو يتعامل مع الإنسان بحسب فهمه المحدود، وأحيانًا لأنَّ الوقت المُعيَّن لكشف هذه المعرفة لم يأتِ بعد. وعلي سبيل المثال يقول الكتاب عندما شرع بعض الناس في بناء برج بابل "فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو ادَمَ يَبْنُونَهُمَا." (تك11/5)، فهل كان الله يجهل ما يحدث، كلا فقد كان يعرف ما يفعلونه بدليل قوله " فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ "، وإنما كان يبدو ويتصرَّف وكأنَّه لا يعرف، تدبيريًا، فهو يتعامل مع الإنسان بالمفهوم الذي يقدر علي فهمه.
وهذا نفس ما قاله عن سدوم وعمورة " إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّا. انْزِلُ وَارَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْاتِي الَيَّ وَالَّا فَاعْلَمُ " (تك18/20-21). يقول الكتاب أنَّه نزل ليري ما يعرفه، فهو يتكلَّم وكأنَّه لا يعرف، يجهل، وهو يعرف. فهو يعرف ما يحدث في سدوم وعمورة وأنَّ خطاياهم قد عظُمَت ولا يجهل ما يفعلونه، إنَّه يعرف ما قد حدث وما سيفعله هو، ولكن الكتاب يقول أنَّه نزل ليري، تدبيريًا، بحسب المفهوم البشريّ.
وعندما طلب الله من إبراهيم أنْ يُقَدِّم اِبنه إسحاق محرقة وبعد أنْ وضع إبراهيم اِبنه علي المذبح وهَمَّ ليذبحه قال له " لا تَمُدَّ يَدَكَ الَى الْغُلامِ وَلا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئا لانِّي الْانَ عَلِمْتُ انَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي " (تك22/12). فهل كان اللَّه يجهل ذلك؟ كلا، إنما يتكلَّم اللَّه هكذا تدبيريًا، فقد كان لا بدّ أنْ يُبَرْهِن إبراهيم عن طاعته للَّه عمليًا.
كما يقول في المزمور " الَّلهُ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ كُلُّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا مَعاً فَسَدُوا لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. " (مز53/2-3). إنَّه يعرف كلّ شيء ولا يُخْفَي عليه شيء ولكن المزمور يقول ذلك تدبيريًا، بالأسلوب الذي يوصِّل للبشر ما يريد أنْ يُعْلِنَه لهم.
وبنفس الطريقة يتحدَّث الكتاب عن معاملة الابن لشجرة التين، يقول الكتاب " فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.
فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟»" (مت21/19-20). وهنا يبدو وكأنَّه لم يكنْ يعرف حقيقة الشجرة، والعكس صحيح، ولكنه فعل ذلك ليقدِّم للتلاميذ مثالا " وَقَالَ هَذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. قَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟ " (لو13/6-7). هذا ما قصده الابن، فقد بدا وكأنَّه يجهل، تدبيريًا، إنْ كانت الشجرة مثمرة أم لا، ليقدِّم لتلاميذه مثالاً. إنَّه يتصرَّف ويتكلَّم بأسلوب تصويريّ رمزيّ يصل إلي مستوي الفهم البشريّ. تصرَّف وكأنَّه يجهل وهو المُذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة.
كما سأل عن القبر الذي دُفن فيه لعازر قائلاً " أَيْنَ وَضَعْتِمُوه " (يو11/34)، في نفس الوقت الذي كان يعلم فيه بموت لعازر قبل أنْ يموت، فقد كان يعرف، حسب التدبير الإلهيّ، أنَّ لعازر سيموت ويظلّ في القبر لمدَّة أربعة أيام وأنَّه سيُقيمه من الموت في اليوم الرابع من موته ليُظْهِرَ مجده " فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ: «هَذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللَّهِ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللَّهِ بِهِ». " (يو11/4). كان يعرف أنَّ لعازر سيموت وأنَّه سيُقيمه من الموت، وكان يعرف المكان الذي ذهبت إليه روح لعازر وقد أقامه من الأموات. فهل يُعقل أنْ يعرف كلَّ ذلك ولا يعرف مكان القبر المدفون فيه؟ لقد سأل الابن وكأنَّه لا يعرف، يجهل المكان، تدبيريًا، وهو كلِّىّ المعرفة والعلم.
وفي تعامله مع المرأة السامريّة قال لها " اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» " وكأنه يجهل حقيقتها. " أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ."، وهنا يكشف لها ما لا يعلمه إلا هو ككلي العلم والمعرفة " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». وهنا سمعت المرأة ما جعلها تقول له " يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!"، بل وذهبت تقول للناس " هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟" (يو4/16-19و29). سألها وهو يبدو أنَّه يجهل من هي ثمَّ كشف لها كلّ أسرارها مما جعلها تعتقد أنَّه نبيّ والمسيح المنتظر.
كما سأل تلاميذه قائلا: " مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟" وهو يعلم تمامًا ما يقوله الناس عنه ولكنَّه تكلَّم وكأنَّه يجهل ليوصِّل تلاميذه إلي حقيقة ذاته بالروح القدس وليس بحسب ما يعتقده البشر، " فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت16/13-17). وهذا ما أراد أنْ يُعلنه لهم من خلال سؤاله هذا، أنَّه المسيح ابن اللَّه الحيّ. وبنفس الطريقة يقول الكتاب في معجزة إشباع الجموع " فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هَؤُلاَءِ؟» وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيَمْتَحِنَهُ لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ." (يو6/5-6). سأل فيلبس وكأنَّه يُريد أنْ يعرف في نفس الوقت الذي كان يعرف فيه ما سيعمله.
والخلاصة هي أنَّ الابن يعرف اليوم والساعة ولكن لم يكنْ من ضمن التدبير الإلهيّ للتجسُّد والفداء الإعلان عنهما، كما كان يسأل الأسئلة وكأنَّه يجهل ما يسأل عنه وذلك بأسلوب تعليميّ وتصويريّ، تدبيريًا، ليُوَصِّل الحقائق التي يريد توصيلها. "


نقرأ التفاسير::

"وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلاّ الآب."
ولا الإبن= هذه كمن يسأل أب إعتراف عن خطايا إنسان فسيقول لا أعرف. أو حين تسأل مدرس عن إمتحان وضعه. إذاً هو لا يعرفه معرفة من يبيح بالأمر. وقطعاً هو يعرف فكل ما للآب هو للإبن (يو10:17) والإبن هو حكمة الآب (1كو24:1) والآب رأى أنه ليس في صالحنا أن يخبرنا بهذا الميعاد فمن يعرف سوف يحيا حياة الإستهتار وينسى حياة السهر والجهاد. والقديس يوحنا ذهبي الفم يفسرها بأن المسيح يمنعهم من سؤاله هذا السؤال [(راجع مت12:25). ما أعرفكن= هم يعرفهم قطعاً ولكن عدم المعرفة هنا تعني لن تدخلوا معي..] ولكن نفهم القول أيضاً على أن الآب يريد. وما يريده الآب ينفذه الإبن والروح القدس. فالآب مثلاً يريد أن الجميع يخلصون . فالإبن نفذ الفداء، والروح القدس يقود الكنيسة ويقود كل نفس للخلاص. هذا إتفاق داخل المشورة الثالوثية. ومعنى أن الآب يعرف والإبن لا يعرف. أن الآب لا يريد الإعلان، فالإبن ينفذ ولن يعلن. وهذا قاله المسيح بطريقة أخرى. أن ما يسمعه عند الآب يقوله (يو26:8). وبنفس المفهوم يقال هذا عن الروح القدس (يو13:16).

ملخص الأقوال: أن المسيح كان يعلم الساعة و لكنه كان يريد أن يخفيها عنا لأن لو عرف صاحب البيت متى يأتي السارق سيكون مستعدا في ذلك اليوم و لكن الله رفض الإفصاح لنا كما يفعل معلم أثناء الإمتحان, فأنه لا يجيب عن أسئلة الطلبة حتى لو كان عارفا للإجابة.


3- أين قال السيد المسيح أنا الله فأعبدوني؟


الإجابة :
قبل أن أجيبكم على هذا السؤال يجب أن نعرف ما هي أسماء الله بالعبرية و ما معنى كل اسم .
1- ايلوهيم
2- أدوناي
3- اهيه أشير اهيه
4- شداي
5- ظباؤوت
6- ايل
7- يهوه

في البداية أعرفكم معاني هذه الأسماء:
أ‌) ايلوهيم اي الله الجامع و تكلمت عن هذا الاسم فيما قبل
ب‌) يهوه: لفظ الجلالة الله
ج‌) أدوناي: تعني السيد أو الرب
د‌) شداي: تعني القدير
ه) ظباؤوت: تعني ظابط الكل
و) اهيه اشير اهيه: اهيه الذي اهيه
ز) ايل : الله كما اسماعيل ( الله يسمع) و بيت ايل ( بيت الرب)


سوف أتكلم معكم عن ( أدوناي) و نرد على شبهة الغير مؤمنين بكلام الرب يسوع المسيح حول معنى اسم ( أدوناي)

أثار المشكك جدالا بأن كلمة أدوناي تعني معلما مستندا للعدد:
Joh 1:38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: «ماذا تطلبان؟» فقالا: «ربي (الذي تفسيره: يا معلم) أين تمكث؟»

Joh 20:16 قال لها يسوع: «يا مريم!» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني» الذي تفسيره يا معلم.

أولا كلمة ( ربي) مترجمة باللغة الإنجليزية الى Rabbi

نأتي بالدليل:

Joh 1:38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: «ماذا تطلبان؟» فقالا: «ربي (الذي تفسيره: يا معلم) أين تمكث؟»

(NIV) Turning around, Jesus saw them following and asked, "What do you want?" They said, "Rabbi" (which means Teacher), "where are you staying?"

(KJV) Then Jesus turned, and saw them following, and saith unto them, What seek ye? They said unto him, Rabbi, (which is to say, being interpreted, Master,) where dwellest thou?

Joh 20:16 قال لها يسوع: «يا مريم!» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني» الذي تفسيره يا معلم.
(KJV) Jesus saith unto her, Mary. She turned herself, and saith unto him, Rabboni; which is to say, Master.

(NIV) Jesus said to her, "Mary." She turned toward him and cried out in Aramaic, "Rabboni!" (which means Teacher).




الشرح:

لو جاءت كلمة ربي بمعنى ( Rabbi) لا تعني اسما من أسماء الله لكن لو جاءت بمعنى Lord تصبح الله

دليل:


Luk 1:43 فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟

(NIV) But why am I so favored, that the mother of my Lord should come to me?

(KJV) And whence is this to me, that the mother of my Lord should come to me?

الرب لو جاءت بمعنى Lord تصبح الله لكن لو جاءت بمعنى Rabbi لا تصبح اسما من أسماء الله.


السيد المسيح له كل المجد أخذ هذا اللقب في الكتاب المقدس في عدة مواضع أذكر لكم بعذا منها:

Joh 21:12 قال لهم يسوع: «هلموا تغدوا». ولم يجسر أحد من التلاميذ أن يسأله: من أنت؟ إذ كانوا يعلمون أنه الرب.

Act 1:21 فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج

Act 7:59 فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول: «أيها الرب يسوع اقبل روحي».

Act 9:5 فسأله: «من أنت يا سيد؟» فقال الرب: «أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس».

بعد أن تكلمت عن كلمة أدوناي سوف أتكلم عن اسم أهيه الذي أهيه
أول مرة ذكرت فيها هذا الإسم كان في سفر الخروج الإصحاح الثالث و العدد 13
Exo 3:13 فقال موسى لله: «ها انا اتي الى بني اسرائيل واقول لهم: اله ابائكم ارسلني اليكم. فاذا قالوا لي: ما اسمه؟ فماذا اقول لهم؟»
Exo 3:14 فقال الله لموسى: «اهيه الذي اهيه». وقال: «هكذا تقول لبني اسرائيل: اهيه ارسلني اليكم».
Exo 3:15 وقال الله ايضا لموسى: «هكذا تقول لبني اسرائيل: يهوه اله ابائكم اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب ارسلني اليكم. هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور.

اهيه تعني أنا هو الذي أنا هو
لو جاء جملة أنا هو بدون مقدمات أو باضافة تعبير لاهوتي تصبح الله
دليل أن أنا هو تعني الله
Deu 32:39 انظروا الآن! أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أميت وأحيي. سحقت وإني أشفي وليس من يدي مخلص.

و السيد المسيح قال ذلك أيضا أنه الله
Joh 8:24 فقلت لكم إنكم تموتون في خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم».



و نرى تفسير القس أنطونيوس فكري:
إن لم تؤمنوا أني أنا هو= هنا المسيح يبلغ قمة إستعلانه الشخصي الإلهي. أنا هو= باليونانية إيجو إيمي وبالعبرية يهوه ونفس التعبير قاله يهوه عن نفسه (أش10:43) فإسم يهوه حين يترجم لليونانية يكون إيجو إيمي وحين يترجم للعربية يكون "أنا هو" فإذا أتت أنا هو بدون صفة ورائها (مثل أنا هو النور)، فهي قطعاً تعني يهوه. إذاً أنا هو هو إسم الله.

أيضا أنا هو تعني الكينونة
I am who I am: تعني الكينونة الأزلية و السيد المسيح قال هذا عن نفسه:
Joh 8:58 قال لهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن».
Joh 8:59 فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.

Mat 18:20 لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم».
و لنأتي للتفاسير لهذا العدد:

تفسير القس أنطونيوس فكري:
يأتى المسيح ويكون فى وسط هذه المجموعة التى تجتمع فى حب بإسمه = فهناك أكون فى وسطهم. وما أجمل هذه الآية فقداساتنا بوجود المسيح فى وسطنا تتحول إلى سماء وإجتماعاتنا تتحول إلى سماء، ففى أى قداس أو إجتماع يجتمع أكثر من إثنين أو ثلاثة بإسم المسيح. بل صلاتنا الشخصية فى مخادعنا إذ نصلى متشفعين بالقديسين والملائكة، حينئذ نجتمع أرضيين مع سمائيين، وبحسب وعد المسيح يكون فى وسطنا، فيتحول المخدع إلى سماء




أتكلم معكم عن يهوه ( لفظ الجلالة الله عند اليهود)

يهوة تعني الله و اليهود يخافون أن ينطقوا هذا الإسم لأنه لفظ الجلالة و لذلك يتطهرون و يغتسلون عند كتابة الاسم
و عند قراءته ينطقون اسم أدوناي بدلا من يهوه تطبيقا للعدد:
Exo 20:7 لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.
فالسيد المسيح أخذ هذه الألقاب كلها و قد أثبت ذلك بالدليل. إذن المسيح هو الله لفظيا.

أيضا هناك دليلا أخر في العهد القديم أن المسيح هو الله:

الله كان يظهر دائما في شكل ملاك الرب

دليلي:
نرجع الى العهد القديم في سفر القضاة و نقارنها سفر أشعياء
Jdg 13:17 فقال منوح لملاك الرب: «ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نكرمك؟»
Jdg 13:18 فقال له ملاك الرب: «لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟»
Jdg 13:19 فأخذ منوح جدي المعزى والتقدمة وأصعدهما على الصخرة للرب. فعمل عملا عجيبا ومنوح وامرأته ينظران.
Jdg 13:20 فكان عند صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء أن ملاك الرب صعد في لهيب المذبح ومنوح وامرأته ينظران. فسقطا على وجهيهما إلى الأرض.
Jdg 13:21 ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح وامرأته. حينئذ عرف منوح أنه ملاك الرب.
Jdg 13:22 فقال منوح لامرأته: «نموت موتا لأننا قد رأينا الله!»

اذن منوح عرف أنه الله من مقولة (اسم الله عجيب)

نأتي الى سفر أشعياء:
Isa 9:6 لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام.

اذن هذه نبوة عن ألوهية السيد المسيح له كل المجد في العهد القديم.


معجزاته:

أيضا أعمال السيد المسيح تدل على أنه الله مثل احياء الموتى و جعل العمي يبصرون و البرص يطهرون و الصم يسمعون و العرج يسيرون و اخراج الأرواح النجسة و سلطانه على الطبيعة.

أيضا الله الوحيد هو القادر على غفران الخطايا بدليل:

Mar 2:7 «لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟»
Mar 2:8 فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم: «لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟
Mar 2:9 أيما أيسر: أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش؟
Mar 2:10 ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا» - قال للمفلوج:
Mar 2:11 «لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك».


بعد كل هذه الأدلة و البراهين المثبتة تدل على أن المسيح هو يهوه أدوناي أكون قد جاوبت على هذا السؤال.




4- كيف يصلب المسيح و مع ذلك تقولون أنه اله و هل اله يصلب و من يحكم الكون بينما كان الاله يصلب ؟

الإجابة:

الصلب قوة و المسيح فدانا بدمه و كان يعلم أنه سيموت و في اليوم الثالث يقوم . فعندما أخطأ أدم كان لابد من الفداء و تخليصه من الموت و خطية أدم مرت عبر الأجيال كالدين فعندما يموت الشخص المديون ينتقل الدين من المتوفى الى الأجيال و كان لابد من دفع الدين

الدليل لما أقول :

Gen 3:3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تاكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا».
Gen 4:8 وكلم قايين هابيل اخاه. وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه وقتله.
Deu 5:9 لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني


و فعل أبناء أدم الشر في عين الرب و كان لابد من الفداء من الموت الأبدي ( الانفصال عن الله)

ثم جاء السيد المسيح و قال عن نفسه:

Joh 10:15 كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب. وأنا أضع نفسي عن الخراف.
Joh 10:16 ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد.
Joh 10:17 لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا.
Joh 10:18 ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا. هذه الوصية قبلتها من أبي».


و المسيح سيقيم نفسه:

John 10:18 ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا. هذه الوصية قبلتها من أبي».

و نقرأ تفسير القس أنطونيوس فكري:
الآب= هذه الوصية قبلتها من أبي= الوصية هي الموت عن العالم في حب للعالم وبذل نفس عن العالم. وهنا نرى التساوي والوحدة بين الآب والإبن فلأنهما واحد فما يريده الآب يريده الإبن= لي سلطان أن.. فالإنسان العادي له سلطان أن يضع نفسه للموت ولكن ليس لإنسان أن يقيم نفسه. ولكن للمسيح هذا السلطان فكل ما هو للآب هو للإبن. في هذه الآية نرى موت المسيح وقيامته بسلطانه وإرادته. فهو يريد أيضاً أن يموت عن العالم. لكن الآب يريد والإبن ينفذ.

Mar 14:22 وفيما هم يأكلون أخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطاهم وقال: «خذوا كلوا هذا هو جسدي».
Mar 14:23 ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم.
Mar 14:24 وقال لهم: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين.

Mat 20:28 كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».
اذن الله تجسد لكي يصلب عن خطايانا الكثيرة كما قال السيد المسيح له كل المجد:
Joh 3:16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
Joh 3:17 لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.
Joh 3:18 الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.



مقولة أن الاله يصلب هذه المقولة خطأ فالذي صلب الناسوت و ليس اللاهوت فاللاهوت حي لا يموت. هذا اللاهوت الذي أقام السيد المسيح نفسه. و هذا اللاهوت هو الذي كان يحكم الكون كله أثناء موت المسيح على الصليب و قد تم الخلاص و تم الصلح بين الله و الانسان.




المراجع:
الكتاب المقدس
التفاسير المسيحية المعتمدة
كتب القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
الموقع الرسمي للدكتور هولي بايبل



التعديل الأخير تم بواسطة Ramez5 ; 02 - 01 - 2013 الساعة 07:46 PM
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لاهوت المسيح الجزء الأول
تأملات وقراءات فى هل قام السيد المسيح بالتعميد؟ الجزء الأول
تأملات وقراءات فى معمودية السيد المسيح الجزء الأول
محاضرة الأستاذ وحيد بعنوان نبوءات أشعياء النبي عن السيد المسيح الجزء الأول
بعض من أدلة لاهوت السيد المسيح له كل المجد


الساعة الآن 12:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024