رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهو أرسلنى يقول معلمنا بولس الرسول "لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس" (غلا4: 4، 5)0 فعبارة السيد المسيح "وهو أرسلنى" تشير إلى إرسال الابن الوحيد إلى العالم مولوداً من امرأة، ليفتدى العالم من لعنة الخطية وقد كرر السيد المسيح كثيراً فى الأناجيل، وبخاصة ما سجله القديس يوحنا فى إنجيله، أن الآب قد أرسله إلى العالم. وتكرر ذكر هذه الحقيقة عشرات المرات وكمثال لذلك نرى السيد المسيح يذكر إرسال الآب له عدة مرات فى الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا كما يلى: "أنا والآب الذى أرسلنى" (يو8: 16)، "ويشهد لى الآب الذى أرسلنى" (يو8: 18)، "لكن الذى أرسلنى هو حق" (يو8: 26)، "والذى أرسلنى هو معى" (يو8: 29)، "لأنى لم آتِ من نفسى، بل ذاك أرسلنى" (يو8: 42)0 إن تأكيد السيد المسيح على إرسال الآب له يحمل من جانب تمجيداً للآب السماوى. بمعنى أن كل ما يفعله الابن من أجل خلاص العالم هو بتدبير من الآب والابن والروح القدس. مثلاً نقول فى التسبحة {لأنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتى وخلصنا}. لذلك كان السيد المسيح دائماً يؤكد أنه لا يعمل وحده بل يعمل هو والآب الذى أرسله. فعمل الثالوث هو واحد بالرغم من تمايز دور كل أقنوم فى العمل الواحد وتأكيد السيد المسيح على إرسال الآب له، يحمل من الجانب الآخر إبرازاً لحقيقة صدق إرساليته وارتباطها بالآب السماوى وذلك بشهادة الآب له وحينما تكلّم السيد المسيح مع نيقوديموس عن صلبه من أجل خلاص العالم قال له "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16)0 إن الصليب ليس فقط تعبيراً عن محبة المسيح لنا باعتباره ابن الله الوحيد، بل هو أيضاً تأكيداً على محبة الآب لنا إن المحبة الصادرة من الثالوث هى محبة واحدة، وكما وصفها الآباء القديسون هى [من الآب بالابن فى الروح القدس]. فالأقانيم الثلاثة يحبوننا بنفس المقدار وبنفس القوة وقد ذكر القديس أشعياء النبى اشتراك الروح القدس فى إرسالية الابن الوحيد إذ سجل ذلك على لسان السيد المسيح "منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلنى وروحُه (بضم الحاء)" (أش48: 16). فالروح القدس ورد فى هذا النص فى صيغة الفاعل وليس المفعول به، أى هو والآب قد أرسلا الابن إلى العالم ما أعظم هذه الإرسالية التى جعلتنا نتمتع بظهور الله الكلمة فى الجسد. وما أروع هذا التدبير الإلهى الذى جعلنا ننعم بحضور الله معنا تحقيقاً لنبوة أشعياء النبى "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23)0 لم تعد عبارة "الله معنا" هى على سبيل التمنى أو الإحساس فقط بمعونة الله، ولكنها تحولت إلى حقيقة تلامست معها البشرية فأمسكت بالحياة الأبدية. وهذا ما عبّر عنه القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى "الذى كان من البدء، الذى سمعناه، الذى رأيناه بعيوننا، الذى شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أُظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا" (1يو1: 1، 2) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(اش 61 : 1) أرسلني |
(لو 4: 18) أرسلني |
أرسلني موسى |
أرسلني |
كما أرسلني .. أرسلكم |