منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 12 - 2012, 08:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

الراهب والرهبنة
الراهب والرهبنة
ما ادّعيت يومًا أني قرأت رواية “مئة عام من العزلة” للكاتب الكولومبي الشّهير غابرييل غارسيا ماركيز لأحكم عليها بأنّها رائعة أو ساذجة. ولا أستطيع التخمين ما كان الكاتب روى قصّة رجل عاش في عزلة مدّة مئة عام أم قصّة قرية معزولة عن العالم طوال تلك الفترة، لذا وجب عليّ فتح الكتاب وقراءته من ألفه إلى يائه لكي يكون حُكمي عادلًـا، وقد لا يكون عادلًـا إذا واجهتُ مشاكل في الفهم وتثاقلت عن إيجاد حلول لها، فكيف أسمح لنفسي بالحكم على رواية تُرجمَت إلى سبع وثلاثين لغة وبِيعَ منها أزيد من عشرين مليون نسخة وأدّت إلى حصول كاتبها على جائزة نوبل للآداب سنة 1982 وأنا لم أقرأها جيّدًا؟ وفي المقابل؛ لا أدري كيف ينظر شخص إلى الرّاهب قبل دراسة الكتاب المقدّس ولا كيف يتصوّر أحدٌ الرّاهبَ والرهبنة قبل أن يعيش في دير قاسٍ أسبوعًا واحدًا في الأقلّ (لو استطاع!) إذ يقول أحد الأمثال: (لا تحْكُمْ على كتاب من غِلافِه) وهل صحيح حُكم الأخ المعترض: (لا يوجد رهبان في الكتاب المقدّس وفكر الرهبنة من أساسه غريب عن الايمان المسيحي وعن تعاليم الكتاب المقدّس) وهل هذا يعني أن الكنيسة المسؤولة عن الأديرة والرهبانيّات منذ القرون المسيحيّة الأولى كانت على خطأ ولم يتنبّه رجالُها ونساؤها إلى روح الإنجيل وتعاليمه السّامية قبل ظهور صاحب الحُكم في القرن السادس عشر أو الحادي والعشرين؟ وهل يتعارض فكر الرّهبنة مع قول الرّب يسوع: {فاٌذهَبوا وتلمِذوا جميعَ الأُمَمِ وعَمِّدوهُمْ باٌسمِ الآبِ والِابنِ والرّوحِ القُدُسِ} - متّى 19:28 ومرقس 15:16 ولوقا 3:10 أم أنّ صاحب الحُكم قد جرّب الرّهبنة ولم يتجاوب معها فثار على الكنيسة الرّسوليّة مدّعيًا على آبائها ما اٌدّعى؟ أم أنّه خلط بين المفاهيم الكتابيّة واضعًا نقاط بعض الحروف على حروف غيرها؟ لكنّ هناك موضوعًا أدهشني حين تصفّحتُه؛ إذ وجدت أنّ أوّل كلمتين للتعريف عن الأخ مارتن لوثر (1483- 1546 م) في سيرته التي في ويكيپـيديا، الموسوعة الحُرّة، هُما: راهب ألماني! وذلك في الأقسام العربيّة والانگليزية واليونانيّة والدنماركية من الموسوعة المذكورة. فصحيح أنّه كان راهبًا لكنّه ترك الرّهبنة بل اعترض عليها في ما بعد، لذا وجب على كاتب سيرته أن يذكر في البداية ما آلت إليه حياته، مثالًـا: مُصلح بروتستانتي، كما هو شائع عنه، أو أحد الأساتذة في اللاهوت، ثمّ يذكر دخوله الرهبنة في حقل سيرة حياته المبكّرة، إلّـا إذا كان كاتب السّيرة من المعجَبين بصفة الرّاهب
عِلمًا أنّ الإدّعاءات على رجال الكنيسة كثيرة وأنّ نقدها مستمر من داخلها ومن حولها ولا سيّما نقد بعض العقائد، لكني وثقت بأنّ جميع عقائد الكنيسة الرّسوليّة نابعة من روح الكتاب المقدّس، لذا أتمنّى على كلّ مؤمن مسيحي، معترض أو مشكّك، أن يسأل أصحاب العقائد قبل الحكم عليها مسبّقًا، أو قبل تبنّيه رأي هذا وموقف ذاك، أسوة بمن سأل كثيرًا ودرس وبحث بنفسه. وقد رأيت التالي واجبًا ومُلزمًا 1. فهْم الكتاب المقدّس روحيًّا لا حرفيًّا كما في الرسالة الثانية إلى كورنثوس 6:3 {لأنّ الحرف يقتل ولكنّ الرّوح يُحيي} 2. تفسير آيات الكتاب المقدّس بإرشاد الروح القُدُس أو بالرجوع إلى كتب التفسير التي سهر عليها الآباء القدّيسون بالصلاة والصوم والزّهد والتأمّل، هذا لكي يناسب التفسيرُ قولَ الوحي الإلهي بلسان بطرس الرسول 2 بط 1: 20-21 {عالمين هذا أوّلًـا أنّ كلّ نبوّة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنّه لم تأتِ نبوّة قَطّ بمشيئة إنسان بل تكلّم أناس الله القدّيسون مَسُوقين من الرّوح القُدُس} 3. تفسير كلام الرّبّ يسوع (خصوصًا) بدون اقتطاع نصّ ما من سياقه، مع الأخذ بنظر الاعتبار المناسبة التي قال فيها كلّ قول من أقواله 4. التمييز بين وصايا الرّبّ يسوع وبين الأمثال التي ضربها للتعليم، والتمييز بين التعليم المباشر وبين التعليم بالأمثال 5. اعتماد الدراسة والبحث وتقصّي الحقائق شخصيًّا وتجنّب الانجراف في تيّارات الشائعات والتعتيم والتضليل والتزمّت بالرأي والسّخرية من الآخر، بل لتكن آية الرّبّ يسوع التالية على المنارة: {فكلّ ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم. لأنّ هذا هو الناموس والانبياء} – متّى 12:7 والتي اختصرها بعض الكتّاب العلمانيّين بالقول: “عامل الناس كما تريد أن يُعاملوك” وبعضهُم ظنّ أنّ هذا المختصَر من أمثال العرب ولم يعرف قائله
أمّا جوابي على حُكم الأخ المعترض هو التالي: جميع رجال الله السالف ذكرهم كانوا رُهبانًا، بشكل ما أو بآخر. وتعريف الرّهبنة من لسان أحد الرهبان (القدّيس باخوميوس) في القرن الرابع الميلادي: (الصّومُ بمقدار والصّلاة بمداومة وعِفّة الجسد وطهارة القلب وسكوتُ اللسان وحفظُ النّظر والتّعب بقدر الإمكان والزّهدُ في كلّ شيء) فالصّوم والصّلاة والعفّة وسائر المفردات الواردة في التعريف هي من صُلب تعاليم الكتاب المقدّس. مثالًـا على الصّوم
ومتى صُمتمْ فلا تكونوا عابسين كالمُرائين. فإنّهم يُغيّرون وجوهَهُم لكي يظهروا للناس صائمين. الحقّ أقول لكم إنّهم قد اٌستوفوا أجْرَهُم – متّى 16:6
ومثالًـا على السكوت: {أمّا الرّبّ ففي هيكل قُدسِه. فاٌسكُتي قدّامَهُ يا كُلّ الأرض} - حبقوق 20:2

والأمثلة على دوافع الرّهبنة وأصولها الكتابيّة كثيرة؛ منها التالي
وفيما أنتُم ذاهِبون اكرِزوا قائلين: إنَّهُ قد اقتَرَبَ ملكوتُ السَّماواتِ. اِشفوا مَرضى. طَهّروا بُرصًا. أقيموا مَوتى. أخرِجوا شَياطين. مَجّانًا أخَذتُمْ، مَجّانًا أعطوا. لا تَقتَنوا ذَهَبًا ولا فِضَّة ولا نُحاسًا في مَناطِقِكُمْ، ولا مِزوَدًا للطريقِ ولا ثَوبَينِ ولا أحذيَة ولا عَصًا، لأنَّ الفاعِلَ مُستَحِقٌّ طَعامَهُ- متّى 10: 7-10

مَنْ أحَبَّ أبًا أو أُمًّا أكثَرَ مِنّي فلا يَستَحِقُّني، ومَنْ أحَبَّ ابنًا أو ابنَةً أكثَرَ مِنّي فلا يَستَحِقُّني، ومَنْ لا يأخُذُ صَليبَهُ ويتبَعُني فلا يَستَحِقُّني. مَنْ وجَدَ حَياتَهُ يُضيعُها، ومَنْ أضاعَ حَياتَهُ مِنْ أجلي يَجِدُها. مَنْ يَقبَلُكُمْ يَقبَلُني، ومَنْ يَقبَلُني يَقبَلُ الَّذي أرسَلَني- متّى 10: 37-40
قالَ لهُ تلاميذُهُ: "إنْ كانَ هكَذا أمرُ الرَّجُلِ مع المَرأةِ، فلا يوافِقُ أنْ يتزَوَّجَ!" فقالَ لهُم: ليس الجميعُ يَقبَلون هذا الكَلامَ بل الَّذين أُعطيَ لهُم، لأنَّهُ يوجَدُ خِصيانٌ وُلِدوا هكَذا مِنْ بُطونِ أُمَّهاتِهِمْ، ويوجَدُ خِصيانٌ خَصاهُمُ النَّاسُ، ويوجَدُ خِصيانٌ خَصَوْا أنفُسَهُمْ لأجلِ ملكوتِ السَّماواتِ. مَنِ استَطاعَ أنْ يَقبَلَ فليَقبَلْ- متّى 19: 10-12
قالَ لهُ يَسوعُ: إنْ أرَدتَ أنْ تكونَ كامِلاً فاذهَبْ وبعِ أملاكَكَ وأعطِ الفُقَراءَ، فيكونَ لكَ كنزٌ في السَّماءِ، وتعالَ اتبَعني- متّى 21:19
وكُلُّ مَنْ ترَكَ بُيوتًا أو إخوَةً أو أخَواتٍ أو أبًا أو أمًّا أو امرأةً أو أولادًا أو حُقولاً مِنْ أجْلِ اٌسمي، يأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ ويَرِثُ الحياةَ الأبديَّةَ- متّى 29:19
* * *
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يُعد القديس موسى الأسود والرهبنة حياة توبة
الأنبا تكلاهيمانوت والرهبنة
الزواج والرهبنة في فكر الشاب المسيحي
البابا يفتتح مؤتمر القبطيات السادس لدراسة التاريخ المسيحي والرهبنة
أم الغلابة تعلم بمشيئة الرب والرهبنة


الساعة الآن 06:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024