منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 12 - 2012, 08:24 PM
 
jaguar Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  jaguar غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 47
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 670

السجينة

معصبة العينين ... مقيدة اليدين ... حبيسة الجدران ... هكذا فعلوا بها ... من رآها في الماضي شهد بجمالها، ولطفها، وطيبتها .. هذه هي المشكلة ... طيبتها، حيث استغلوها وأوهموها وساروا بها ... إلي أن قيدوها ... لم تدري هي كم من الزمن مر وهي علي هذا الحال ... فقط تسترجع الذكريات، منذ زمان حينما قالوا عنها أنها من أجمل الجميلات في العالم .. غنية ورغم ذلك كله متواضعة وعطوفة ... حتي أنها لم تمنع يدها عن مساعدة صديقتها الإنجليزية حينما احتاجت إليها ... زمن مر وإنتهي ... ربما لن يعود ... أين هم أحبائي وأصدقائي؟ هكذا رددت بداخل نفسها ... لماذا هي وحيدة الأن؟ كان أهل البلدة يعرفونها جيداً ويعرفون أنها سجينة ملك الظلم ... لم يستطع أحد أن يواجهه كي يحررها من أسرها ... إلي أن جاء اليوم المنشود ... اليوم الذي سمع فيه القدر لأناتها الحزينة ... جاء الكثيرون من كل صوب واتجاه لتحريرها من يد الباطشين ... أقسم أهل البلدة علي أنها لن تكون أسيرة بعد اليوم ... حاصروا المكان ... وصرخوا بصوت واحد ... سمعهم ملك الظلم ... خاف وفكر ماذا يفعل؟! ... لقد خطط لأن تكون أسيرته ومن بعده أسيرة إبنه ومن بعدهم أحفاده، فكيف يتركونها؟! استغرق ملك الظلم في التفكير ... من جاءوا وحاصروه، قطعاً سيقتلوه ... لا مفر ... سيتركها لهم ... نادي ملك الظلم علي كبير الحرس كي يساعده ... ما لم يدركه ملك الظلم، أن كبير الحرس ومن معه من حراس يكرهون إبنه ولن يتركوها له من بعده ... ولذلك عقد الحرس الصفقة فيما بينهم وبدلاً من أن يخرجوه ... اسجنوه ... ليس وحده، بل وكل من معه ... خرجوا بعدها كي يعلنوا للمحاصرين أنهم حرروها ... أمسك كبير الحرس بيدها اليمني، ومساعده بيدها اليسري، ولكن ما اهتم أحداً منهم بأن يزيل العصبة عن عينيها ... قادوها وسط الجماهير الفرحة.
سعيدة هي رغم وجهها المكفهر ... تعطش للحرية بعد ما عانته طوال السنين من مرٍ وأنين، ولكنها قلقة ... أما حررتوني؟! ... اتركوا يدي ... انزعوا عني هذه العصبة ... أريد أن أري ... ولكن هذا لم يحدث.
أيها الناس ... ها قد حررناها، ولكننا لا نعرف بأي مكان سوف تذهب لتقيم ... هكذا قال كبير الحرس ... انقسم الحاضرون ... الفريق الأول قال بصوت عالي ... اتركوها ... فلتقرر هي مصيرها ... يكفينا أننا حررناها ... الفريق الأخر والذي كان معظمه من أصحاب اللحي صرخوا ... نحن من يستطيع حمايتها ... سلموها لنا ... وفريق ثالث قليل العدد سأل عن ملك الظلم قائلاً ... أين هو ملك الظلم؟ ... إنها له ... أعيدوها إليه.
ليست هكذا تدار الأمور .... هكذا كان رد رئيس الحرس، والذي تابع قائلاً ... لقد ظلت حبيسة لسنوات طويلة ... لم تعرفكم كما تعرفونها ولن نستطيع أن نتركها لأي منكم هكذا ... نحن حراس البلدة وحماة هذا المكان، ونعرف معني الديمقراطية ... وما تعلمناه أنه يجب أن نقترع علي مثل هذا الأمر ... إما أن نتركها طليقة وسطكم، أو نسلمها لذوي اللحي كي تقيم معهم ويحموها ... هكذا انقسم المحاصرون للمرة الأولي، ما بين مؤيد لحريتها، وما بين معارض يري أنها يجب أن تقيم مع ذوي اللحي كي يحموها ... هم يعرفون أنهم أهل دين ... يعرفون الله ويعرفون كيف يصوننها، هكذا كانت الدعاية بين أهل البلدة حتي أنهم اقتنعوا بذلك ... لكن الفريق الأخر كان مؤمناً بعكس هذا ... فقد كانوا يرون أنها يجب أن تُحرر، وأن ذوي اللحي ما يعرفون عن الدين شيئاً ... فلن يصونوها أو حتي يحموها.
ظل الجدل دائراً بين أهل البلدة حتي حان وقت الاقتراع ... وقام الجميع بالتصويت ... وكان الجواب أن تسلم إلي ذوي اللحي، وألا يتم تحريرها الأن ... لم يصدق الفريق الأخر ما حدث ... ألم تحاصروا معنا ملك الظلم حتي نحررها؟ كيف هذا والأن تنادون بأن تأسروها مرة أخري؟ أيها العقلاء ... لماذا لا تجيبونا؟ أيها الحراس ... لقد خلقها الله حرة وعلي يديكم تم تحريرها من ملك الظلم ... لماذا تسلموها الأن وهي مكبلة اليدين، ولا تري ما يدور حولها؟!
هباءاً ذهبت أصواتهم، خاصة بعدما رأي جزء كبير من مثقفيهم أن ذوي اللحي هم الأفضل في الوقت الحالي ... فقد خافوا بأن يحتفظ رئيس العسكر بها لنفسه ... وتيقنوا بأن فريقهم هو الأضعف ... والحل في نظرهم هو تسليمها لذوي اللحي.
رئيس العسكر ممسكاً بيدها اليمني، ومساعده بيدها اليسري، معصبة العينين ... مقيدة اليدين ... حبيسة البلدة ... يتم تسليمها لذوي اللحي ... إبتسامة خبيثة علي وجه رئيس العسكر ومساعده ... إبتسامة أكثر خبثاً علي وجه قائد ذوي اللحي.
لقد كان بديعاً في المظهر وهو يتسلمها، وسط الفرحة العارمة من معظم أهالي البلدة ... أخذها هو وأتباعه ... أيتها الجموع ... اليوم فقط حررناها .. هكذا قال قائد ذوي اللحي ... سنرفع عنها عصابة العين ... سنحررها من قيودها ... ستمشي وسطكم فرحة سعيدة ... تصفيق حاد من الناس علي كلام كبير وقائد ذوي اللحي ... أما هي ... فلم تكن تدرك ماذا يحدث، ولم تفهم ماذا يفعلون بها ... ولكنها ظلت صامته.
سار بها ذوي اللحي بين الناس وسط التهليل، إلي أن وصلوا إلي المنزل ... وما أن وصلوا ... حتي بدأ كبيرهم بالضحك، ومن بعده أتباعه ... وفجأة ... مد كبيرهم يده إلي جسدها يتحسسه .. انتفضت هي ... حاولت الإبتعاد عنه ... كان ذوي اللحي يحيطون بها من كل جانب ... أمسكها كبيرهم بسهولة ... فهي لا تري ولن تستطيع الهرب ... وضع يده علي صدرها ... لم يصدق الكثيرون من أهل البلدة ما يحدث ... مرة أخري جلجلت ضحكات ذوي اللحي، وفي ذات اللحظة، وضع كبيرهم يده علي كتفها ممسكاً بطرف فستانها ... شده بكل غضب الدنيا، فنزع جزءاً مما يسترها ... لم يهدأ ... أمسك بالبقية ونزعه عنها حتي عراها ... للمرة الثالثة سمع الجموع قهقهات ذوي اللحي ... أخذ كبيرهم يضمها إليه رغماً عنها ... قام بتقبيلها ... لم يكتفي ... بل قام بإغتصابها أمام عيون الجميع ... خرجت عن صمتها ... صرخت ألماً وحزناً ... رأي الجميع دموعها، رغم أنهم لم يروا عيونها.
لم يرحمها ذوي اللحي رغم توسلاتها .. اغتصبها كبيرهم ومن بعده تناوب عليها أنصاره ... حدق الجميع في مشهد لم يروه أو يتخيلوه حتي في أسوأ كوابيسهم ... شعر مثقفي الفريق الأخر بالعار، فقد ناصروا هؤلاء معتقدين أنهم بذلك يحررونها ... اتجهوا لفريقهم مرة أخري وإنضموا إليه ... ولكن ... بعد فوات الأوان.
ظلوا يصرخون ... توقفوا ... توقفوا .... اتركوها
كنت معهم ... نظرت لأهل البلدة ... أغلبهم إنضموا لنا الأن ... ناشدتهم ... هلموا ننتفض ونطالب بتحريرها ... هباءاً ذهبت صيحاتنا ... قررت الذهاب لذوي اللحي ... في الطريق شاهدت وجوه غريبة ما عرفتها في البلدة قط ... ولكن هذه المجموعة هناك كانت معنا ... ذهبت إليهم ... قلت ... إنهم يغتصبونها ... أجابوني وهم يخلعون سراويلهم ... نعم، نعم ... نعرف ... نحن أيضاً سنفعل ذلك ... فلم نعرف النساء يوماً منذ ولادتنا ... لقد وجهوا لنا الدعوة وأخبروا أيضاً القري المجاورة كي يأتوا ... ها نحن جميعاً في الإنتظار.
هزمني المشهد ... الآلاف من الرجال في طابورٍ طويل ... جميعهم خلع سراويله وينتظر دوره كي ينقض عليها ... أدرت ظهري لهم جميعاً، وبكيت علي تلك الجميلة ... أمنت أنها لم تكن ثورة رجال ... بل ثورة عار ... العريان منهم اغتصبها .... والبلطجي كمم أفواهنا ... والشاطر استغل الفرصة ونهب أموالها.
استرجعت المشهد ...
معصبة العينين ... مقيدة اليدين ... حبيسة ذوي اللحي وإخوانهم ... مغتصبة ... ذليلة ... منكسرة ... هكذا أصبح حالها.
تيقنت أن تحريرها من هؤلاء لن يكون أبداً بالعويل والصراخ، بل بالرجال ... هل في البلدة من رجال؟؟؟؟؟؟؟
تمت

بيتر الياس
25 ديسمبر 2012


( منقول )
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في هذا اليوم خرجت السجينة من الظلمة


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024