رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إن آمنت ترين مجد الله " (يوحنا ٤٠:١١). جابه المسيح الموت، وتحدى القبر، حين قال: ارفعوا الحجر عن باب القبر، لكأنه يقول أن باب الهاوية، لا تستطيع احتجاز الأموات في الرب. ولكن مرثا العملية اعترضت محمولة بقوانين الطبيعة في تفسخ الأجساد، لأنها تحسبت للخجل الذي سيصيبها حين يشم الجمهور رائحة جثة أخيها، التي اعتقدت أن الفساد قد اعتراها. بيد أن المسيح، لم يتوقف عند هذا الحاجز من عدم إيمان مرثا، مبيناً لها الوسيلة لاستنفار القوة الإلهية: إن آمنت ترين مجد الله. لكأنه يقول لها: بدون إيمان، لا يمكنك أن تبصري مجد الله فيّ . يمكن للإنسان أن يصلي وأن يصلي، ولكن بدون المسيح لا يمكن أن يحصل على إستجابة. الإيمان قوة، تخترق الحواجز حديداً كانت أم باطوناً مسلحاً، لأن الإيمان، يمسك بقدرة الله. ومرثا آمنت وخشعت، ووثقت في يسوع قاهر الموت وسمحت بفتح القبر. افتح أنت أيضاً قبر ذنوبك، وفساد مجتمعك للمسيح، فترى مجد الله في الغفران. شكر يسوع أباه جهراً، لأنه كما في كل حين سمع له، وسمع له أيضاً في تلك المناسبة. فكان التوافق الكامل، بين مشيئة الآب والإبن. صلى يسوع جهاراً لأجل الجماهير، لكي يقوي إيمانهم به كمن أتى الى الله. وبهذا أعطاهم بصيرة، لكي يروا مجد الثالوث الأقدس. أمر يسوع الميت، قائلاً بصوت عظيم: لعازر هلم خارجاً. هذا كان صوت الله، الذي سيقيم في نهاية الأزمنة كل الأموات. وسيأتي اليوم، الذي فيه ستسمع ذلك الصوت الداوي يدعوك، هلم خارجاً. إنها دعوة خالقك، الذي بكلمة قدرته، يخلق من اللاشيء شيئاً. كلنا نحيا، ونتحرك، ونوجد بهذه الكلمة. ويل لها من كلمة، ترتجف الأبالسة منها! والأكثر من هذا أن هذه الكلمة، ستصل إليك إن قرأت الكتاب المقدس، مصلياً كل يوم، أن الله يدعوك من موتك، ومن نتن خطاياك، إلى الحياة الأبدية مع طيب محبته. لقد عادت الحياة إلى لعازر الميت، وتجدد جسده الفاسد، وتلاشى نتن رائحته، وجرى الدم في أوصاله، وتحرك دماغه، وراح يتنفس ثانيةً. ولم يلبث، أن تحركت رجلاه. وكل ذلك بكلمة القادر على كل شيء. كان الحاضرون واقفين، كأموات، وعيونهم شاخصة باندهاش! ولعل ركبهم، ارتعشت أمام هذا الحادث الفريد من نوعه. فأعادهم المسيح إلى الواقع، حين قال لهم: حلّوه، ودعوه يذهب. فآمن كثيرون مرتعدين وخائفين. والإيمان أقامهم من موت الذنوب والخطايا إلى الحياة الأبدية. لنعظم المنتصر على الموت ولنطلب إليه أن يقيمنا مع كل الأموات في الروح. |
|