أي جمال يهمّك؟

[مريم فكرى]

أي جمال يهمّك؟






إنّ الجمال أمر رائع جداً وهو نعمة عظيمة قد أنعم الله علينا بها، وقد أوجدها في كل خليقته، سواء ما هو موجود في السماء أم على الأرض أم ما في البحر! وقد أعلن لنا الله في كلمته المقدسة التي هي الكتاب المقدس أنه قد "رأى كلّ ما عمله أنه حسن جداً" (تكوين 1: 31).
وأنت من أجمل مخلوقات الله التي تفنّن وأبدع في خلقها، وجمالك هذا عنوان وحقيقة لإبداع الله الواضح فيك، وقد تكونين من بين الفتيات اللواتي يهتممن بجمال مظهرهنّ ومكياجهنّ وبشرتهنّ، أو جمال جسدهنّ ولياقتهنّ، أو جمال لباسهنّ الذي يحاكي الموضة ويواكب دور الأزياء وأناقته، أو قد تكونين من ضمن الفتيات اللواتي يحرصن على جمال روحهنّ وصفائها، فيتحلّين بالإيمان والفرح، وينشرن هذا لآخرين حولهنّ.
ليس من العيب أن تهتمّي بمظهرك وجمالك وأناقتك، وهذا ليس خطأ أبداً، فالرب قد دعانا إلى أن نهتمّ ونعتني بأجسادنا ونحرص على جمالها وسلامتها، وقد دعانا أن نكون كاملين حيث قال في (متى 5: 48): "فكونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذي في السموات هو كامل"، وبالتالي مطلوب منا أن نوازن في كل أمور حياتنا، ولكن لا يجب أن نغالي في الاهتمام بأمر فوق الدرجة التي يفترض بنا أن نهتمّ بمقياسها، أي لا يجب أن تهتمّي بجمال لباسك ومظهرك لدرجة تقضين بها ثلاثة أرباع اليوم أمام المرآة! ولا يجب أن تهتمّي بماكياجك وكريمات بشرتك لدرجة أن تُنفقي نصف راتبك أو دخلك الماليّ الشهريّ عليها! إنّ هذا سيكون نوعاً من الحماقة وعدم الحكمة.
لهذا انتبهي واحرصي على الاهتمام والتركيز على جمال الجوهر، أي اهتمّي بجمال جوهرك الداخليّ وروحك من الأعماق، فهذا سينعكس على جمالك الخارجيّ تلقائياً، فكم من فتيات مظهرهنّ جذّاب، ولباسهنّ من أفخم الماركات، وجسمهنّ كملكات الجمال لكنهنّ مغرورات، ومكروهات من الآخرين لصفاتهنّ الروحية والنفسية السيئة، لهذا اقتنعي اليوم بالمثل القائل: "ليس كلّ ما يلمع ذهباً".
نعم، ليست كلّ فتاة جميلة وجذابة وأنيقة من الخارج ذهباً يلمع لعيون الآخرين، فالجمال يبدأ من الداخل ويخرج وينتشر إلى الخارج، فيراه الآخرون ويندهشون لروعته. لذلك، غذّي ونمّي جمالك الداخليّ أولاً ليظهر ويتألّق جمالك الخارجيّ للآخرين، وهذا يتمّ بأن:

• تكوني قريبة من الله وكلمته المقدّسة التي تُعلن حقائق جمالية وحياتية كثيرة وعميقة جداً، ومنها ما وعدنا به حين قال: "لأعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد" (إشعياء 61: 3).
• غذّي ونمّي شخصيّتك الروحية التي تستند على وصايا الرب وتعاليمه، فتصقل شخصيتك بما يتناسب مع حقّ الرب الإلهيّ، وتمتلئين بثمر الروح القدس الذي يجعلك مميّزة ومتألّقة جمالاً لدى جميع مَن تتعاملين معهم وأمام كلّ مَن يراك.
• كوني بركة لمَن حولك دائماً.
• لا تطرحي ابتسامتك، فالابتسامة مرآة جمال للإنسان.

كان هذا بعضاً مما على قلبي أن أقوله لكِ عزيزتي الشابة، فليست هناك أبداً فتاة أو امرأة غير جميلة، بل هناك فتاة أو امرأة لا تعرف كيف تهتمّ بجمالها وتعطيه حقّه من العناية! وهناك فتاة أو امرأة قد أخطأت في اختيار نوع جمالها، وبالتالي زالت أمامها القشور التي اختارتها وبقي لبّ قبيح لا يُعجب أحداً!