رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأتوا إليه بإمرأة أُمسكت بذات الفعل حاول اليهود تجربة المسيح في رحمته، فأتوا بإمرأة أُمسكت بذات الفعل ولعلها أمسكت حديثاً، وأثناء عيد المظال. كان الناموس اليهودي يقضي برجم الزناة. ولما كانت السلطة الرومانية الحاكمة تسمح لهم بتنفيذ هذا الحكم، أتوا بها إلى المسيح. وعرضوا عليه التهمة الموجهة إليها، قائلين يا معلم! هنا نراهم يخاطبونه بشيء من الإعتبار. ولعلهم ظنوا أنهم بالتملق يوقعونه في الفخ الذي أعدوه له. ولكن الرب فاحص القلوب والنوايا، لا يمكن خداعه. فانحنى إلى الأرض وكان يكتب بإصبعه على الأرض. ليعطيهم فرصة ليمتحنوا أنفسهم، ويفكروا في نجاساتهم. فينصرفوا عنه، قبل أن يحكم عليهم. لكنهم كانوا ضالعين في القسوة، مملوئين تعصباً لناموس الحرف. وقد دبروا مكيدتهم بكل مكر، حتى ظنوا أنهم سيفوزون على المسيح هذه المرة وينجحون بالإيقاع به. بقي المسيح فترة، يكتب بإصبعه على الأرض. وقديماً كتب الله بإصبعه على الأرض لما أعطى موسى لوحي الشريعة اللذين كتب عليهما الوصايا العشر. وبعد ثمان ماية سنة تقريباً، كتبت إصبع الله إنذاراً لبلشصر ملك بابل، فسره له دانيال. هنا ظهر أن جميع بني البشر ناقصين في موازين شريعة الله. وأنهم نتيجة لذلك، مستحقون الهلاك. أما الآن فكتب الرب من السماء ناموسه الجديد على غبار سطح أرضنا، وأعلنه بالقول إني أريد رحمة لا ذبيحة، هذا هو ناموس روح الحياة، لا شيء فيه إلا المحبة الغنية في الرحمة والغفران. إنه ثمر الروح في كل بر وصلاح وحق. ولما استمر أولئك المتعصبون يضايقون السيد الرب بأسئلتهم انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرجمها أولا بحجر. وبهذا تجنب المسيح الفخ، الذي نصبوه له. فلا هو عاب الناموس ولا برر خطية المرأة. وفي نفس الوقت بدد عزم أولئك المشتكين. لأن حكمة فاحص القلوب ذكرتهم بآثامهم القذرة، فانهزموا وسقطت دعواهم من تلقائها. وقد حرص البشير يوحنا على ذكر ترتيبهم في الخروج، ابتداءاً من الشيوخ إلى الآخرين. أي جرياً على عادة تقدم الشيوخ على من هم أصغر منهم سناً. حين ترك المشتكون المغرورون بأنفسهم الساحة، نظر يسوع إلى المرأة، وإذ بها واقفة تنتظر حكم يسوع الذي له وحده الحق أن يرميها بحجر لأنه كان بلا خطية. ولكن لسعادتها أن ديّانها الوحيد، كان هو المخلّص الوحيد. وهذا المخلّص الوحيد لم يدنها، بل رحمها. ووهبها نعمة الحرية، قائلا لها: ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي بعد. وأنت ماذا تفعل خلال يومك؟ هل تحكم على الخطاة وتحتقرهم؟ أم أنك تعترف بأنك أولهم، وأسفلهم، وأحوجهم إلى النعمة المخلصة؟ احفظ: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر" (يوحنا ٨ : ٧). موضوع الصلاة: لنطلب من الرب القدوس غفران خطايانا، ولنسأله نعمة غزيرة لكل العالم. |
|