رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل حياتك لأجل المسيح؟ لم يقد المسيح أفراداً إلى الإيمان وحسب، بل أيضاً حمل جماهير كثيرة على اتخاذ قرار ما. فالمؤمنون إذ حصلوا على نضوج في محبته صمموا على اتباعه إلى النهاية. أما المتذمرون فقد رفضوه رفضاً كاملاً. في البداية عثر اليهود بإعلانه أنه نزل من السماء، وفيه تصريح بوجوده قبل تجسده. فجادل بعضهم بعضاً. أي أن بعضهم مال إلى قبول كلامه وبعضهم إلى رفضه. ولكن الرافضين كانوا مصابين بالعمى الروحي فلم يفقهوا معنى كلامه عن نزوله من السماء متجسداً لكي يتمم الفداء. ولهذا غضبوا من قوله: ينبغي أن تأكلوا جسدي وتشربوا دمي . ظاننين بأن قصده أن يعطيهم لحمه، لأنهم أساءوا فهم قوله " الخبز الذي أعطي أنا هو جسدي. أما اليوم فنصف بني البشر يأكل ويشرب في العشاء الرباني رمزي جسد ودم المسيح، مؤمنين وعالمين أنهم بهذاالأكل والشرب، يشتركون في المسيح المذبوح وفي حياته الأبدية. إن تكريمنا المسيح، لا يكفي للخلاص. وإنما يجب أن نتناول بالمعنى الروحي جسده ودمه، لكي نثبت فيه ونحن نكون واحداً فيه. الواقع أن المؤمنين يتحدون بالمسيح في شركة روحية عميقة. إنهم يسكنون في ستر العلي، في حصنه الحصين كمدينة ملجأ. والمسيح يحل فيهم حلول رب البيت في بيته لكي يدبر له كل احتياجاته. صحيح أن الخلاص مقدم من الله على طبق محبته، وإنما يحتاج إلى قبول الإيمان ، ولا الناضجون في المحبة يقدرون أن يأتوا بثمر إلا إذا اتحدوا بالمسيح وثبتوا فيه. ومن ميزات حياة الشركة مع المسيح، أن المسيح يشارك خاصته أحزانهم، وهم يشاركونه أفراحه. هو يتعشى معهم على الأعشاب المرة، وهم يتعشون معه على أطاييبه الفاخرة. المتحد بالمسيح يحيا بالمسيح، كما تحيا أعضاء الجسد بالرأس. من يتحد بالمسيح، لا يعيش فيما بعد لنفسه، بل للمسيح، الذي فداه وخلّصه، وأعطاه حياة أبدية. وهذه الحياة الأبدية تبدأ فيه الآن، فينال عربونها وطعمها ورجاءها. إحفظ: "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يوحنا ٥٦:٦). موضوع الصلاة: لنشكر المسيح لأجل حلوله في قلوبنا. ولنسأله أن يحل في قلوب الكثيرين. |
|