رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو عمل المسيح؟ الله محبة، والمسيح إبن المحبة. فهو ذو جوهر واحد مع أبيه. هذه هي علة تسمية الأقنوم الثاني من الاهوت بالإبن. وهذه الحقيقة ذكرت بياناً لأعلان الآب كل شيء له. اذ يلزم عن محبته له أن لا يخفي عنه شيئاً. وأن لا يعمل شيئاً بمعزل عنه. فالخلق والفداء والكمال هو عمل مشترك للثالوث الأقدس. وأعمال المحبة، هذه هي أساس وسر وجودنا. في جو هذه المحبة الإلهية، يشهد لنا المسيح أنه لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئاً. وعدم القدرة هنا يعني عدم الإرادة. كقولنا أن الله لا يقدر أن يكذب. فيكون معنى العبارة أن الإبن لا يريد أن يعمل مستقلاً عن الآب. إنه يعمل نفس ما يعمله الآب، لا بعض ما يعمله مهما عمل. ويعمله بنفس الطريقة كذلك وبنفس السلطان والحكمة والقدرة. الواقع أن من يعمل باسمه الخاص، أو بقوته الذاتية هو من الشيطان، الذي استقل عن الله وصار المخرب. بما أن المحبة متبادلة بين الآب والإبن، فليس بينهما سر من الأسرار. الآب يُري إبنه الكل، وسيُريه أعمالاً ذات سلطان أعظم من شفاء المفلوج. لأنه سوف يقيم الأموات ويدين في اليوم الأخير. فالمسيح برهن على مساواته بالآب بذكر بعض الأعمال التي يعملها والتي هي من اختصاص الله وحده. أجل إن المسيح هو الديّان المطلق. أي أن له سلطان الله أن يدين. لأنه هو القاضي الأزلي، الذي يعلم ما في قلبك، ويلم بجميع أفكارك، أي أن سريرتك مكشوفة أمامه. فإن آمنت اليوم به، وأيقنت بأنه محبة الله المتجسدة، يتحول لك من ديّان إلى مخلّص. واعلم جيداً أنه ليس في وسعك أن تكرم الآب وتسجد له وتعبده، إن كنت لا تسجد للإبن وتعبده. لأن الله أراد أن يكون إكرام إبنه مساوياً لإكرامه. احفظ: "لأنه كما أن الآب يقيم الاموات ويحيي. كذلك الإبن أيضاً يحيي من يشاء" (يوحنا ٥ :٢١). موضوع الصلاة: لنعظم محبة الله ولنطلب أن تعمل فينا وفي جميع الناس. |
|