16 - 12 - 2012, 07:15 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
رسالة ليسوع قبل الميلاد
يا من أعددتَ خلاصا لآدم منذ البدء وأحببت إلى المنتهى أعلنتَ حبا لا متناهي لشعب قديم جحدك وهو يرى مجدك الذي زلزل جبل سيناء وجعله يتصدع عندما عبد العجل الذهبي .
من شدة حبك لم تفنيهم بل قبلت شفاعة موسى من أجلهم ورضيت عنهم .
استمرت مسيرة الحب قرنا بعد قرن حتى العقاب كان مبطنا بالحب
أرسلت النبي تلو النبي هذا يُنذر وذاك يُحذر وذاك يبين محبتك الفائقة وذاك يتنبأ بوضوح عجيب عن ضمور الظل والرمز وبيان الحقيقة المطلقة .
وجاء ملء الزمان. الزمان الذي رآه الآب في سلطانه ... تجسد الكلمة الذي هو كائن قبل إبراهيم بل قبل كون العالم ظهر وديعا متواضعا فيه تجلى حب الله به أشرقت شمس العدل وتلمس البشر دفء محبة الله جاء بشريعة الكمال وشريعة الحب اللا متناهي .
كشف ملء الملكوت وبين محبة الله للخطاة فقبل العشار والزانية واللص وفتح الملكوت على مصراعيه لكل من يؤمن ,,, صالح بذبيحة دمه السماء بالأرض ... أزال الحربة الملتهبة عن باب الفردوس لكل من يغسل ثيابه ويبيضها بدم الحمل ... أبدع الفردوس وأعد منازل لخاصته ليأتي ويأخذهم إليها .
سبق فأخبرهم بأزمنة الضيق ولم يجعلهم يفاجئون بها ( متى 26 ، مرقس 13 ) .
ثم كانت النهاية والبداية معا اجتمعتا على الصليب فكانت نهاية حياة أرضية حافلة بمحبة الله والقريب ونهاية لسلطان الظلمة ونهاية تمرد بوابو الجحيم وحرر رجاله المؤمنين قبل المجيء وأقامهم معه وانتهت الظلمة ودفع للعدل الإلهي حقه عن معاصي جميع البشر.
وعلى الصليب كذلك كانت البداية .
بداية القيامة الجديدة المتجددة . بداية الرجاء بالملكوت . بداية الحياة الملائكية مع الله بداية لفتح أبواب المدينة السماوية التي الله صانعها وبارئها بداية قبول الله للخطاة بخلاص الصليب . بداية الصعود الحقيقي للمؤمنين نحو الأبدية بداية كسر الشر والشرير . بداية محبة الله العظمى والكاملة . كل ذلك تجلى على الصليب فقد منحنا الحياة الجديدة والتطهير غير المحدود صعد على الصليب فكان له عرشا مجيدا فجذب إليه الجميع أعلن حبه الكامل غير المنقوص لمن ينظر فيندم على الماضي ويستشرق مستقبل الأبدية . بالصليب تجلى الغفران الكامل فقد غفر للص اليمين وغفر لبطرس نكرانه وجحوده وجعل الرسل البسطاء سادة العالم في نشر تلك المحبة الفائقة للعالم . ارتفع فرفع الخطاة التائبين هبط إلى مثوى الأموات فخلص المقيدين فيه منذ الأزل وأحدر الشيطان لدركات الجحيم السفلي ومنح الجميع إعادة البنوة لله بغسل الميلاد الثاني بل ومنحنا أسلحة نقاوم بها الشر والشرير . فما أعظم هذا الحب وما أقوى هذا السلطان الذي منحه لمحبيه فهو في الأبدية سيجلسهم عن يمينه فقد كانوا أمناء على القليل فسيقيمهم على الكثير .
واليوم .
كيف نقابل محبة الله ؟
كيف ننظر للصليب وقبله لمغارة الميلاد ؟
كيف نتطلع لغفران لا محدود تم على الصليب ؟
كيف نحافظ على نور الله الذي سكن فينا عندما مسحنا الكاهن بالميرون ؟
من يسوع بالنسبة لنا ؟
هل نحن مسيحيون حقيقيون ؟
يا ربي القادم والساكن بيننا .
أري العالم ينحدر نحو الهاوية.
أرى الفقير يموت جوعا.
أرى الدول التي يظنها العالم مسيحية بدل أن تتسابق في المحبة تتسابق في زيادة وتطوير التسلح .
أرى مليون قايين جديد ومليون آخاب حديث .
أرى الظلم متجليا في هذا العالم .
أرى الفريسيين الذين صلبوك يتزايدون .
أرى الجحود والنكران الذي غفرته لبطرس وقد زاد أضعافا .
يا ربي وملكي وسيدي
ما العمل ؟
يزاد عدد القتلة كل يوم . شعوب تُدمَر بالجملة بلدان بأكملها تُستباح للظلم والظالمين رحمتك للعالم لا أدري هل خفّت أو بدأت بالتلاشي . سدوم وعمورة تتجدد كل يوم ولا أسألك سوى رحمة العراق وفلسطين وكل المضطهدين في عالمك .
يا رب حين تأتي لتولد هذا العام لا في بيت لحم بل في قلوب المؤمنين هل ستجد لك مكانا تسند إليه رأسك ؟.
في ترتيبات موائد العيد وشجرة الميلاد وملابس الأطفال وخمر العيد وحلويات البيوت هل تجد لك مكانا ؟
يا رب ألا تهيئ قلوبنا لاستقبالك بما يليق لقد قلت أريد رحمة لا ذبيحة ؟
يا رب حين ميلادك في بيت لحم رفضت أن يستقبلك هيرودس المتغطرس والعظماء المُترفين . لقد استقبلك البسطاء من الناس الرعاة والمجوس فليتنا نتشبه بهم . كل العالم اليوم ينوي قتلك كما حاول هيرودس قاتل الأطفال أبعدنا عنهم .
هل نجد فيك وحدتنا هل تتقارب الكنائس وتتوحد في شخصك .
يا رب سأطلقها دعوة للعالم كله مع صلاة المؤمنين أن يُقدسوا صوما نستعد فيه لحياكة مخدة تسند إليها رأسك . لتتهيأ قلوبنا لاستقبالك فيها نقية بيضاء . لأن تستعد قلوبنا للسجود لك كما سجد المجوس بالروح والحق . لننقي عيوننا لا لنراقب نجم ميلادك بل لنعاين شمس البر القادمة من مشرق المشارق من العلو بل لنرى السماء الجديدة والأرض الجديدة .
يا رب اجعلنا مستحقين لميلادك كما تريد أنت أن نستعد . وبما انك رب السلام أشرق ذلك السلام المقرون بالنور الذي لا يفنى في حياتنا
آمين
|