هل أنت خلُصت أم محكوم عليك بالهلاك؟
كل إنسان عرضة لحكم دينونة الله العادلة،
بسبب خطاياه،
كما كانت الحال بالنسبة للشعب المتمرّد في البرية،
حين تعرّضوا للدغات الحيات المحرقة.
الناس في الطبيعة أبناء الغضب،
يستحقون القصاص.
ولكن لسعادتهم أن الله يحبهم،
فصنع عجباً بهم بإرسال إبنه الوحيد ليرفع عنهم خطاياهم.
وبهذا العمل العجيب،
أبطل فعل الدينونة.
فصار لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح.
ومما لا ريب فيه أن الصليب هو البرهان العملي لمحبة الله
" لأنه بموت المسيح انتفى غضب الله،
وابتلع الموت إلى غلبة.
لأنه إن كانت أجرة الخطية موت
فهبة الله حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا "
(رومية ٢٣:٦).
يعلمنا الإنجيل أن الله لم يرسل إبنه إلى العالم لكي يديننا،
كما توقع يوحنا المعمدان.
بل أتى لكي يخلِّصنا ويفتدينا وينجّينا من عقاب الدينونة.
فصارت الكلمة المكتوبة من يؤمن به لا يدان
وأنه سينال باسمه غفران الخطايا،
ولا يأتي إلى دينونة.
وفي لغة أخرى أن الدينونة المخيفة
المقبلة على العالم بطل عملها عن كل مؤمن بالصليب.
وفقاً للقول الرسولي
"لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع
السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح
(رومية ١:٨).
أما من يرفض المسيح، فلا مناص من دينونته.
لأن من يرفض الإبن،
يرفض نعمة الله بالغفران أيضاً.
ويدوس بإجرامه محبة الله.
من لا يؤمن بالمسيح يدان وتهلك نفسه.
لأن اللعنة قد نشبت أظفارها فيه فعلاً،
منذ الآن.
أما سبب رفض الناس للمسيح،
فقد أوضحه المسيح نفسه.
إذ قال وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة.
كانت أعمالهم خاطئة ولم يشاؤوا الندم على خطاياهم
والإعتراف بها قدام الرب.
إن كنت لا تعترف بأنك شرير،
فأنت تبغض النور،
أي المسيح، ولا تريد أن تأتي إليه.
لماذا لا تريد أن تضع خطاياك،
كل خطاياك على رأس حمل الله،
فيرفع الحمل الإلهي خطاياك،
ويحررك، ويهبك الحياة الأبدية؟
أقبل إلى النور فتستنير به،
ولا تلبث أن تصبح إبناً للنور.
وحينئذٍ يرى الناس أعمالك الحسنة ويمجدوا أباك الذي في السموات.
هذه الأعمال الحسنة هي من ثمر الروح القدس
العامل في حياة كل مؤمن.
احفظ:
"الذي يؤمن به لا يدان
والذي لا يؤمن به قد دين
لأنه لم يؤمن باسم إبن الله الوحيد"
(يوحنا ١٨:٣).
موضوع الصلاة:
نشكر الله لأجل محبته ونطلب أن يحقق ثمارها فينا
وفي كل مؤمن به.