رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسنئ" لم يستطع فيليبس إلا أن يظهر فرحه وغبطته في إتباع يسوع, فذهب إلى صديقه نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع إبن يوسف الذي من الناصرة. ولما كان نثنائيل نقاداً مشككاً، وقد قرأ الكثير عن المسيح الموعود، لم يجد في يسوع فتى الناصرة الصورة التي كانت مرسومة في خاطره عن المسيح المنتظر. فاعترض نثنائيل. وكان اعتراضه من النوع المشكك الذي يقود إلى الحقيقة. ولهذا قال له فيلبس: تعال وانظر. هذه هي القاعدة التي وضعها الرسول بولس حين قال : "امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسنئ" (١ تسالونيكي ٥:٢١). ولكن نثنائيل بدلا من أن يمتحن المسيح، امتحنه المسيح وتغلب عليه فقد سبق للمسيح العالِم بكل شيء أن علم ما في قلب نثنائيل من جوع إلى البر. ولا غرو بذلك فالمسيح من دأبه أن يفتش عن كل جائع إلى بره. وقد قال: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " (متّى ٥ :٦). لم يكن نثنائيل صالحاً أو باراً في ذاته، وإنما كان قلبه مفعماً بالشوق إلى بر الله وخلاصه. ولهذا ما أن ذكره يسوع بصلاة التوبة التي رفعها تحت التينة, حتى انفتح ذهنه وعرف في محدثه ابن الله ملك اسرائيل فاعترف به وكان اعترافه بمثابة عبادة موجهة لربنا يسوع المسيح. لأن كلمة ابن الله، تتضمن الاعتراف بألوهة المسيح. ونتيجة لهذا الإعتراف، رفع المسيح آمال نثنائيل إلى ما هو أعظم من كل هذا: سوف ترى أعظم من هذا، السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان. أجل إن السماء قد فتحت بالمسيح يسوع (عب ١٠:١٩– ٢٠)، وقد فتحت السماء لكي نستطيع بالإيمان أن نتطلع إلى الداخل، ثم ندخل إلى فرح ربنا لنرى مجده (يوحنا ١٧ :٢٤ ). احفظ: " سوف ترى أعظم من هذا" (يوحنا ١ :٥٠). موضوع الصلاة: فلنشكر المسيح لأجل مجيئه. ونطلب سماء مفتوحة علينا وعلى كل الجياع إلى البر. |
|