رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوت سكوته ِ محبة تمر بنا اوقات معاناة وألم وتجارب وحزن . يهاجمنا مرض ٌ يقعدنا ويحبسنا ويقيدنا بفراشنا . يقابلنا فشل ، يسقطنا ، يدفعنا ، يلقي بنا الى اسفل . يحل بنا ظلم ٌ واضطهاد ، يمزق ظهورنا بسياطه القاسية . يزور ديارنا الموت ، يُلقي بغلالته السوداء فوقنا . ونتلفت الى الله ، نرفع وجوهنا اليه فنستنجد به . نصرخ اليه ، نطلب عونه نترجى رحمته ُ ونجدته . ولا يجيبنا ، لا نسمع صوته ، لا نراه يتحرك الينا . وتزداد حدة الالم وتحمّى نار الأتون وتقسو لسعات السياط . كيف يسكت الآن . لماذا لا يتحرك ؟ ألا يسمع ، ألا يرى ؟ جائته المرأة الكنعانية بابنتها المجنونة تستصرخه ان يشفيها . رأى لوعة المرأة ، أحس بعذاب الأم أدرك تمزق داخلها ، لكنه برغم ذلك كله لم يجبها بكلمة .... لم يجبها بكلمة . وحسبته المرأة لا يبالي ، لا يهتم ، لا يرى ولا يسمع . وصرخت اعلى وبكت وقالت : " ارْحَمْنِي ، يَا سَيِّدُ " ( متى 15 : 22 ) " يَا سَيِّدُ ، أَعِنِّي ". والحّت عليه بايمانها واصرارها . تبعته ُ وحاورته ُ وسجدت له . وقال لها : " يا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ " الله يرى ويسمع ، يبالي ويهتم حتى وإن لم يجبك بكلمة ، حتى وهو صامت ، وهو ساكت ، وهو ساكن ، يسمع زفراتك وينفطر قلبه . يرى دموعك ويعطف ويتحنن وهوصامت ٌ ساكت ساكن . يقترب منك وانت تتألم وتشكو وتستنجد به ووجهه كله حب ٌ وحنان . ويعبر في صمت ٍ وسكون بدون كلمة . وتتعجب لذلك ، فهو يقترب من غيرك من المتألمين الصارخين اليه ويجيب ويتألم ، ويحنو ويرق ويربت على اكتافهم ، لماذا أنت ؟ لماذا ؟ هل لأن محبته ُ أقل ؟ هل لأن اهتمامه أضعف ؟ هل لأنك اخطأت ؟ هل لأنه لا يرضى عنك ؟ بالعكس ، المؤمن الحديث الضعيف يحتاج الى كلامه ولمساته ، أما المؤمن القوي الناضج القديم فيحتاج الى صمته ِ وسكوته يسكت في محبته ِ حبا ً لك يسكت في محبته ِ سكوتا ً صاخبا ً . صوت سكوته ِ محبة . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صوت سكوته ِ محبة |
أيوب | يبين أليهو سبب سكوته |
فاستدل عليه من دوام سكوته |
ايوب نهى شكوته بالجملة دي |
البعض فى سكوته وحديث |