رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ارتباط العهد القديم و العهد الجديد
فى كلام معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "إنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكّمك للخلاص بالإيمان الذى فى المسيح يسوع" (2تى 15:3)، ربط عجيب جداً بين العهد القديم والجديد. لأن المقصود بالكتب المقدسة التى عرفها منذ الطفولية هى العهد القديم وعند قوله: "القادرة أن تُحكّمك للخلاص بالإيمان الذى فى المسيح يسوع" فهى انطلاقة من القديم إلى الجديد.. فهى التى تحكمك للخلاص، وهى التى تعطيك الحكمة والاستنارة والفهم فيما يخص الإيمان الذى بالمسيح يسوع. لذلك قال السيد المسيح لليهود: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى" (يو 39:5). وقال أيضاً: "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى" (يو 46:5)، ومن الاقتباسات أيضاً من العهد القديم وموجودة فى العهد الجديد؛ أقوال كثيرة للسيد المسيح فى العهد الجديد مأخوذة من العهد القديم مثل حديثه مع تلميذى عمواس سجل القديس لوقا الإنجيلى عنه: "ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب" (لو 27:24). وكذلك عند ظهوره للرسل مجتمعين بعد القيامة "قال لهم هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو 44:24) عبارة "وأنا بعد معكم" بمعنى أن هذا الكلام قاله السيد المسيح لهم قبل الصلب، ثم عاد وقاله لهم بعد القيامة، فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.. أى أن السيد المسيح قد شهد لجميع أسفار العهد القديم التى كانت موجودة فى أيامه وسُجِل ذلك فى العهد الجديد. وقول السيد المسيح: "مكتوب أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" (لو 4:4). فلا يستطيع أحد أن يدّعى تحريف العهد القديم. ولكن أحياناً يقول البعض: إن العهد الجديد هو الذى يجب أن نتبعه، لأن العهد القديم به وصايا قد انتهت بمجىء السيد المسيح، لدرجة أنهم يقولون إن إله العهد القديم ليس هو إله العهد الجديد!!.. هذا كلام خاطئ جداً، لأن الذى تغير هو الإنسان وليس الله. لأن عهد الخلاص الذى أعطاه الله لإبراهيم فى العهد القديم هو نفسه الذى تحقق فى العهد الجديد "وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه.. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس، القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدى أعدائنا نعبده بقداسة وبر جميع أيام حياتنا" (لو 69:1-75). |
|