رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس بمثل هذه الطريقه نربى أولادنا سمعت صوت طرق قوي ومتواصل، نظرت من النافذة لأجد ابن الجيران ابن الثانية عشرة عائداً من مدرسته، يضرب باب البيت برجله بشكل متواصل، استغربت سلوكه، وقلت لعل أمه خرجت لبعض شأنها وتأخرت عن موعد عودته من المدرسة، إلا أني سمعت صوته وهو يصرخ قائلا: «افتحي الباب»، ولا من مجيب. وأثار عنفه وصراخه فضول الجيران فخرجوا يستطلعون الأمر، وظل الولد واقفاً أمام الباب لمدة زادت على النصف ساعة، وفجأة رأيت الأم خارجة من باب بيتها الخلفي وتنطلق بسيارتها لا تلوي على شيء، والطفل لا زال يدق الباب صارخا «افتحولي». وبعد أن غادرت الأم بدقائق فتحت الخادمة الاندونيسية الباب وسمحت للطفل بالدخول. أثارت هذه الحادثة حفيظتي وحفيظة الجيران، وتساءل الجميع عن الجريمة التي اقترفها هذا الطفل العائد لتوه من مدرسته ليستحق هذا العقاب والإهمال. فمهما كان الذنب الذي اقترفه فإن العقاب بهذه الطريقة يزيد الأمور تعقيداً، فالطفل في هذه المرحلة العمرية يتميز بحساسيته الشديدة، وينبغي للوالدين معاملته باحترام، خاصة أمام الغرباء، والتعامل معه بأسلوب الحوار الهادئ ومناقشة أخطائه لتجاوزها، واختيار نوع العقوبة التي لا تسبب له الإهانة والإساءة الجسدية أو النفسية. ففي الوقت الذي تتطلب تربية الطفل شيئا من الحزم تتطلب أيضا الكثير من الحب والحنان والتفهم. ترى ما هي الرسالة التي أرادت هذه الأم إيصالها إلى طفلها؟ هل تريد إشعاره بالإقصاء والحرمان من بيته وأسرته في أي لحظة يتمرد بها على والديه؟ المفروض أن نكون مصدر أمان أطفالنا وشعورهم بالاستقرار، فأي شعور بالأمان قدمته الأم بسلوكها هذا؟ أي ثقة بالنفس واحترام للذات خلفه هذا الموقف في نفس الطفل اليافع وهو يعامل بهذه الطريقة الخالية من الآدمية والتي جعلته فُرجة وعبرة للجيران والمارة. ومما يدعو للأسى أن يكون مصدر الأمان والحنان بالنسبة للطفل هو الخادمة، في الوقت الذي تخلت فيه الأم عن أمومتها ودورها كمربية تعلّم وتوجه وتواجه مشاكل طفلها وحلها عملياً وتربوياً للحفاظ عليه وعلى شخصيته السويّة، ونموّه بدون عقد ومشاكل نفسية. |
|