رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عودة آريوس إلى القسطنطينية وموت آريوس
وكتب سقراط المؤرخ فى كتابه الأول : [ وفى السنة الثلاثين من حكم قسطنطين (325م ) عاد آريوس وأتباعه إلى الإسكندرية وأحدث إضطراباً فى المدينة كلها , لأن شعب الإسكندرية كان فى أشد حالات السخط بسبب عودة هذا الهيراطيقى العنيد الذى لا يريد أن يصلح مع مشايعيه , وبسبب نفى القديس أثناسيوس أسقفهم . فلما أخبروا بموقف آريوس المتمرد أرسل يستدعيه إلى القسطنطينية ليعطى جواباً عن سبب هذه الفتنة التى أحدثها فى الأسكندرية ] (1) عودة آريوس إلى القسطنطينية يقول المؤرخ سوزومين: [ بعد مجمع أورشليم ذهب آريوس إلى مصر , ولكنه لم يستطع أن يحصل على أذن لكى يقيم الشركة مع كنيسة الأسكندرية , فعاد إلى القسطنطينية , فإجتمع فى القسطنطينية مع كل الذين تعاطفوا معه , وكل زمرة يوساب النيقوميدى بقصد خبيث هو إقامة مجمع فى القسطنطينية , لإإنبرى لهم ألكسندر الأسقف المسئول عن المدينة وجاهد بكل قواة لكى يبدد مشورة إقامة هذا المجمع رافضاً علناً إقامة أى عهد مع آريوس ] (3) ويؤكد أبيفانيوس أسقف قبرس أن الأريوسين نجحوا فعلاً فى إقامة هذا المجمع فيقول : [ وفى سنة 336م عقد الأريوسيين مجمعاً فى القسطنطينية حكموا فيه بوجوب إعتبار آريوس أرثوذكسياً وبعزل الأساقفة الذين بخالفون هذا الحكم . ] (4) وكان الآريوسيين قد اتهموا آريوس بإثارة الشغب والقلاقل بالأسكندرية , ولكن هوذا أثناسيوس فى المنفى فى تريف ببلاد الغال (فرنسا حاليا) فليس إذا أثناسيوس هو مثير الشغب ولكن الهرطوقى آريوس هو الذى أثار شعب الإسكندرية , شعب الإسكندرية الذى حمل أمانة الإيمان الأرثوذكسى الإيمان قبل نيقية وبعد نيقية قبل أثناسيوس وبعده منذ تسليم مرقس الرسول الإيمان لهم وحتى اليوم ويقول البابا أثناسيوس : [ وهكذا حينما أستدعى آريوس مبتدع الهرطقة وشريك وزميل يوسابيوس النيقوميدى للمثول أمام الإمبراطور , حسب رغبة يوسابيوس الخاصة , وطلب منه أن يعلن عن إيمانه كتابة فكتب المحتال إيمانه , ولكنه أخفى منه العابارات الخاصة بكفره , وإدعى كالشيطان تمسكه بالآيات التى فى الإنجيل ذات الكلمات البسيطة كما هى مكتوبة , ولما أستفسر منه قسطنطين مطوب الذكر , وهل لديك أفكار اخرى تتمسك بها فى عقلك خلاف هذا ؟ قل الحق ليكون شاهداً عليك !! والرب ينتقم منك إذا أقسمت كذباً , أما هذا الرجل التعس فأقسم أنه لا يتمسك بشئ آخر وانه قط لم يتكلم أو يفتكر بخلاف ما قد كتبه الآن ولكن حالما خرج سقط وكأنه يدفع ثمن جريمته , " وإذ سقط على وجهه إنشق من الوسط فإنسكبت أحشاؤه كلها " ( أع 1: 18) أما الموت بحد ذاته هو النهاية المحتمة لكل بشر , ونحن لا نتشفى من ميت , مع انه عدو , لأننا كلنا نموت أيضاً وربما بنفس الميتة , لكن نهاية آريوس لم تكن ميتة عادية بحسب ظروفها , لذلك فهى جديرة بأن تحكى للعبرة والقصة كالآتى :- كان يوسابيوس واعوانه يهددون أنهم سيدخلون عنوة إلى الكنيسة , فقاومهم ألكسندر أسقف القسطنطينية , أما آريوس فقد أعتمد على القوة والعنف متكلاً على مناصرة يوسابيوس , وكان اليوم سبتاً , وكان يتوقع أن يدخل ليشترك فى يوم الأحد , فكانت هناك مشادة كبيرة بينهم , هؤلاء يهددون وهؤلاء مع ألكسندر يصلون ! ووقف الرب قاضياً فى الأمر وحكم ضد الأثيم , فلم تغرب الشمس إلا وأحس بحاجة الطبيعة تلح عليه , فذهب حيث سقط فى المرحاض ميتاً , فحرم من الشركة والحياة معاً . وعندما سمع بذلك قسطنطين البار , فى الحال أخذ يالدهش إذ كيف حل عليه العقاب بهذه النقمة السريعة بسبب القسم الذى قسمه حنثاً وزوراً , وصار معلوماً بالبرهان الإلهى لدى الجميع أن كل تهديدات يوسابيوس هى بلا قيمة , وقد ذهب رجاء آريوس باطلاً , كما أنه صار ظاهراً أن جنون آريوس قد إنتهى به إلى القطع من الشركة لا يقسم المجمع فقط بل بواسطة مخلصنا الرب نفسه , فالكنيسة حرمته هنا والرب حرمه فى السماء ... ] (5) المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 112 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) Sozom., E. H. II, 29 (4) Epiphan., Hear. 97. 10 (5) Ad. Episc. Aegypt. 18, 19 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آريوس المهرطق |
هرطقة آريوس |
أريوس باغوس |
المصريين يثورون ضد آريوس وصول خبر موت آريوس للبابا أثناسيوس بالمنفى |
أريوس باغوس |