رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عقيدتنا في الثالوث نؤمن نحن المسيحيين بأن الله واحد لا شريك له، خالق السماوات والأرض، القدير الحكيم، الذي لا بداية له ولا نهاية، الأول والآخر، الرحمن العادل، القدوس والجواد، الحق الحي، الذي لا يُرى ولا يُلمس أو يُدرك بالحواس البشرية. وحينما سأل اليهود السيد المسيح طالبين معرفة أعظم وصية، قال ما جاء في سفر التثنية 4:6 "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد". و الكتاب المقدس مليء بالشواهد التي تقر بوحدانية الله، مثل: خروج 2:20 " أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي". تثنية 35:4 " لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه". تثنية 39:4 " الرب هو الإله في السماء من فوق وعلي الأرض من أسفل ليس سواه" إشعياء 5:45 " أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي" إشعياء 18:45 "أنا الرب وليس آخر" إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي" إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر" إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي". رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع" 1كورنثوس 6:8 "لكن لنا إله واحد" أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة" 1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد" يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل" وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفنا يقول: " نؤمن بإله واحد ". فنحن موحدون نؤمن وبكل يقين أن الله واحد، لكن وحدانيته ليست الوحدانية الفردية البسيطة لكنها الوحدانية الجامعة. أن اليهود الذين آمنوا بالتوراة وحفظوها عن ظهر قلب، والتي تؤكد لهم مراراً وتكراراً أن الله واحد، نجدهم لم ينزعجوا حينما قال لهم السيد المسيح: "أنا والآب واحد". بل استطاعوا أن يفهموا هذه الوحدانية ببعد أعمق وهو أن الجوهر واحد لكن في تعدد. والأمثلة كثيرة في الكتاب المقدس على أن لفظ واحد يعنى الاتحاد أو الوحدة. تكوين 1: 5 "وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً". فهناك مساء وصباح لكنهما يوم واحد. وفي تكوين 2: 24 "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً". فهناك رجل وامرأة. ولكنهما جسد واحد، إشارة إلى الاتحاد التام في الفكر والهدف وأسلوب الحياة وطريقة تربية الأولاد. هذه الحقائق أعلى من العقل ومع ذلك نقبلها بثقة وفرح لأنها إعلان الله الذي يحبنا ولا يمكن أن يخدعنا، أيضاً إ ن كنت تخضع الله لمفاهيمك البشرية فإنك تحاول المستحيل لأنك محدود والله غير محدود. يقال إن القديس أغسطينوس كان يسير على شاطئ البحر يوماً وهو مشغول بهذه الفكرة: كيف أن الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد، عندما رأى طفلاً يحفر في الرمل حفرة ثم يملأها من البحر بواسطة دلو صغير والحفرة لا تمتلئ، فسأل الطفل "ماذا تريد أن تفعل؟" فقال "أريد أن أنقل هذا البحر الكبير ليكون لي أنا في حفرتي". فقال القديس أغسطينوس لنفسه: "هذا عين ما أفعله الآن. إني أحاول أن أضع الله غير المحدود في حفرة عقلي المحدود". على أن الله دائماً يعلن لنا عن ذاته بطرق وأساليب مختلفة في التاريخ ، والضمير، والطبيعة، والكتاب المقدس. ولولا ذلك ما استطاع العقل أن يدرك الكثير، فالله هو الذي بدأ بالإعلان عن نفسه ليحرك فينا العقل والإيمان، وهما ليسا ضدين لكنهما يسيران في اتجاه متوازٍ، لكن العقل دائماً قاصر لا يرى غير المنظورات المحسوسات لكن الإيمان "يرى ما لا يُرى" (عبرانيين 11: 13). قال المرنم في مزمور 19 " السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه". وقال الرسول بولس: "لأن أمورُه غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرتُه السرمدية ولاهوتُه" (رومية 1: 20).. أموره غير المنظورة تُرى؟!!! نعم الله لا يراه أحد ويعيش، ولا تدركه الأبصار. لكن هذه الأمور غير المنظورة يمكن أن نراها من خلال المصنوعات أو الخليقة، التي نرى فيها قدرة الله ونعرف من هو شخصه العزيز المبارك. قابلتني أخت جزائرية وسألتني: كيف تصفون الله وكأنكم رأيتموه؟ هذا كفر، فالله العزيز الحكيم العالي الكبير لا تدركه الأبصار، وهو عال عن كل ما تقولون علواً كبيراً". فأجبتها: " الفستان الذي ترتدينه جميل. لا بد أن صانعه فنان". فتقبلت كلماتي وعلى وجهها خجل وحمرة بسيطة. وقالت: "هل زرت الجزائر؟" فقلت لا. قالت: وكيف عرفت؟ لأنه فعلاً أشهر مقصدار عندنا" فقلت: "من الفستان عرفت صانعه وحكمت عليه أنه فنان. كذلك حينما أرى السموات مرفوعة بغير عمد أقول: سبحانك ربى في قدرتك، فأنت إله كلي الحكمة. وحين أرى الشمس تشرق وتغرب في موعدها منذ آلاف السنين ولم تتغير لحظة، يمكن أن أقول عن الإله إنه مهندس عظيم". فقالت: "نعم معك كل الحق". |
|