رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إقامة بطريرك دخيلاً على كنيسة الأسكندرية تعليق من الموقع : لم يكن عزل ونفى البابا ديسقوروس فى مجمع خلقيدونية لأجل هرطقة ولكن كان ظلماً وبدون سبب يذكر ، والكنيسة المصرية كانت الكنيسة الوحيدة التى كانت تختار أساقفتها بحرية أثناء الإحتلال الرومانى الوثنى والإحتلال البيزنطى المسيحى ، ولا يرضى الشعب القبطى المسيحى فى مصر بفرض سيطرة سياسية خارجية أو داخلية فى المساس بهذه الحرية وقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية جـ2 ص 57 ما نصه : " ولما طرق مسامع المصريين ما لحق ببطريركهم من الحرمان والعزل هاجوا وغضبوا وأتفقوا على عدم الإعتراف بقرار المجمع الذى أصدر هذا الحكم وأعلنوا عدم رضاهم ببقاء هذا البطريرك رئيساً عليهم ولو انه محروم مشلوح وأن إيمانه وعقيدته هو إيمانهم ومعتقدهم ولو خالفه فيهما جميع آباطرة القسطنطينية وبطاركة روما ، والذى أغضب المصريين كثيراً هو أنهم إعتبروا أن الحكم الذى صدر ضد بطريركهم ماس بحريتهم الوطنية مجحف بحقوقهم السياسية حتى ولو كان حكم دينى صرف فلا يهمهم أمره ما دام أن القانون الأساسى لكنيستهم قد صادق عليه البطريرك (الأنبا ديسقوروس) وصاوا يتمسكون به تمسكهم بقواعد دينهم . وكانت نتيجة هذا كله أن أسباب الشحناء والبغض والكراهية نمت وكثرت بين الأقباط الوطنيين وبين الأروام المقيمين فى مصر ( سواء أكانوا من السلطة الحاكمة أم من المستوطنين منهم أو من الأقباط الذين تزاوجوا معهم ) وزادت عوامل الجفاء والعداء بين الطرفين خصوصاً لما إنحاز جماعة من اليونان إلى كنيسة ألأروام البيزنطيين مع أنهم كانوا مثل المصريين فى العوائد والأخلاق (اليونان كانوا قد أستوطنوا مصر منذ الإحتلال البطلمى وكانوا يعتبرون من فئة المواطنة الحاكمة ويحتلون وظائف عالية) وكان المصرى فى ذلك الوقت يبرهن على صدق وطنيته وإخلاصه لبلاده برفضه قرارات مجمع خلقيدونية رفضاً باتاً والإستهزاء بنتائجه . وعندما وفد على مصر أربعة من الأساقفة مع مندوب من قبل الإمبراطوره لإنتخاب بطيرك جديد إحتدم الشعب المصرى غيظاً وبدأ دخان غضبه يتعالى مما يدل على نار كامنة تحت الرماد فد تتلظى إذا حركتها أيدى العوامل الفعالة ، وذلك أن المصريين كانوا يقولون بأن ديسقوروس هو بطريركهم وحاكمهم المطلق وولى أمرهم وأنهم لا يقبلون بديلاً عنه ما دام هو على قيد الحياة . ولكن قوة الحزب الرومانى فى كنيسة الإسكندرية قد تغلبت على نخوة المصريين وإنتهى الأمر بتعيين رئيس كهنة الأسكندرية وأسمه بروتوريوس للبطريركية مع أن ديسقوروس كان يثق به حتى عهد إليه بإدارة أمور الكنائس أثناء غيابه إلا أنه خالف هذه الثقة وصرح بقبول أحكام مجمع خلقيدونية ليكون مقبولاً فى عينى منتخبيه الأروام كما أنه صادق على آراء البابا لاون عندما طلب منه التوقيع عليها ثورة المصريين ولما إتفق الساقفة المصريين (الذين من أصل رومى) على تعيين بروتوريوس ثارت الأمة المصرية عن بكرة ابيها وإشتد هياج الشعب وضجيجة لأنهم إعتبروه خائناً لوطنه غاشاً لكنيسته وعدوة منافقاً ومرائياً . وحدث أن الحكومة أرسلت كتيبة من الجند إخضاع هذا الشعب الثائر ولكن الأقباط هزموا جيش الفرسان هذا وحصروه فى قباب هيكل السيرابيوم الذى كانت قد عفت آثاره وتهدمت أركانه ثم أوقدوا النيران فيه وأحرقوا العساكر وذروا تراب أجسادهم فى الهواء . فأغاظ هذا العمل فلورس والى مصر وقائد جنودها فأصر على الإنتقام منها إنتقاماً قاسياً مؤلماً فقطع عن السكان جراية الخبز (المعونة) التى كانت تصرف للتكايا والمساطب (التى تقوم بالتعليم) وأغلق الحمامات العمومية وأبطل المعارض والإجتماعات ، ثم أرسل يطلب إمداد من الجنود من القسطنطينية فأمدته الأمبراطورية بألف رجل وصلوا إليه بعد ستة أيام ولكنهم لم يكونوا من الجنود المدربين على القتال بل كانوا حديثى العهد منضمين حديثاً فى الخدة العسكرية ، ولذلك تمردوا وعصوا الأوامر فزادوا الشر تفاقماً ، فإضطر فلورس الوالى أن يعقد هدنة مع المصريين وإجتمع مع نخبة منهم (قادتهم) فى ميدان سباق الخيل ، وتعهد هذا الوالى لهم بإلغاء الأوامر الصارمة التى فرضها ضدهم ولذلك تم الصلح بينهم ، ولكنه كان صلح ظاهرى فقط غير صادر من القلوب إلا أن المصريين لم يعترفوا برئاسة بروتوريوس الذى يعبنته الأمبراطورة بطريركاً عليهم فكان الرجل يشعر أن هناك خطر يحوم حوله ، ولذلك فقد كان يتنقل من مكان لآخر تخفرة مجموعة من الجند ، ولم يكن محبوباً من الشعب ولم يكن محبوباً من الكهنة أيضاً كما كانوا يضمرون له الشر ، ولم يرافقة غير 24 أسقفاً أما باقى الساقفة والقسوس فكانوا يحتقرونه ويهزأون به لأنه رفض ذكر ديسقوروس فى القداس ، ولأنه وقع على قرارات مجمع خلقيدونية " وكان رئيس الجماعة التى تكره برتوريوس الدخيل الأنطاكى رجل أسمه تيموثاوس كان قد حكم عليه بالحرمان مع شماس أسمه بطرس مع خمسة أساقفة ونفيا إلى ليبيا مع رهط من الرهبان لأنهم رفضوا الإعتراف ببروتوريوس بطريركاً عليهم ما دام ديسقوروس لا يزال حياً . لم تقبل المدينة المقدسة أورشليم (1) قرارات مجمع خلقيدونية وقتل الجنود الكثيرين هناك ذكر الأنبا إيسيذوروس (2) أحداث الإسكندرية كما يلى :- ثانياً : أنه لما نفى مارقيان ديسقوروس إلبطريرك الإسكندري هو والأساقفة الذين لم يعترفوا بدستور الإيمان الذى ألفه المجمع الخلقيدونى أرسل قاصداً (مندوباً إمبراطورياً ) إلى الإسكندرية حاملاً صورة العقيدة الجديدة ومعه أمر للمسيحيين أن يختاروا بطريركاً لهم بدل ديسقوروس بحيث يوقع على الصورة المرسلة من قرارات مجمع خلقيدونية . البطريرك الدخيل والأسقف الشهيد وحدث أنه عندما وصل إلى المدينة وصل إليها أيضاً أسقفاً مصرياً أسمه مكاريوس أسقف أتكو كان منفياً مع البطريرك ديسقوروس وأرسله متنكراً من ضمن تجار مصريين إلى الإسكندرية ليثبت اهلها على صخرة الإيمان الصحيحة وعندما أرسل البابا ديسقوروس الأسقف مكاريوس أنبأه أنه سيستشهد فى الأسكندرية فى أول يوم وصوله وأول ساعه فيها وحدث أن جمع النائب الإمبراطورى أهل المدينة لكى ينتخبوا بطريركاً بشرط أن يوقع على الإعتراف بالطبيعتين وعلى بنود طومس لاون قاومه الأسقف بشدة وحكمة وأخذ يشرح للموجودين ما حدث فى مجمع خلقيدونية وكيف أن أعماله كانت خرقاً للشرائع وقوانين الكنيسة وأن مذهبه بدعة وإختراع وهرطقة مخالف لمذهب آباء الكنيسة القديسين ، ولما رأى هذا الأسقف أن قساً أسمه بروتوريوس كان دائم الخصام والمناوشة ويعاند دائماً البابا ديسقوروس وغير خاضع له يميل إلى إعتناق المذهب الخلقيدونى الجديد محباً فى أن يرتقى إلى درجة البطريركية وبخه علانية وأظهر فساد أخلاقه وشرورة القبيحة الكثيرة لعامة الشعب فغضب الشعب والإكليروس على هذا النائب الإمبراطورى وبروتوريوس معاً ورفضوا امر الإمبراطور مرقيان وقاوموهما ، ولم يستطع البطريرك الدخيل بروتوريوس إستماع التعنيف من أسقف حقير فقد اصبح هو رئيسه على ألأسقف فحنق وغضب وضربه برجله فوقع على الأرض صريعاً (ربما سإصطدمت رأسه بحجر على الأرض ) لأنه مسناً وشيخاً هرماً ومات شهيداً ، وأقام بروتوريوس بطريركاً بقوة الجند وسلمه البطريركية ولكن قام شعب الإسكندرية بطرد بروتوريوس منها فعاد النائب الإمبراطورى وهاجم البطريركية بقوة من الجنود فى أثناء الصلاة ليلة عيد القيامة المجيد وفرق شمل الشعب وقتل كثيرين منهم وأستولى على أمتعة الكنائس وأموالها وسلمها إلى بروتوريوس البطريرك الدخيل الذى من شدة خوفه على نفسه ترك البطريركية وسكن فى منزلاً خارجاً عنها ففتك به اللصوص وأستولوا على الأموال التى سلبها من الكنائس . وتقول الكنيسة القبطية أن القس بروتوريوس يعمل ضد البابا ديسقوروس وقد ساعد فى عزله ونفيه , ولكنه كان ممقوتاً من الشعب لأنه كان متكبراً متغطرساً وكان الإمبراطور مرقيان يعلم أن شعب مصر يكرهه وإزداد الشعب كراهته له بعد أحداث مجمع خلقيدونية ووقوفه ضد أبيهم ديسقوروس ومساعدته الحزب النسطورى على طرده طمعاً فى أن يجلس على العرش المرقسى ، لهذا وقع إختيار الإمبراطور مرقيان عليه لولائه لهم ولإذلال شعب مصر لهذا زوده بقوة الجند وأوامر مذدده بتنفيذ كل أوامر تصدر من هذا البطريرك الدخيل ، نياحة البابا ديسقوروس وأنتقل ديسقوروس إلى الرب فى 4 سبتمبر 454 م بعد أن قضى نحو أربع سنوات أو خمس سنوات فى المنفى يقاسى من صعوبات شتى من رداءة أخلاق أهل المكان ووحشيتهم وشراستهم ووثنيتهم ومكث البابا يخدم الرب على الكرسى المرقسى 10 سنين وشهر واحد وتسع أيام حرم الأسقف الدخيل بروتوريوس وموته ذكر الأنبا إيسيذوروس (3) وفى جدول المجامع المدرج فى آخر تاريخ كوسهيم يوجد ذكر إنعقاد مجمع سنة 457 فى الإسكندرية ضد بروتوريوس الأسقف الدخيل ومجمع خلقيدون وذلك لأن الأساقفة المستقيمى الرأى وكافة الأكليروس بالأسكندرية رفضوا الإشتراك مع هذا البطريرك المغتصب لأنه سطا على الكنائس ونهبها ، وأرغم الكثيريين بقوة الجند على الإشتراك معه فى الصلاة فعقدوا مجمعاً كبيراً وحرموه لسببين .. أولاً : لعدم إستقامة إيمانه ولقبوله قرارات مجمع خلقيدونية وعدم إتفاق إيمانه مع إيمان الشعب والكنيسة المصرية .. ثانياً لأنه قبل أن يكون بدلاً من البابا ديسقورس ويجلس مكانه وما زال البابا ديسقوروس على قيد الحياة ، ثم إنعزل فى بيته . ونهبه للكنائس عاد عليه بالوبال لأن لصوصاً سطو عليه وأوردوه حتفه ونهبوا الثروة التى سرقها من الكنائس ، وقد إتهم المؤرخون الشعب بهذه الفعلة الشنعاء كما أن الحكومة التى تدين بمجمع خلقيدونية أيضاً ألصقت بهم هذه التهمة وإنتقمت منهم مـــــــــــــــــراجع (1) إقرأ فى هذه الصفحة ما حدث فى أورشليم وأوامر الإمبراطور مرقيان بقتل ونفى كل من يرفض قرارات مجمع خلقيدونية http://www.coptichistory.org/new_page_5652.htm (2) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 580 (3) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 534 - 544 |
|