رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النــــــــــــــــــــــــــــور الجزء الثانى رابعا : ظهور النور بصورة معجزية : يسجل الكتاب المقدس بعض الأحداث التى ظهر فيها النور بصورة معجزية : 1 - كان لبني إسرائيل " نور في مساكنهم " ، بينما كان هناك " ظلام دامس في كل أرض مصــــر " ( خر 10 : 21 - 23 ) . 2 - عمود النار الذي قاد بني إسرائيل فى البرية ليلا ( خر 13 : 21 ، 14 : 20 ، مز 78 : 14 ) 3 - النور الذي شع من ثياب الرب يسوع على جبل التجلي (مت 17 : 2 ) . 4 - النور الذي أبرق حول الرسول بولس وهو في طريقة إلى دمش ( أع 9 : 3 ، 22 : 6 ، 26 : 13 ) . خامساً : المقارنة بين النور والظلمة : النور والظلمة ضدان لا يجتمعان ، فمنذ البدء " فصل الله بين النور والظلمة " ( تك 1 : 4 و 5 و 18 ، 2 كو 4 : 6 ) ، فحيث يشرق النور ، تختفى الظلمة . وبينما نجد المقارنة بين النور والظلمة حرفيا ( مز 139 : 12 ، جا 2 : 13 ، 2كو 4 : 6 ) ، فإنها في الأغلب الأعم ، تشير إلى صورة مجازية ، فالظلمة ترمز إلى الخطية والموت ، والنور يرمز للقداسة . فعندما تقرأ أن "الله نور، وليس فيه ظلمة البتة" (1 يو 1 : 5 ) ، نفهم هذا مجازيا ، بأن الله صالح ، لا أثر فيه للشر . وعندما يقول أيوب " بنوره سلكت الظلمة " ( أى 29 : 3 ) نفهم من ذلك أنه عاش حياة منقادة بكلمة الله وفي حمايته ( ارجع أيضاً إلى إش 42 : 16 ) . أما الذين يجعلون " الظلام نوراً ، والنور ظلاماً فهم الذين يقولون أيضاً : " للشر خيراً ، وللخير شرّاً " ( إش 5 : 20 ). كما يقال عن يوم الدينونة إنه " وقت ظلام وقتام " ( يؤ 2 : 2 ، عا 5 : 18 ) . ونقرأ في العهد الجديد أن " الشعب الجالس فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً ، والجالسون فى كورة الموت وظلاله ، أشرق عليهم نور " ( مت 4 : 16 ) . ولكن الناس يحبون ظلمة الشر عن نور الحق المعلن في الرب يسوع المسيح ( يو 3 : 19 و 10 ) . ورغم أنهم يقاومون النور ، فإن الظلمة لا يمكن أن تدرك ( تغلب أو تطفئ ) النــــور ( يو 1 : 5 ) . ويقول الرب يسوع ، له كل المجد ، " النور معكم زماناً قليلا بعد . فسيروا ما دام لكم النور ، لئلا يدرككم الظلام " ( يو 12 : 35 ) . والمؤمنون هم " أبناء نور وأبناء نهار " وليسوا " من ليل ولا ظلمة " ( 1 تس 5 : 5 ) ، فقد أنقذهم الرب من سلطان الظلمة ( كو 1 : 31 ) ، ودعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب ( 1 بط 2 : 9 ) ، وعليهم أن يسلكوا في النور في تجاوب مع الحق ( 1 يو 1 : 7 ) . وأما الذين لا يعملون الحق ، فهم الذين يسلكون في الظلمة ( 1 يو 1 : 6 ) . ويحذر الرب المؤمنين من أن تكون لهم شركة مع من يرفضون الحق ، " لأنه أية خلطة للبر والإثم ؟ وأية شركة للنور مع الظلمة ؟ " ( 2 كو 6 : 14 ) . وأحيانا يصعب تمييز هذا ، لأن الشيطان رئيس " ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر " ( أف 6 : 12 ) " يغير شكله إلى شبه ملاك نور " ( أي إلى رسول للحق -2 كو 11 : 14 ) ، فعلى المؤمنين أن يلبسوا " أسلحة النور " ( رو 13 : 12 ، أف 6 : 11 - 14 ) وأن يضيئوا كأنوار في العالم " ( في 2 : 15 ، مت 5 : 14 ) ، لكي يأتوا بالناس من ظلمات إلى نور ، ومن سلطان الشيطان إلى الله ( أع26 : 18 ) ، لأن الشيطان " إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضىء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله " ( 2 كو 4 : 4 ) . سادسا : النور كرمز فى كتابات الرسول يوحنا : الرسول يوحنا أكثر الرسل والمبشرين استخداما للرموز ، وبخاصة " النور " . ولا عجب فى أن الإنجيل الذي يبدأ بعبارة " في البدء " ، يردد صدى ما جاء عن بدء الخليقة حين " قال الله : ليكن نور ، فكان نور " ( تك 1 : 3 ) . فترد كلمة " نور " ( فوس Phos فى اليونانية ) 23 مرة فى الاثنى عشر أصحاحاً الأولى من إنجيل يوحنا ، منها مرة واحدة للدلالة على النور الطبيعى ( 11 : 9 ) ، ومرة في الإشارة إلى من يتجاوبون مع الحق ( 12 : 36 " أبناء النور " ارجع أيضاً إلى 1 يو 1 : 7 ، 2 : 8 - 10) . أما الإحدى والعشرون مرة الأخرى ، فهي إمَّا إشارة مباشرة إلى الرب يسوع ، أو إلى الحق الذي جاء به . فالرب يسوع هو " النور الحقيقي " ( يو 1 : 9 ) ، لأنه الإعلان الكامل عن الله ، وبهذا فهو يمتاز عن أي إنسان آخر ، ولو يوحنا المعمدان " أعظم المولودين من النســاء " ( يو 1 :7 و 8 و 23 و 5 : 35 و 36) ، فهو " نور الناس " ( 1 : 4 ) ، و"نور العالم " (8 : 12 ، 9 : 5 و 12 : 46) ، وهو " النور الذي يضىء فى الظلمة " (1 : 5) ، و " النور الحقيقى الذي ينير كل إنسان " ( يو 1 : 9 ) ولكن رفض الكثيرون النور لأنه كشف شرهم ( 3 : 19 - 21 ) ، أما الذين قبلوه فقد صار لهم " نور الحياة " ( 8 : 12 ) . ومما يسترعي الانتباه ، آن آخر مرة ترد كلمة " نور " في إنجيل يوحنا ، هي فى نهاية الأصحاح الثاني عشر ، لأن المسيح اتجه بعد ذلك بخدمته إلى تلاميذه في أحاديث خاصة ، إذ لم تعد هناك جدوى ، بعـــــــد أن رفض العالم " النور " . أما للمؤمنين ، فحيث زن النور كشف عن " محبة الله " ، فإن الحياة الحقيقية في النور ، تستلزم حفظ وصايا المسيح ، وبخاصة محبة بعضنا البعض ( 1 يو 2 : 8 - 11 ) ، وعمل الحق ( 1 يو 1 : 6 - 7 ) . |
|