رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل المسيح هو الله ؟ الجزء الأول المسيح أعظم من موسى - هو خبز الحياة هل المسيح هو الله؟ المسيح أعظم من إبراهيم مقدمة الكثير من الناس يقدمون اعتراضهم على إلوهية المسيح، والتي يُعبَّر عنها باللغة العربية المسيحية، بلاهوت المسيح، قائلين مثلا: أين قال يسوع المسيح: "أنا هو الله فاعبدوني"؟ واعتراضات أخرى كثيرة في نفس السياق. إن هذا الاعتراض مبني على افتراض مغلوط بأن المسيح يجب أن يقول هذه العبارة: "أنا هو الله فاعبدوني"، وإن لم يقلها بشكل حرفي ودقيق، هذا يبرهن أنه ليس الله. إن هذا الافتراض واهي وخالٍ من أي منطق، حيث أنه غير صحيح. أي أنه إن لم يقل المسيح: "أنا هو الله فاعبدوني"، هذا لا يعني أنه ليس الله. فيوجد في العالم عدد كبير جدًا من الملوك والرؤساء، فإذا حاولنا تطبيق هذا الافتراض الساذج على كل رئيس منهم وقلنا: متى قال الرئيس الفلاني: "أنا هو الرئيس فاخضعوا لي"؟ سنستنتج أن الأغلبية الساحقة من الرؤساء والملوك ليسو كذلك!! فهل هذا الاستنتاج عاقل وصحيح؟ بالطبع لا. إن قول هذه العبارة بالذات، ليس ضرورة حتمية على صحة رئاستهم. فالذي يبرز رئاستهم هو حقيقة منصبهم وسلطانهم، أعمالهم، ماهية أقوالهم وتصريحاتهم، وآراء أتباعهم وخاصةً أولئك الملازمين لهم. هذا بالضبط ما سندرسة في هذه السلسلة، حيث أن المسيح صرَّح بالكثير من الإعلانات التي برهنت، بدون أي أدنى شك، أنه هو الله الظاهر في الجسد. وهذا ما فهمه وآمن به أتباعه الذين سمعوا هذه الأقوال ورأوا أعماله وانتصاراته على كل خطية وتجربة. وعلى رأسها انتصاره على الموت بقيامته من الأموات؛ وشهد لنا التلاميذ بذلك، وكتبوا لنا الأناجيل بوحي من الروح القدس شهادةً لذلك. سنركز في هذه السلسلة على الأربعة أناجيل فقط، حيث أننا سنقوم بدراسة حوالي 270 شاهدًا من الأناجيل تبرهن لاهوت المسيح وتميزه عن سائر رجال الله الذين عرفهم التاريخ. أكثر من 95 % منها، هي أقوال المسيح التي قالها عن نفسه، مما يبرهن لاهوته بشكل أعظم، ويطرد الادعاء بأن المسيحيين هم الذين جعلوا من المسيح إله وهو لم يَدَّعي هذا عن نفسه. المسيح أعظم من إبراهيم أبو الأنبياء: في يوحنا 8، سجل الوحي لنا حوارًا بين المسيح وجمع من اليهود، آمن جزء منهم به؛ فقال المسيح لليهود الذين آمنوا به: " 31... إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلامِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي 32 وَتَعْرفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرركم .... 36 فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا." فابتدأ باقي اليهود يعبرون عن استيائهم من المسيح الذي ادعى أنهم عبيد، وأنه هو الوحيد القادر أن يحررهم تحريرًا حقيقيًا، فأجابوه قائلين: " 33 ... إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ. كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَاراً؟ " أما يسوع، عندما قالوا له أنهم ذرية إبراهيم وأنهم أحرار، أعلن أربعة إعلانات مجيدة تميزه عن إبراهيم. الأول: إن عمل المسيح أعظم من عمل إبراهيم: فالحرية الحقيقية هي أن يتحرر الإنسان من سلطان الخطية ودينونتها الأبدية، وهذا لم يستطع أن يفعله إبراهيم، لأنه فقط "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا.”، أي أن إبراهيم لم يستطع أن يوفر لليهود الحرية الحقيقية. أما المسيح، فهو الوحيد الذي استطاع أن يوفرها، بموته على الصليب، وانتصارة على الموت، وهو شوكة الخطية التي أبطل دينونتها على المؤمنين به (1 كورنثوس 15: 55 - 56) الثاني: إن رسالة المسيح أعظم من رسالة إبراهيم: " 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وأنا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ." وهي رسالة الحق، الذي يحرر؛ وهو المسيح المتجسد في حياة الإنسان المؤمن به. لذلك، مع أنهم يظنون أنهم أبناء إبراهيم، فبسبب سلطان الخطية على حياتهم قال لهم يسوع: “ 44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُريدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا...." أي أنهم لا يقدرون أن يكونوا أبناء إبراهيم، بسبب تسلط الخطية والموت عليهم. الثالث: إن هدف حياة إبراهيم هو تمهيد الطريق للحق، أي للمسيح: إن حلم إبراهيم كان أن يتحقق مجيء المسيح لخلاص البشر، فأراه الله ذلك اليوم بالروح، وأفرحه به. " 56 أبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ." عندها تعجب اليهود مما يقوله وقالوا له: " 57 ... لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟" الرابع: إنه موجود قبل إبراهيم " 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لكُمْ: قَبلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أنَا كَائِنٌ. 59 فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ..." وهنا نرى إعلان المسيح الرابع وهو أوضح ما يكون عن لاهوته. إن المسيح لم يقل لهم أنه كان قبل أن يكون إبراهيم فحسب، بل كلمة كائن التي استخدمها المسيح هي التي يستخدمها الله عن نفسه، وتعني أزلي الوجود. فالعبارة "أنا كائن" تشير إليه كالذي ليس له بداية وجود، كيهوه إله إسرائيل، وهو نفس التعبير الذي أعلن به الله عن نفسه لموسى (خر 3: 14, اش 43: 10,كو 1: 17 ) فهو الكائن من الأزل وإلى الأبد (تفسير هلال أمين للآية). لهذا السبب رفع اليهود الحجارة ليرجموه، وذلك يرسم لنا صورة واضحة، لا يحيطها أي شك، أنهم سمعوا ما قاله جيدًا، وفهموا تجديفًا صارخًا؛ وهذا التجديف هو أنه ادعى أنه الله الكائن قبل كل شيء. وهذا شعار سمعه يوحنا من المسيح وفهمه، فأبرزه الوحي عن الله الآب من خلاله في رؤيا يوحنا أيضًا، والأصحاح الأول عن قول المسيح: " 4 يوحنا إلى السبع كنائس التي في آسيا نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي ياتي... 8 أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء". نرى أنه بالرغم من أن يوحنا يبرز الآب كالإله الكائن، إلا أنه يمزج شخصة الأزلي، مع مجيء المسيح الثاني للأرض، ذلك بعبارة "والذي يأتي". (أنظر أيضًا إلى: 4: 8 و 16: 5 وأما في 11، فيربط الوحي ما بين الآب والمسيح الابن بسلطان المُلك، كما يقول ناشد حنا: " أما عبارة "والذي يأتي" فليس مكانها هنا لأن مُلك الرب الأبدي ينظر إليه هنا أنه قد جاء، ولذلك لا وجود لهذه العبارة في الأصل. "لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ." لنلاحظ أن الأصوات التي في السماء قالت إنه قد صار مُلك العالم لربنا ومسيحه. ولكن لا يقال "فسيملكان” بل "فسيملك”، وهنا أيضاً يقال "لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت”، فنجد يهوه والمسيح متميزين ثم نجدهما متحدين، كما قال يسوع: "أنا والآب واحد" (يو 10: 30 ) ؛ وأيضاً "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو 14: 10 , 11 ) وهذا طبعًا ما أبرزه المسيح لليهود، فهو بالطبع لم يلغي شخصية الله الآب، لكن لكي يعلن رسم جوهره للبشر، فقد أبرز وأكد على اتحاده بالذات الإلهية، كالأقنوم الثاني، بشكل لا يقبل الجدل. إذًا كما رأينا في الآيات السابقة، المسيح يُعلن أن عمله أعظم من عمل إبراهيم؛ ورسالته أعظم من رسالة إبراهيم. إن هدف حياة إبراهيم والأنبياء، هو وضع أساسات لتمهيد الطريق لمجيء المسيح المنتظر والخلاص للبشرية؛ وذلك عن طرق تجلي أُقنوم الله الابن، في شخص المسيح؛ وهو الإله الكائن الذي كان قبل إبراهيم والأنبياء والمؤمنين وقبل كل شيء. باســـم أدرنــلي باحث ومعلم للكتاب المقدس وخلفياته الحضارية ومدافع عن الإيمان المسيحي |
|