رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل المسيح هو الله ؟ الجزء الثانى المسيح أعظم من موسى - هو خبز الحياة سنتابع دراستنا عن لاهوت المسيح من الأناجيل. المسيح هو الذي تمم ناموس موسى: المسيح هو الذي قد جاء ليكمل ناموت موسى، حيث قال: " 13 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." متى 5. لقد عمل الوحي من خلال الذين كتبوا العهد الجديد مفارقة واضحةً ما بين المسيح وموسى. من ناحية أولى علموا أن المسيح هو النبي المعد أن يأتي بعده ليكمل عمله حيث تنبأ موسى عن المسيح، قبل مجيئة بحوالي 1300 عام، قائلاً: " يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ." تثنية 18: 15. لقد فهم الرسل من نبوة موسى هذه، أن المسيح هو الذي تنبأ عنه موسى. فبعدما لازموا المسيح وسمعوا تعاليمه، فقال بطرس لليهود الذي ينتظرون ذلك النبي الذي تنبأ عنه موسى قائلاً: " 22 فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ.....26 إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ" أعمال 3، (أنظر أيضًا إلى أعمال 26: 22 و28: 23). وفي عبرانيين 3 يقول: " 5 وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً في كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ (أي المسيح). 6 وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ ". لكن كما نرى من الشاهد أعلاه، يشبه موسى بالخادم في البيت، والمسيح كإبن صاحب البيت. لقد شدد رسل العهد الجديد على كم المسيح أعظم من موسى، كما سنرى من خلال الكثير من الشواهد ابتداءً من إنجيل يوحنا: المسيح أعظم من موسى: " 17 لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا." يوحنا 1. إن الناموس كان مرحلة انتقالية لتتميم عهد الله مع إبراهيم بالإيمان؛ فبالناموس أبرز الله كم الخطية خاطئة جدًا (رومية 7: 13)؛ ولكي ندرك كم نحن عاجزين عن تلبية متطلبات قداسة الله عن طريق الناموس (إعمال 15: 10)، وذلك لكي يجعلنا الله ندرك حتمية احتياجنا إلى مُخَلص. وتقول الآية أن الله أعطى ناموس الوصايا هذا بواسطة موسى، لكن الخلاص التام والطريق للرجوع إلى الله قد تحقق بواسطة المخلص يسوع المسيح، الذي أظهر نعمة الله وحقه. لقد قدم لنا الوحي من خلال يوحنا هذه المفارقة، بعدما قدم لنا أن كلمة الله الأزلي تجسد وصار بشرًا وحل بيننا (عدد 14) وكان مملوءً نعمةً وحقًا، وهاتان الكلمتان أتتا بشكل فريد في تقديم يوحنا، لأن كلاهما اصطُحبتا مع "ألـ" التعريف في اليونانية. أي أن الترجمة الأدق للآية هي: "...مملوءً بالنعمة والحق." وفيها يبرز الوحي أنه يوجد مصدر واحد للنعمة والحق الحقيقيين، وهذا المصدر هو الله، والذي أصبح متاح للإنسان عن طريق تجسد شخص الله الكلمة، يسوع المسيح. بعدها في عدد 18، يكمل الوحي تلك المفارقة ما بين موسى والمسيح فيقول: " الله لم يره أحدٌ قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر." أراد الوحي أن يبرز هنا أنه بالرغم من عظمة اختبار موسى لرؤية مجد الله (خروج 33: 11 و18-23)، وتكلم الوحي أيضًا عن كم كان موسى نبيًّا فريدًا بهذا النحو؛ حيث قال أنه لم يقم أيُّ نبي آخر مثله، قد تكلم الله معه وجهًا لوجه (تثنية 34: 10). لكن في نفس الوقت يبرز المسيح بأنه الوحيد الذي رأى الآب شخصيًا، وهو كان ولا زال الإعلان الكامل لجوهر الله ونعمته وحقه؛ وذات المعرفة الكاملة الحميمة له، كجزء لا يتجزأ منه وأقنون من أقانيمه السرمدية. باســـم أدرنــلي باحث ومعلم للكتاب المقدس وخلفياته الحضارية ومدافع عن الإيمان المسيحي |
|