رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا يوحنا النقيوسى نشأه الأسقف يوحنا النقيوسى: قالت الأستاذه الكبيره أيريس حبيب المصرى " المعروف ان هذا المؤرخ أنه ترهب فى دير الأنبا مكارى الكبير فى برية شهيت , حيث إشتهر بعلمه الواسع وتقواه الفائقة ومقدرته التى بلا حدود فى الإطاره والتنظيم , فإستعان به البابا أغاثوا (39) وعينه ضمن سكرتيريته فأخلص فى خدمته إلى الحد أنه عندما إنتقل هذا البابا إلى بيعه الأبكار إستبقاه البابا يوحنا الثالث (40) , وإستمر يوحنا النقيوسى فى خدمه البابا أسحق (41) الذى جلس على كرسى القديس مرقس العظيم وكان يلازم البابا إسحق ملازمه الظل حتى أنه كان يلازمه أيضا كلما ذهب لمقابلة أمير البلاد , فقد كان هذا البابا العلاٌمة يثق فيه وقد انعم ربنا على يؤنس بعمر مديد فخدم الأنبا سيمون (42) خليفه الأنبا إيساك فيكون بذلك خدم أربعه باباوات بالتتالى مع أن يؤنس كان قد بلغ سن الشيخوخة .. زلكن رأى هذا البابا أن يكافئه لخدكاته الكثيره فرسمه أسقفا لمدينه نقيوس ... ورئيساً على الأديرة ولهذا السبب أطلق عليه معاصروه لقب " مدير الأديرة " قصه الكنيسة القبطية د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثانى الطبعه السابعه سنة 2000 عندما مات يوحنا معلم البابا سيمون فتش البابا سيمون عن راعيا خبيرا بأحوال الرهبان والإداره , وكان يوحنا النيقيوسى أو النيقاوى خبيرا بأحوال الرهبان وشئونهم أسقفا لأبروشيه نقيوس فى النصف الثانى من القرن السابع ( نسبه إلأى نقيوس بمركز منوف وتسمى باللغه القبطية " أبشاتى" وحور العرب إسمها وأصبحت ابشادى وهى قريبه الآن من زاويه رزين وكانت فى ذلك الزمن جزيره كبيره بين فرعى النيل ولا تزال توجد بها آثار الهياكل التى شادها الفراعنه ما زالت آثار الكنائسالتى بناها المسيحيون فى العصور المسيحيه الأولى باقيه بها حتى الآن بعد أن هدمها العربان وجارت عليها أيدى الحدثان بعد أن مال الزمان ) وقام المستشرق الفرنسى دارسى سنة 1912 بحفريات حول قريه رزين فلم يعثر بعا إلا على تمثال واحد لرمسيس الثانى وعلى بعض الأحجار المبعثره والجدران المتداعية كانت فى يوما من الأيام تكون كنائس للعبادة المسيحية , أما ما تبقى لعا من شهره فهى مرتبطه بإسم بؤنس وغيره من الأساقفة الذين إعتلوا سدتها حين كانت مدينه عظمى ومقراص لأسقفيع شهيره " حول مدينة نيقيو " مقال للأستاذ لبيب حبشى نشره فى رساله مار مينا العدد الرابع سنة 1950 ص 183- 184 ولا يعرف بالضبط المده التى قضاها يوحنا فى رعاية الأديره ولكنه من المعروف أنه قاسى فى سبيل هذا العمل متاعب ومشاق يقاسيها كل من كان يخدم الشعب بغيره وإخلاص , ومما زاد من متاعبه أن أحد الرهبان المحبين للشهوات أخرج عذراء من ديرها ودخل بها وادى هبيب وإرتكب معها اٌثم وإرتكب خطيئه الزنى , فلما إنتشر الخبر وظهر الأمر بين الرهبان جزعوا وفزعوا وإرتعبوا من هذا العمل الشيطانى فى أرض مقدسة , ووصل الخبر إلى مسامع الأنبا يوحنا فقام بتأديب الرهب وضربه ضربا مبرحا وموجعا حتى مات بعد عشرة أيام من شدة الضرب 0 بلغ أمر موت الراهب الإكليروس فهاجوا فى ثوره شنعاء لولا أن اساقفه مصر تداركوا الأمر فإجتمعوا سرا ةسألوا الأنبا يوحنا عن القضية فإعترف أمامهم أنه هو الذى ضربه ضربا موجعا أدى إلى وفاته فأوجبوا عليه القطع لأنه كان قاسيا وتعدى واجب الأسقفيه , وحرموا عليه أن يتقدم لرفع الأسرار الربية بل يتناولها كراهب 0 فلما سمع الحكم وقف فى وسطهم وقال : " لقد قطعتمونى ظلما , هكذا يجعلكم الهنا غرباء عن كراسيكم إلى تمام الومان الذى حكمتم به على " وجرى فعلا أن بعض الأعيان كانوا يخالطون غير زوجاتهم ولما منعهم الأساقفه وشوا بهم إلى الوالى المسلم فإستحضرهم من بلادهم وظل مده يستوجبهم حتى مات الأنبا يوحنا وكان قد بلغ من العمر أقصاه – ويظهر أن تلك الإساءه قد أحزنته فقضت عليه وعندما رفع الأقباط الخطاة قضيتهم للوالى المسلم عبد العزيز, ظنوا أنه سوف يوافق على طلبهم وسيحكم لهم طبقا لما يأمر به دينه لأن هذا مباح فى الإسلام 0 إلا أن هذا الوالى كان عادلا فى هذه المشكله فلم يحقق آمالهم وينفذ لهم غاياتهم الشهوانيه , فالخطيئه مثل المرض تنتقل عن طريق الإختلاط وقد إنتقلت عدوى الطلاق للأقباط خاصه والمسيحين عامه من المسلميين0 0 ظهرت هذه البدعه الجديده بأن طلب الأقباط من أساقفتهم بوضع قائمه قواعد تسمح للأقباط أن يطلقوا نسائهم , فلم يوافق الأساقفه على وضع هذه القواعد لإباحه الطلاق ، ولكن أعضاء هذه البدعه رفعوا الأمر الى الوالى المسلم عبد العزيز ، فقد إستدعى كل أساقفه مصر على إختلاف مذاهبهم وطلب منهم تشكيل مجمع دينى للنقاش وإتخاذ قرار فى هذا الأمر. إحتشد فى المجمع 64 أسقفا الغالبيه العظمى من الأقباط ، والباقى من الكنيسه الملكيه الخلكيدونيه وغيرهم فى سنه 695م فى بابليون وبدأوا يناقشون الموضوع بروح خاليه من العداء وكان من بين الأساقفه الهراطقه، ثاوفيلس الخلكيدونى، وتادروس الأوطاخى، وجرجس البرسنوفى0 وجه الشر الوالى عبد العزيز يهاجم الكنائس : وقبل ان تنفض جلسات المجمع وردت أنباء من القسطنطينيه تذكر أنه حدثت ثوره فيها إنتهت بخلع الإمبراطور يوستنيانوس وتنصيب قائد شجاع إسمه ليونتيوس مكانه فلما سمع الوالى هذه الأخبار أحس بإنهيار وتفكك قوه الإمبراطوريه الرومانيه. ومن الظاهر أنه كان يتملق المسيحيين خوفا من الهجوم البيزنطى وإنضمام الأقباط معهم فى القتال. فلم يعبأ بعد ذلك بمعاملتهم معامله حسنه كما كان يفعل من قبل وظهر وجهه الشرير وتلون بلون آخر كما يتلون الثعبان ، وراح فى جهله يشنع عليهم قائلا: أنهم كفره يجعلون لله زوجه وولدا ولأنه ديكتاتورا ولا يفهم غير السيف والخوف طريقا لإنهاء أى نقاش فعيرهم بعدم إتفاقهم فى هذا الأمر وأمور أخرى كثيره0 ثم سأل الأساقفه الثلاثه قائلا: من من هؤلاء الأساقفه أقرب إليك ؟ فأجاب بصوت عال: لا أحب ولا أقترب الى واحد منهم وأحرم هرطقاتهم المرزوله، فصادق الجميع على كلامه0 وحكم المجمع بقطع كل من لم يتركوا النساء الغريبات ويرجعوا الى نسائهم الذين تزوجوهم بمعنى بطلان زواجهم الثانى0 وضايق الوالى الأقباط كثيرا ونهب أموالهم وسلب مقتنياتهم وكان البطريرك المصرى فى مثل هذه الأحوال هدفا للمصائب والرزائل ولذا وقع سيمون تحت طائله سخط الوالى ورجزه كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 169 |
|