بداية تحرك الأريوسيين المرحلة الأولى : للقضاء على أثناسيوس
وأصبح البابا أثناسيوس العقبة الوحيدة أمام الآريوسيين بعد أن قضوا على عمالقة مجمع نيقية , ووضعوا خطة لإثارة القلاقل فى مصر فقد أرسل يوسابيوس النيقوميدى لأتباعه الأريوسيين فى مصر ونصحهم أن ينضموا إلى المليتينيين ليكونوا جبهة واحدة ضد أثناسيوس وكان يوسابيوس ( وهو أريوسى ) قد وعد المليتنيين بإغراءات كثيرة , وإتحد الأريوسيين بالفعل مع المليتنيين مبكراً جداً , حسب تحقيق المؤرخ سوزومين (3)
وكانت الخطة تنقسم (1) إلى : -
المرحلة الأولى : بدأت هذه المرحلة باللين واللطف , وعندما لم يجدوا أنها لم يتحصلوا منها نفعاً إنقلبوا إلى التهديد والوعيد والعنف حتى يجبروا الكنيسة القبطية لتقبل آريوس فى شركتهم , وكانت هذه المرحلة من أهم المراحل التى لو حققوها لرد شرف للآريوسين من الدرجة الأولى فقد كان العائق الوحيد هو الصخرة التى وضع فيها الرب يسوع الإيمان ألا وهو أثناسيوس .
الأريوسيين يريدون فرض آريوس على الأنبا اثناسيوس
فى سنة كان يوحنا أركان بطل الموقف كله فقد أستطاع يوسابيوس النيقوميدى أن يأخذ أمراً من الأمبراطور بخروج آريوس من المنفى , بعد أن أدعى أنه تاب , وكتب قانون الإيمان بصيغة ملتوية جازت على الأمبراطور , وبمجرد خروجه من المنفى أرسل يوسابيوس خطاباً مع رسول خاص إلى أثناسيوس يطلب منه برجاء أن يقبل آريوس وكل أعوانه فى الشركة , وكان هناك رسالة شفهية قالها الرسول مفادها : أنه هدد أثناسيوس إذ لم يقبل طلبه ورجاءه فى أن يقبل أثناسيوس .
وكان يوسابيوس النيقوميدى قد بيت النية وأعد الخطة مسبقاً أنه فى حالة عدم قبول آريوس فى شركة أثناسيوس بعد رجاءه وتهديده , وإذا برسول من الأمبراطور وخطاب تهديد شخصى من الإمبراطور نفسه : أن يفتح القديس أثناسيوس الكنيسة لا لآريوس فقط بل لكل من يريد أن يدخل الكنيسة بلا أى شرط .
وكان أثناسيوس البطل المصرى شجاعاً فى رده على الأمبراطور رافضاً رجاءه وتهديده , وكانت أول دفاع للهجوم الشيطانى الآريوسى الذى أستخدم ملك العالم كقوة لتدمير الإيمان الأرثوذكسى وكان رد اثناسيوس [ إن هرطقة تقاوم المسيح لا يمكن أن يكون لها شركة مع الكنيسة الجامعة ]
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 76
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Soz. II. 21, 22.