رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر الموت أرجو أن تخبرنا أول شيء يخطر في بالك عن الموت، شيئاً تعتبره فائق الأهمية. جواب: ما يأتي عفوياً في فكري هو أنّ الموت سرّ رهيب، بحسب ما ننشد في خدمة الجنّاز من نظم القديس يوحنا الدمشقي. إنّ هذا الأمر مرتبط بحقيقة أن النفس تُفصَل بالقوة عن الانسجام الناجم عن اتحادها بالجسد. إنّه أيضاً حادث حزين لأنه مرتبط بقابلية الإنسان للفناء والموت الظاهرة في كل حياة. إلى هذا، إنّه يذكّرني بخدمة الجناز البهية كما نحتفل بها نحن الأرثوذكس إذ نحمل شموعاً مضاءة وننشد انتصارياً "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور". هذه الصورة الجميلة تظهر موقفنا من الحياة والموت. نحن قابلون للفساد والموت لكننا نملك "دواء عدم الموت" الذي هو المسيح القائم من بين الأموات. يمكننا القول، باستعمال المصطلحات الحديثة، أنّ بتجسّد الابن واتّحاد الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص الكلمة، حصل "استنساخ روحي"، واتّحدت طبيعتنا المائتة بحياة الله. لهذا غيّر الموت اسمه وهو الآن يُسمّى رقاداً، وأماكن دفن الراقدين تُسمّى مراقد (مدافن) وليست قبوراً. إذاً، عندما أرى الناس حاملين شموعاً مضاءة منشدين "المسيح قام" عند قيامة المسيح، أفهم بشكل أفضل أنّ علينا أن ننظر إلى الموت كعملية عبور بالمسيح من "أرض مصر" إلى "أرض الميعاد"، من الموت إلى الحياة، وكرجاء بقيامتنا التي تتم أيضاً بالمسيح. إن الأمر ليكون سعيداً جداً أن نتوقّع الموت في هذه الوضعية، حاملين شمعة القيامة منشدين "المسيح قام". في النهاية، نحن "غرباء وحجاج" في هذه الحياة وموطننا الحقيقي ليس هنا. أنا أتأثّر دائماً بكلمات القديس نيكولا كاباسيلاس (القرن الرابع عشر) بأننا فيما نحيا هنا على الأرض إلا أننا مثل جنين في رحم أمه، نولَد لحظة موتنا ونخرج من ذلك الرحم. لهذا السبب، في الكنيسة الأرثوذكسية يُعَيَّد للقديسين في يوم رقادهم أو استشهادهم وليس في يوم مولدهم. |
|