رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رثاء للقديس مار أفرآم السرياني من أقوال متفرقة للحث على ترك الخطية قل لذاتك: لك زمان تصنع شهوات الجسد وأمياله، فماذا ربحت؟ هل زدت علي قامتك ذراعاً واحداً؟ أصرت سميناً؟ فما خزّنت لذاتك سوي طعام الدود، ها إخوتك الذين اتّقوا الله، تزينوا بالفضائل الحقيقية، وأنا أذهب إلي الظلمة، وهب الرب لي حياة وأنا أسخط بها عمداً.. أيها الشيطان الخبيث قد جعلتني عاراً للملائكة والناس، لأني صرت مطيعاً لمشورتك النفاقية، لأنك خطرت لي قائلاً: أعمل شهوتك مرّة واحدة ولا تصنعها أيضاً، وها هو الصغير صار لي هوة، الماء وجد ثقباً صغيراً فصنع هوة عظيمة واضحة للكل، لأنَّ عادة الخطية تقود إلي أشر حال.. فاكرهي يا نفسي الخبيث، والتصقي بالإله المتعطف علي البشر.. استحي يا نفسي من الآن وأسرعي في طريق الخلاص.. انهضي وتشجعي، لا تلبثي في الهوة لكيلا تُدفَعي كالجثة طعاماً لطيور السماء والوحوش، اركعي لملك المجد معترفة له بخطاياك، فإنَّ له رأفات كثيرة.. إلي متي تحتمل العدو النجس مكملاً بلا خجل مشيئته، فهو يتمني أن يزج بك في النار، هذا هو حرصه وهذه هي مشيئته، فهو يُحارب دائماً بالشهوات الرديئة.. فاهرب منه وأمقت مشوراته.. أبغض الخبيث وفر من الغاش، فإنّه قتال للناس مذ الابتداء وإلي الانتهاء.. فاهرب منه أيها الإنسان لئلا يقتلك.. تأمل يا أخي واختر الأفضل: أتبكي هنا علي خطاياك وتتضرع لتخلص بالتوبة؟ أم تبكي هناك في النار ولا ينفعك شيء؟ لأنّك إذا بكيت هنا تنال رحمة مع تعزية.. فعد إلي ذاتك.. واعرف أنَّه من أجلك نزل الإله علي الأرض ليرفعك من الأرض إلي السماء.. أيها المُحبّون انهضوا فقد جاء الملك السماويّ، ليعطيكم نياحاً وسروراً في الحياة الخالدة عوض تعب نسككم.. قوموا فشاهدوا مملكته التي أعدها لكم.. قوموا وانظروا المن الذي لا يشبع منه أحد.. تقدم إلي أب الرأفات معترفاً بخطاياك قائلاً: أيها الرب إلهيّ، الممسك الكل، قد أخطأت في السموات وقدامك ولست مستحقاً أن أُدعي لك ابناً.. ولا أن أُبصر علو السماء من كثرة آثامي، ولا أن أذكر اسمك العظيم بشفتي الخاطئتين، لأني جعلت ذاتي غير مستحق للسماء ولا للأرض.. أسألك يارب وأتضرع إليك ألا تطرحني من قدام وجهك، ولا تبعد عني لئلا أهلك، لأنَّ لولا يدك سترتني لكنت هلكت وصرت كغبار قدام الريح.. أسكب علي رأفتك كما سكبتها علي الابن الشاطر، ارحمني وسامحنى علي سيرتي الطالحة، كما سامحت الزانية والعشار.. ترأف علي كاللص.. إقبل توبتي أنا العبد البطّال فإني يائس من الكل، لأنّك ما جئت لتدعو صديقين بل خطاة إلي التوبة.. صل أيها الحبيب..واعترف.. لتقدم صلاتك كبخور قدام الله |
|