منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 12 - 2012, 10:19 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,481

الرعــاة
الرعــاة



على مقربة من بين لحم، وبينما كان الرعاة الأتقياء يعيشون في البادية بعيداً عن العالم وملذاته، ساهرين على قطعانهم لحراستها من الذئاب واللصوص، ظهر ملاك الرب بغتة ليزف لهم بشرى الميلاد المفرحة، فاضطرب الرعاة وكان لابد أن يضطربوا، لأنَّهم لم يروا من قبل منظراً مهيباً كهذا، زاده جلالاً حدوثه فى الليل والقفر واقترانه ببهاء الملاك وهيبته، ولهذا قال لهم الملاك: " لا تخافوا "، هكذا فعل مع زكريا الكاهن ومريم العذراء (لو1: 13،30)، ثم بدأ يُعلن لهم البشرى المفرحة، بهذا يكون الرعاة هم أول من بُشروا بميلاد المسيح، الذي قال: " أنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ " (يو11:10)، ولأنَّ الراعيّ أول من يعرف بميلاد الحمل، هكذا أيضاً الرعاة هم أول من بُشّروا بميلاد حمل الله، الذي جاء ليرفع يرفع خطايا العالم كله (يو29:1)। لكنَّ المسيح إن كان حملاً قدّم ذاته ذبيحة عنا، إلاَّ أنَّه كان أيضاً لا يزال راعياً يرعى البشرية بتعاليمه المقدَّسة في مراعى حبّه، ولابد أنَّ الرعاة كانوا أتقياء مثل: إبراهيم وإسحق ويعقوب وداود॥ وإلاَّ ما نالوا هذا الشرف العظيم! كما أنَّهم شابهوا الرسل الذين تعبوا في رعاية المؤمنين، وهكذا يبقى الراعي صالحاً إن قاد خرافه إلى المراعي الخضراء، ولم يدعها تهيم فوق الأراضي الجرداء!

ومما يُلفت النظر أنَّ الملائكة لم يحملوا بُشرى الميلاد للعلماء أو الملوك أو الأغنياء.. بل لرعاة! ما يُميّزهم هو سهرهم على القطيع! فقد انتهى الوقت الذي يوضع فيه ميزان للبشر! ألم يقل داود النبيّ: " والمَسَاكينْ يُبشَّرونْ " (مز4:72)، في بساطة ذهب الرعاة ليروا المولود (لو15:1)، فرجعوا مؤمنين مع أنَّهم لم يروا سوى طفلاً مُقمّطاً وموضوعاً في مذود حقير! ولكنَّهم أمام صوت الملاك الذي بشرهم سكتت عقولهم وتركوا إيمانهم يتكلّم، وبهذا أعطوا اليهود أعظم درس في الإيمان البسيط، الذي لا يعوقه فلسفات البشر، ويُقدّم لنا مارِ أفرآم السريانيّ، صورة مبهجة للقاء الرعاة بالطفل الراعيّ فيقول: " جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم: لبناً لذيذاً ولحماً طازجاً وتسبيحاً لائقاً.. أعطوا اللحم ليوسف واللبن لمريم والتسبيح للابن.. أحضروا حملاً رضيعاً وقدموه لخروف الفصح، قدموا بكر للابن البكر، وضحية للضحية، وحملاً زمنياً للحمل الحقيقيّ.. ".


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024