رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صمود الكتاب المقدس لم يلقَ كتاب آخر مثلما لقيه الكتاب المقدس من إضطهاد وافتراءات.. فقد حاول كثيرون أن يحرقوه ويمنعوه منذ أيام أباطرة الرومان حتى الحكم الشيوعي في العصر الحاضر! حتى قال فولتير- الملحد الفرنسي المتوفي عام 1778م- إنه بعد مائة سنة ستكون المسيحية قد أُمحت وصارت تاريخاً !! ولكن ماذا حدث ? مات فولتير، وزاد توزيع الكتاب المقدس في كل أحاء العالم? ولم تمضِِ خمسون سنة على وفاة فولتير حتى استعملت جمعية جنيف للكتاب المقدس مطبعته ومنزله لطبع ونشر الكتاب المقدس! وفي عام 303م أصدر دقلديانوس أمراً بالقضاء على المسيحية! بإحراق الكنائس، والكتب المقدسة، وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية!! ولكن الإمبراطور الذي خلفه على العرش كان قسطنطين الذي أوصى يوسابيوس بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الحكومة!! عندما حاول أحد ملوك فرنسا أن يضطهد المسيحيين في دولته، قال له محارب قديم من رجال الدولة: إن كنيسة اللّه هي السندان الذي أبلى كل المطارق، ولقد حاولت مطارق كثيرة إيذاء الكتاب المقدس ? فبليت هي وبقي هو! ولو لم يكن هذا هو كتاب الله لدمّره البشر منذ زمن طويل. نعترف بأن ملوك وأباطرة وأمراء وحكام... حاولوا أن يمدوا أيديهم إلى الكتاب المقدس بالأذى? فماتوا هم وبقي هو حياً!! وما أكثر الذين أعلنوا آلاف المرات موت الكتاب المقدس? لكنهم ماتوا والكتاب السماوى ظل حيّاً!! ويبقى السؤال: لماذا لم يحدث أن كتاباً آخر لقي كل هذه الغربلة والطعنات? أي كتاب من كتب الفلسفة لقي ما لقيه الكتاب المقدس من تجريح? أليس صمود الكتاب المقدس أمام موجات الاضطهاد العنيفة يؤكد أنه كتاب سماوى! أليس سر بقاءه إلى الآن دليل على أنه من عند الله! أعتقد أن الملايين الذين يقرأون الكتاب المقدس، لو لم يجدوا فيه سعاداتهم وخلاصهم وحلول لمشاكلهم.. ما قرأوه أو درسوه. وهل ننكر أن الفلسفة ظلت قرون طويلة بمعزل عن ديانة الجليلي المصلوب، الذى فى نظرهم كان يمثل الضعف لا القوة، الجهل لا الحكمة، التضليل لا الهداية.. ولكن ما أن انتشرت المسيحية ورسخت كقوة دائمة في الفكر الانساني، تنازلت الفلسفة وألقت بتاجها تحت أرجل مؤمنين بسطاء، لا يملكون بريق الكلمة بل قوة الروح. وهكذ أخذ الفلاسفة تعاليم وأقوال المسيحية في الحسبان، وبعدما اكتشفوا ضعف أفكارهم ومعتقداتهم بدأوا في إصلاح أنفسهم، ودراسة هذا المعتقد الجديد، الذى لم يؤلفه إنسان وفقاً لأهوائه الخاصة، وأمنوا أن السيد المسيح صنع بالضعف ما هو أعظم من القوة!! فإلى كل الذين يقاومون كلمة الله نقول: إن وضع أكتافنا في عجلة لنمنع دوران الشمس، أسهل من أن نوقف طبع وتوزيع الكتاب المقدس |
|