خالد منتصر يكتب يا إعلام الشياطين أرجوك لا تستضِف الملائكة
كل من كان على منصة مليونية الشريعة من التيار الإسلامى يسب ويلعن الفضائيات والإعلاميين كان بالصدفة ضيفاً دائماً مزمناً على تلك الفضائيات ومنها اليوم السابق مباشرة للمليونية، كل منهم كان يشرح المليونية ومسارها ومطالبها بالتفصيل الممل!! ومن خلال إرهابه لأولئك الإعلاميين الذين يستضيفونه كان يأخذ فرصته كاملة وعندما يتنفس المذيع يصرخ الضيف الإخوانى أو السلفى «لا تقاطعنى.. أنت متحيز.. أنت ضدى.. المكالمات مفبركة».. إلى آخر هذا الإرهاب الذى جعل المذيعين يرتعشون أمام هؤلاء ويركعون ويكثفون استضافاتهم حتى لا يقال إنهم منحازون للتيار الليبرالى، لم يتركوا من على المنصة إعلامياً إلا وطعنوا فيه وفى شرفه وسمعته وسبوه بأقذع الألفاظ وأفحش الصفات، إنه الإعلام الفاسد الذى يقدمه شياطين الإنس وسحرة فرعون من وجهة نظرهم، والإخوانجية والسلفيون هم فقط الملائكة الأطهار الأخيار الذين يضطهدهم الأشرار، لذلك أطلب وبأعلى صوتى من الإعلاميين الشياطين ألا يستضيفوا الملائكة وألا ينجسوهم ببرامجهم وشاشاتهم حفاظاً على هؤلاء الأتقياء الأنقياء، ولنتركهم يظهروا على فضائياتهم الدينية المنتشرة اللامعة بداية من قناة «25 يناير» حتى قناة الحافظ مروراً بالرحمة والحكمة والناس. وأنا مندهش لماذا يجرى نجوم الإخوان والسلفيين إلى هذه القنوات الكافرة العلمانية «الكخ اليع»؟ وإذا كانوا لا يجرون ولا يعدون ولا يتسابقون ولا يلهثون، فلماذا يلبون الدعوة أصلاً؟! لماذا يستجيبون لوسوسة الشياطين الإعلامية؟ لماذا يسيل لعابهم على استضافات برامج قنوات دريم والحياة وسى بى سى والنهار؟ الإجابة ببساطة شديدة لأن هذه القنوات مليئة بالمواهب الإعلامية، فيها حريفة إعلام بجد، قنوات منورة، فضائيات لامعة، فيها مهنية، فيها صنايعية الشغلانة، قنوات بلغة الإعلام متشافة مرئية جذابة، أما قنواتهم المرطرطة على النايل سات بالعشرات فهى لا تضم موهبة إعلامية فذة، قنوات تفتقر إلى الجاذبية، معظمها هواة، غير مبدعين أو مبتكرين، مثلهم مثل أى إعلام شمولى مثل «البرافدا» ونشرات المحافظات، لا بد أن يكون مصيره إلى الفشل مهما توافرت له الإمكانيات المادية، فهو دائماً يفتقر إلى الموهبة التى لا يمكن أن تعيش وتنمو فى تربة السمع والطاعة ولا تزدهر فى صوبة الفاشية، الموهبة الوحيدة عندهم هى موهبة السباب والردح طوال الليل والنهار والخوض فى أعراض المعارضة وتمجيد حكمة الرئيس مرسى وتشبيهه بالخلفاء الراشدين.. إلى آخر هذا القاموس الذى لا يحفظون غيره. لكل الأسباب السابقة أطالب شياطين الإعلام بأن تكف وتمتنع عن استضافة الملائكة الأبرار الأطهار من الإخوان والسلفيين، وكفى هذا الإعلام ما يسمى الحياد الوهمى، فالوقت ليس وقت حياد أمام جحافل تتار تريد أن تبتلع الوطن، وليس فى هذا المنع أى ظلم أو إقصاء لهذا التيار لأن له نوافذه الفضائية التى يطل منها والتى لا يدخلها أى ليبرالى، ونحن غير مسئولين عن فشله فى تسويق بضاعته الفكرية من خلال هذه النوافذ، ويكفى أنه بعد كل هذه الاستضافات المبالغ فيها للإخوان والسلفيين ما زالوا يسبون ويلعنون ويشتمون، فليس أقل من قرار جماعى بالامتناع عن استضافتهم ولنرَ ماذا سيفعلون من خلال قنواتهم المكتسحة بنجاح منقطع الجماهير.
الوطن