عثرات الخادم ابونا متى المسكين

[Marina Greiss]

عثرة الراحة فى وقت ينبغى فيه التعب :

كما يلتزم الزارع بأوقات العمل المتواصل السريع الذى لا يعرف الراحة أو الكسل ، سواء التى يحرث فيها أرضه للزرع قبل حلول فصل المطر ، أو التى يضع فيها الأسمده ، أو التى يحصد فيها الثمر ، بحيث لو توانى أو تكاسل ، ضاع غليه الموسم أو انضرّ زرعه أو تلف حصيده ، فيقف حقله وسط الحقول عاريا كئيبا يقص على الرائح والغادى قصة كسل رخيص أو عجز محزن ، أما هو فلا يجد ما يجيب به على ملامة الناس ولا يجد ما يوفى به حاجته.

هكذا تماما الكنيسة الخالية من المؤمنين والمصلين فى أيام الأحاد ومواسم الصوم والصلاة ، تحكى قصة توانى رعاتها وخدامها الذين تركوا الخدمة الروحية ، وذهبوا يحرثوا فى البحر ليحصدوا الريح. ويا للأسف ويا للملامة . وما هذه الصور المحزنة الكئيبة إلا مقدمة لما سيتم أمام منبر المسيح حينما يقف أصحاب المواهب والمؤتمنين على الأسرار الذين طمروا الموهبة فى وحل المال أو الإهمال.

إن راحة الخادم الحقيقية محفوظة له فى السموات مع سيده الذى كان ينبغى أن يتألم أولا ثم يدخل إلى راحته . فالراحة الحقيقية لن نجدها هنا ، بل هى مذخورة لنا مع المسيح بكيل فائض فى السموات . كما يقول بولس الر سول : "ولمن أقسم لن يدخلوا راحته إلا اللذين لم يطيعوا ، فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه ... فنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد فى عبرة العصيان هذه عينها " ( عب 3 : 18 و 4 : 1 ، 11 ).

إذن فهنا زمان التعب ، كما يقول بولس الرسول : "ولم يكن لجسدنا شئ من الراحة" ( 2 كو 7 : 5 ). ولكنه تعب مقدس وثمين ، تعب يثمر راحة وخلاصا أبديا.

هذا هو التعب الذى سيجعل وجه الراعى والخادم يضئ بالمجد أمام الله :
" والفاهمون يضيئون كضياء الجلد ، والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور" ( دا 12 : 3 ).