رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الناس الأشرار " المعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة " ( 1كو 33:15) المقصود بالناس هم الأقارب والأصحاب والأصدقاء.. كل ما يحيط بنا من بشر، الذين بلا شك لهم تأثير علي حياة الإنسان الروحية. فإن عاشرت أناس قديسين، تعلمت منهم حياة الفضيلة.. وإن عاشرت أناس خطاة قد تضعف وتسير معهم في طريق الرزيلة. إنَّ معاشرتك للأتقياء تكسبك فضيلة وتجعلك واحداً منهم، فشاول لما اجتمع مع الأنبياء تنبأ مثلهم، ولكنه لما كان بين الجهال صار جاهلاً. وبطرس الرسول حينما كان في وسط التلاميذ أقرَّ واعترف بأن المسيح ابن الله، ولكن لما كان في دار قيافا أنكره ثلاث مرات، فالمعاشرة تؤثر في الأخلاق بل تجعل الإنسان كعشيره. يقول مار إسحق السريانيّ " معاشرة المجاهدين تغنينا وتغنيهم بأسرار الله، أما معاشر المتهاونين والكسالى فإنه يتخم بطنه ولا يشبع من التسلية مع الآخرين". وكما أنَّ الصديق الصالح يجذبك معه إلي فوق، كذلك الصَديق الخاطيء يجذبك معه إلي أسفل.. وفبهذا قال أحد الشيوخ: " إذا مشيت مع رفيق صالح من قلايتك إلي الكنيسة فإنه يقدمك ستة أشهر، وإذا مشيت مع رفيق رديء من قلايتك إلي الكنيسة فهو يؤخرك سنة ". ونفس هذا السبب هو الذي دفع أحد الآباء أن يقول: " الذي لا يشابهك تجنبه ولا تعاشره، لأنَّ الماء الذي من أعلي ينزل بسهولة إلي أسفل، وأما الذي من أسفل يصعد بعد جهد، لأنك عندما ترفعه إلي فوق ينحدر إلي أسفل ". والمثل الشعبي يقول: " اختار الرفيق قبل الطريق "، فبولس الرسول عندما كان مسافراً في البحر وحصل نوء عنيف وانكسرت السفينة، نجا جميع الذين كانوا فيها إكراماً لبولس (أع 24:27). والرب بارك لابان لنزول يعقوب عنده ( تك34:24)، وبارك بيت فرعون بل ومصر كلها لأجل يوسف (تك5:39). ولوط لما كان مرافقاً لإبراهيم حصل علي ثروة طائلة، ولكن لما سكن بين الأمم خسر أمواله حتي استرجعها له إبراهيم (تك14:13). أيضاً الزوج البعيد عن الوسائط الروحية قد يضعف من روحيات زوجته, وعندما تضعف الروحيات ليس هناك أسهل من الخطية.. وهكذا تفعل الزوجة غير الروحية مع زوجها، فلولا عشرة إيزابل ما كان آخاب الملك قد تقسّي قلبه ليقتل نابوت اليزرعيلي لكي يأخذ حقله. فهي التي قدمت له الفكرة الخاطئة وساعدته علي تنفيذها ودبّرت له كل شيء (1مل21). وهكذا فعل الشباب مع رحبعام إذ نصحوه أن يقول للناس: " إنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ وَسْطِ أَبِي وَالآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيراً ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكمْ بِالْعَقَارِبِ " (1مل12: 11،10). وسليمان الحكيم أيضاً انحرف وسقط بسبب نسائه الغريبات اللاتي أملن قلبه وراء آلهة أخري.. وأقام المرتفعات ” لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ " (1مل11 : 1-8). هذا وقد وضع لنا القديس بولس الرسول مبدأ روحياً هاماً، في تعاملنا مع الناس قال فيه " لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ " ( 1كو 33:15). كما قال أيضاً: " لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ " ( 1كو 9:5)، " َاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ " (1كو 13:5). ووردت نفس النصيحة في المزمور الأول: " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ " ( مز 1:1). إنَّ استنشاق الهواء النقيّ، والسكني في الأماكن المعتدلة تفيد الجسد، كذلك صحبة الأتقياء نافعة ومفيدة للأخلاق والروحيات. فلا تضلوا وتصادقوا الخطاة علي أمل إصلاحهم إن كانت روحياتك ضعيفة، لأنَّ من لمس القار لصق به، ومن عاشر الأردياء اكتسب من صفاتهم، لأنَّه لا يوجد مرض يُعدي الأخلاق الردية أصحاب الأخلاق الجيدة.. فاهرب وابعد عن كل شرير خبيث واعتبره أشر من اللصوص والخونة، لأن السارق إنما يسرق مالك، وأما هذا يسلبك شرفك وأخلاقك، إنه يسرق غني النفس والفضائل الثمينة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تمييز الملائكة الناس الأخيار عن الناس الأشرار |
سوف تتحرر من مؤامرات الناس الأشرار |
استرني يا عاضدي من الناس الأشرار |
الأشرار يتبعون مساوىء الناس .. |
إن أصابك شر من الناس الأشرار ....... |