منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 12 - 2012, 09:02 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

القيمة الذاتية
في علم النفس والاجتماع، ما يشعر ويعبر عنه المرء من تصرفات تعكس مدى احساسة بقيمته وتقديره لنفسه من الداخل. ففي حالة القيمة الذاتية العالية يشعر المرء بان وجوده ذو قيمة عالية ويحس بانه يستحق الحب والاحترام وانه انسان جيد ومهم, والعكس صحيح كما يقصد من مصطلح الثقة بالنفس معرفة الانسان وثقته بنفسه من انه قادر على اداء مجموعة من المهارات والقابليات، مثل القدرة على سياقة الدراجة او النجاح في العمل او الكمبيوتر او اي مهارة او قدرة اخرى في مجال واحد او مجموعة من المجالات.
وقد يتم الخلط احيانا بين هذين المفهومين حتى بين العاملين في هذا المجال ، وذلك لوجود بعض الشبة والترابط بينهما والذي سنستفيض في توضيحه في المقالات القادمة. ولسهولة تصور الربط والفرق بينهما، فاننا يمكننا ان نشبههما بالشجرة الواحدة، تمثل القيمة الذاتية فيها الجذور التي تثبت الشجرة في الارض
وتغذيها، كما تمثل الاوراق والثمار بقليلها او كثيرها الثقة بالنفس
كيف تتشكل القيمة الذاتية وتتعزز الثقة بالنفس
تربية الاهل والمقربين عند الصغر، والمقارنة والطموحات والامال عند الكبر ان الشيء المؤكد هو ان الطفل لا يحمل معه عند الولادة هذين القيمتين او المفهومين، بل انها تتشكل وتتبلور منذ ابتداءه بالتعلم والاحساس بالامور ومنذ اليوم الاول. ولذا فان العامل الاساس في تكوين وتعزيز القيمة الذاتية هو الحنان والرعاية والاهتمام والحب الذي يحصل ويترعرع عليها الطفل منذ ايامه الاولى. ان الانسان بكل مراحل حياته يحتاج الى من يشعره بانه يراه ويسمعه ويقدره، لكي يعزز من قيمته الذاتيه، ويستمر تاثير الاخرين حتى وان كبر الانسان في العمر، رغم ان هذا التاثير يبدا بالتناقص مع ازدياد البناء النفسي وزيادة تقدير الانسان لقيمته الذاتية
ان السلسلة المتتالية من التعليم والتدريب التي يمر بها الانسان منذ صغره والتجارب التي يخوضها،
تبلور وتشّكل تقييمه لنفسه، كما تدفع به لتخيل الكثير من الامال والطموحات التي يمكن ان يصل اليها، ان العامل المشترك في هذين المفهومين هو انهما يعتمدان على المقارنه، اي ان الانسان في حالة مقارنة دائمة لمهاراته المختلفة في دواخله، كما يقارن نفسه مع الاخرين، وفي نفس الوقت يقارن الاخرين فيما بينهم. اي انه في محاولة قياس ووزن مستمرة للشكل الخارجي والمهارات ومقارنة كل شيء مع الاخر. وهذا جزء من البناء والتكوين الطبيعي للانسان يعمل كتيار غير منتهي من العمليات التي تتشكل وتشكل بصورة مستمرة
ومع المقارنة يبرز جانب او مفهوم اخر، وهو المسابقة والتحدي، التي يضعها الانسان مع نفسه او مع الاخرين، وهذا ما يشكل دافعا ومحفزا له يدفعه الى تحسين الاداء والمهارات التي تؤدي بدورها الى تحسين الثقة بالنفس. ويتشكل مفهوم التعلم مع ذلك ومع الاحساس بالاختلاف بين ما يسبق ويتلو، او بين
التغيير والاختلاف بين الماضي والحاضران ما يجب التاكيد عليه هنا هوان المقارنة والسعي نحو التطوير في الاداء، تخلق وبشكل تلقائي وحتمي معاني وقيم جديدة تتجلى في التعبير والتحليل والحكم والاستنتاج.
ان اللغة والطريقة التي نتحدث بها تقوم بدور مهم في تكوين القيمة الذاتية وتشكيل الثقة بالنفس، حيث ان الكثير من الناس يستخدمون نفس اللغة والمفاهيم ونفس طريقة التعبير المتوارثة من الاجيال السابقة، كما ويستنسخون العادات المتوارثة دون ان يتوقفوا لسؤال انفسهم اذا ما كانوا يتصرفون وفق حاجاتهم
ومشاعرهم، او تحقيقا لرغبات وفروض المجتمع في الزمان والمكان الذي يتواجدون فيه. وبما ان الانسان لم يصل الى مستوى كافي من الرقي او التكامل او التفاهم بسلام مع نفسه ومع مجتمعه، فان المهمة واضحة بان التطوير والتعزيز يتطلب منه ان يقوم بجهد اضافي وبذل مساعي كبيرة من اجل تشكيل وتعزيز القيمة الذاتية له ولاطفاله
نتمنى ان تثير هذه الافكار المقتضبة بعض الفضول لمراقبة تصرفاتنا وكلامنا وايحاءاتنا وتفاعلنا مع الاخرين.
كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
لقد افرزت البحوث الحديثة ان الانسان يولد مع بعض الصفات والقابليات التي تميزه عن الاخرين منذ اليوم الاول، كما اكد ذلك البحث الذي شمل اكثر من مائة طفل بعمر السنة مع امهاتهم، بان العامل الاكبر الذي يؤثر على مقدار المرح والحيوية عند الانسان هو وراثي يولد معه، وان الانفعالات السلبية يتعلمها الانسان من التربية. (البحوث الجديدة في علم النفس ـ جامعة اوغوس)ـ وفي نفس السياق فقد اكد العالم الاميركي توماس بوكارد في دراساته حول بناء وتطور الشخصية واختلافها عند التوائم، انها تعتمد بدرجة كبيرة على العوامل الوراثية بدرجات متفاوتة وكما يلي:ـ
٥٤ ٪ من الصفات الخارجية والداخلية
٤٢٪ من الصفات العدائية او اللطف
٤٨٪ من صفات المزاج والعصبية، الحساسية
٥٧٪ من الانفتاح والانغلاق امام التعرف على الاشياء الجديدة
كما اكد ان التربية والبيئة المحيطة تؤثر بشكل كبير على القيمة الذاتية وبناء الشخصية وخصوصا في السنوات العشرة الاولى
هناك بعض الصفات تظهر عبر مراحل تطور الطفل اللاحقة وتبنى عليها الكثير من التجارب والمعارف لكي تصبح بعد ذلك صفة واضحة من صفاته، مثل موهبة الرسم اوالنحت او الموسيقى او الابداع في مجال علمي او رياضي اوغيرها. وكثير من الناس جرب ان اكتشف صفة فى داخله وطورها، وخصوصا عندما احيط باجواء مشجعة، وتتملكنا الفرحة حينها وينتابنا التعجب من هذه الموهبة المفاجئة، وقد تصبح
هذة الموهبة مفتاح الى طريق النجاح فيما بعد.
كل الصفات منذ الولادة وتلك التى تظهر فيما بعد تدخل كعناصر اساسية في بناء القيمة الذاتية وبالتالى
تشكّل ملامح شخصيتناخلال حياتنا نستمر في تعلم القدرات والمهارات مثلا العمل، القراءة والكتابة والسباحة وغيرها الكثير، التى تعزز من قيمتنا الذاتية وتعطينا الثقة بالنفس وبالتالي تشعرنا باننا قادرين على عمل هذا الشى او ذاك. مثلا يحس الشخص انه شاطر في مجال معين، قادر على لعب كرة القدم، يستطيع ان يقارن كفاءته مع الاخرين، يحترم العمل الذى يقوم به ويحترم فى نفس الوقت اعمال الاخرين، يعرف انه جيد في هذا المجال او ذاك، وان الاخرين يقيمون ادائه
ان الجدير بالذكر ان كل المهارات تبنى فوق الصفات التى ولدنا بها او التى تظهر لاحقا. صفاتنا هي الحجر الاساس والداعم القوي لمهاراتنا وكفائتنا طوال حياتنا. ـ

ان العوامل الوراثية لها دور كبير في صفاتنا، ولذا فان قبولها واحترامها كما هى شيء مهم جدا. من
المهم دائما تذكر اننا مختلفون وكل منا متفرّد بما لديه من صفات وقدرات، وان قبول الاخر كما هو والاقرار بتميّزه واختلافه عنّا في نفس الوقت الذي نحترم في ذاتنا وتميّزنا عنه هو اساس السعادة والاسترخاء الداخلي من الضروري ان نؤكد هنا على ان الاحترام الكامل لجميع صفاتنا تجعل القيمة الذاتية عالية و موزونة وتجعلنا متصالحين فى اعماق انفسنا

ان الاحساس بالراحة والسعادة يعكس الاحساس بالقوة من الداخل. ان قوّة الانسان تنبع من شكل ملامحه، قوة مشاعره ومواهبه التى تحتاج الى التدريب والمعرفة، كلها تضيف ملامح اخرى الى الشخصية. ان الشخص الذى يتجانس مع ذاته ويتعامل معها باحترام وحب يستطيع فى نفس الوقت ان يتعامل مع الاخرين بنفس الاحترام ونفس الحب. انت لا تقارن وتتسابق طول الوقت مع الاخرين، وانما لديك الاحساس
والاحترام الكامل فى داخلك بانك متميز في مجالك حتى لو جاء شخص اخر واظهر كفاءة اخرى ربما افضل مما تقوم به
في النهاية يجب القول انه من الضروري التدرّب على التامل والتوقف المستمر لاعادة التقييم الايجابي حول امكاناتنا الداخلية واحترام ذاتنا واحترام الاخرين كما هم، لكى نحصل في النهاية على الراحة الداخلية. ان التامل والتذكر اليومي حول تقييمنا لذاتنا وتقييمنا للاخرين هو موضوع جدير بالاهتمام والتحاور واشراك الاصدقاء والمقربون حوله، انه يحتاج الى وقت وتدريب يومي، مثلا السؤال:ـ هل انني
اعمل هذا الشىء او ذاك من اجل نفسي او ارضاءا للاخرين؟ هل انا صادق مع نفسي ام ان ما اقوله او افعله من اجل ارضاء الاخرين؟

سوف نتعمق اكثر فى ايجاد الحلول المناسبة للاسئلة التي تدور حول المشاكل والمعوقات التي تمنعنا من تحقيق حاجاتنا النفسية وتوازننا الداخلي. كذلك التطرق الى مواضيع اخرى مهمة تصب في هذا الموضوع مثل.ـ
ـ الخجل.
ـ لوم النفس ومحاسبتها
ـ اذى النفس وتجريح الذات.
ـ الخوف من التقرب من الاخرين.
ـ النظرة السلبية لكل مايحيطنا.
ـ الغيرة السلبية.
ـ التحدث عن الاخرين وايذاءهم بالكلمات والتحرشات.
ـ محاولات الانتحار.
ـ الكذب المستمر.
ـ اشكال مختلفة من سوء معاملة النفس.
ـ المبالغة في محاولة الحصول على التاكيدات والمدح من الاخرين.
ـ الشعور بالوحدة.
ـ تجنب النظر في عين المقابل اثناء الحديث.
ـ السعى الى شراء الاصدقاء.
ـ الكسل فى اداء الاعمال.
ـ العنف فى التصرفات والمعاملة
ـ اضطرابات الهضم.
تطبيقات عملية
لقد تحدثنا عن صفاتنا وقدراتنا و سنستفيض قليلا مع بعض الامثلة العملية التي تمكننا من التعامل بصدق ومحبة مع الاخرين وتغذّي في النتيجة احترامنا لانفسنا وتزيد من قيمتنا الذاتية.ـ
يمكننا البدء من السؤال الاتي:ـ
هل نعيش حياتنا اليومية ونتصرف في صغائر الامور وكبائرها وفق ما نرغب بالفعل به؟ ام تحقيقا لعوامل ومداخلات اخرى؟ سؤال يستحق التفكير بعمق، كما انه يستحق التامل يوميا. هل انت مرتاح مع مشاعرك وافكارك وافعالك؟، وهل هى متكافئة مع ما تفكر وتشعر به حول الاخرين. هل ان الاحترام والحب الذى تكنّه لصديقك تملكة لنفسك ايضا
يعتقد بعض الاشخاص انهم سيكونون اكثر سعادة لو انهم كانوا اشخاصا اخرين ممن يعرفونهم من المشاهير او الاغنياء. يملكون ما لهم من مواهب او اموال او املاك او علاقات اوغيرها. وهم بذلك يهدرون
الكثير من طاقاتهم وقدراتهم، وبالتالي من قيمتهم الذاتية سعيا الى اهداف وهمية ليست هي بالضرورة ابدا ما يحقق لهم السعادة والاسترخاء الداخلي. تكثرهذه الحالات عند المراهقين خصوصا، فترى احدهم يودّ تارة لو كان مطربا معينا او ممثلا مشهورا او رساما او عارض او عارضة ازياء مشهورين، انهم بهذه
الطريقة يتجاهلون ذواتهم ويسببون الاذى الكبير لانفسهم، اذ ان ذلك يختلف تماما عن طموح الفرد وتخطيطه باستخدام قدراته او صفاته او مهاراته التي يجب ان يعمل بجد على اكتشافها وتطويرها بما يناسبه هو بالذات، كما انه يختلف عن الاقتداء ببعض الرموز والاستفادة من تجاربهم تخلق الافكار مع
الوقت مشاعر، كما ان المشاعر بدورها تحرر افكار، والاثنان مع الوقت تتحول الى افعال. وهذة الافعال تصبح جزء كبير من حياتنا. فالخجل مثلا قد يبدا بشعور معين، مثل خفقان القلب او احمرار الوجة او تعرق اليدين او اعراض اخرى... وبمرورالوقت يتكون مفهوم الخجل عند الفرد، ومن بعد ذلك ياتي
التصرف، حيث يصعب التحدث امام الاخرين او التصريح بالرغبات او الحاجات.
ويصح الامر نفسه مع الامور الاخرى كالخوف اوالغيرة وغيرها..... ان الام التى تفكر انها ام غير كفوءة، تكوّن هذه الفكرة لديها مع مرور الوقت احساس تانيب الضمير، وهذا يولد مع الوقت تصرفات وافعال قلقة وحائرة، وربما تدفع بها الى المبالغة في تدليل طفلها وبالتالى تضعف من قابليته في الاعتماد على نفسه
انه لمن المهم جدا ان يتحمل الشخص مسؤلية افعاله وقراراته، احلامه وامنياته التى يريد تحقيقها، وان يتحمل مسؤولية تعامله مع الاخرين سواء بالعمل، او العلاقات الشخصية او غيرها وبالتالي فانه المسؤول المباشر عن سعادته في التعامل اليومي يجب على الشخص ان يمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف والتقبل للخطا في حال حصوله، وعليه وان لايتردد في الاعتذار والنظر في عيني الاخر والقول انني اسف. ان التعلم من الخطا والاعتذار مفيد جدا، حيث انه يعزز من احترام الانسان لذاته ويقوي من قيمته وقدرته على
التغيير والتطوير نحو الافضل. مثلا ان على الاب ان لا يتردد في تقديم اعتذاره لابناءه حينما يسمعهم غضّ الكلام او يقلل من شانهم لاي سبب من الاسباب اثناء ثورة غضب او انفعال يتملكه. في اعتذاره فانه يعطي الدرس العملي البليغ للابناء في كيفية تصحيح الاخطاء واحترام الذات وتجنب الوقوع في الخطا مستقبلا. ان الاعتراف بالخطا هى شجاعة ومسوؤلية. وهي فى نفس الوقت تمكننا من الحصول على التسامح النفسي من الداخل وتجنبنا الشعور بالذنب او الخجل الذي ينشا بمرور الوقت

ان الصدق والجرأة في تبليغ الرسائل الصعبة الى الاطفال اثناء التربية تجعل منهم اقوياء وقادرون على تحمل اعباء الحياة مستقبلا، كما تعلمهم على التعامل معها. حيث ان هرب بعض الاهل من تبليغ الطفل حول المرض الخطير او الوفاة التي تحصل لاحد المقرّبين له، واخباره بدلا عنها بسفر هذا المقرب، يرمي بالثقل الكبير على كاهل الطفل نفسه، اذ ان الطفل سوف يعرف عاجلا ام اجلا بالموضوع وسوف يحاول ان يغلف احاسيسه ومشاعره القوية حوله، ولايجروأ على البوح بها مما يسبّب مضاعفات خطيرة على شخصيته مستقبلا، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي او العملي.
كذلك تجنب الحديث مع الطفل حول حقائق اخرى مهمة في حياته مثل الجنس والتطور البايولوجي والعواطف والمشاعر الجنسية، بحجة الخوف عليه، او خوف الاهل المتوارث او جهلهم او خجلهم من الخوض في هذه المواضيع، يجعل هذا الطفل اكثر عرضة للاستغلال والتشويه الفكري من قبل الاخرين
للمراقبة المستمرة من اجل معرفة مقدار الانسجام والتوافق الذاتي يمكن دائما طرح السؤال التالي :ـ
اذا بقيت لك ثلاثة اشهر فى حياتك وانت بكامل امكاناتك، كيف تفكر ان تعيش هذه الشهور؟ ما هو اهم شى فى حياتك؟ من هم اهم الناس فى حياتك؟ هل ترغب فى العمل او السفر؟ ما هو الشى الجوهرى لك هنا؟
بعد الاجابة على هذه الاسئلة حاول مقارنة هذه الاجوبه مع واقعك واحلامك الحالية، وحاول ان تكتشف
بنفسك مقدار التقارب او التباعد بين الحالتين. ان ذلك يعطيك صورة واضحة حول ما اذا كنت قريبا من احاسيسك ومشاعرك ام انت تفعل ما يمليه عليك الاخرون؟ عليك ان تدرك ان حياتك لك وانك من يجب ان يقرر كيف تعيشها. ان الشخص لا يستطيع ان يلبّى حاجات الجميع او يتفق معهم في كل شيء، كما انه لا يستطيع ان يمثّل نفسه والاخرين فى نفس الوقت. لذا فانه من الضروري تعلّم قول كلمة لا فى الامور التى لاتتفق مع شخصيته ولا يرغب في فعلها .
هذا يتطلب الجراة والصراحة امام النفس وامام الاخرين من اجل تحقيق الصدق والانسجام بين المشاعر والافكار والافعال وبالتالي رفع القيمة الذاتية ..
..................................................
"إقلال القيمة الذاتية
مشاكل الطفولة - إقلال القيمة الذاتية / صغر النفس
تعريف إقلال القيمة :
وهو شعور داخلي في الطفل (والبالغ) بالنقص مصحوباً بعدم الثقة بالنفس يؤثر على نظرة الإنسان إلى نفسه وعلى علاقاته وعلى نمط حياته.
مسببات إقلال القيمة عند الطفل والبالغ :
1- التربية في البيت:
إن القيمة الذاتية للطفل تبنى في السنين الأولى من الحياة فلذلك إن إقلال القيمة الذاتية عادة ما ينشأ في البيت. إن معظم الأهل (الوالدين) متذبذبين في طريقة تعاملهم وإظهار مشاعرهم تجاه الطفل فأحياناً يكونون لطيفين وأحياناً قساة أو متوترين. إن الأطفال يتضررون بهذه التغيرات في التربية بنسبة بسيطة، لكن مشاعر إقلال القيمة الحقيقية ممكن أن تنشأ
عندما الوالدان :-
- ينتقدان، يرفضان، يهينان كثيرا.
- يضعان مقاييس عالية للتصرف غير واقعية في البيت (كثرة الممنوعات).
- التفرقة والمقارنة بين الأخوة والتفضيل في البيت من ناحية الجمال / المظهر / الذكاء / الإنجاز.
- يعبران عن توقعاهما بفشل الطفل وبعدم قدرته على الإنجاز وطاعة القوانين.
- يستخدمان العقاب المتكرر القاسي.
- لا يعيران أهمية لضرورة التلامس والاحتضان لمنح الأمان والحنان.
- الحماية الزائدة أو السيطرة (بسبب الخوف على الطفل) والتي تقودان إلى فشله عندما يواجه الحياة.
2- ظروف صعبة تمر بها العائلة ككل، ظروف مادية، اجتماعية، خلافات زوجية.
3- سوء معاملة الآخرين بالذات المدرسين، كالإهانة، والعقاب، والتفرقة.
4- أخطاء اجتماعية يقع بها هو تجلب له الألم والخجل والتي يتذكرها الطفل كل حياته ويحملها في داخله حتى بعد الكبر.
5- تواجد عوق جسدي لدى الطفل أو ضعف حالته الصحية.
نتائج / مؤشرات إقلال القيمة (الطرق الدفاعية) للطفل والبالغ :
إن إقلال القيمة المتزايد يقود الطفل إلى ما يلــي (معتمداً على شخصية الطفل السائدة):
-الانسحاب/ الانزواء: فبسبب الاعتقاد الداخلي الخاطيء بقلة القيمة الذاتية يبدأ الطفل بالانسحاب من الناس أوتوماتيكياً وذلك لحماية ذاته من جرح أكبر. فالطفل هنا سوف لن يبادر بأي محادثة، فمن بداية حياته يتعلم إن أفضل طريقة ليحمي نفسه من الإهانات أو المواجهة هو السكوت.
- القتـال/ الهجـوم: إن المشـاعر التي تُحفز الطفـل للانســحاب سوف تحث البنت أو الولد (الأكثر عنفاً) إلى العنــف. فبدلاً من الاستسـلام للنقص (كما في الانسحاب) فالطفــل الهجومي يغضب ويقول في داخله " يا ويلـه الذي يتصدى لـي".
- التهريــج: وهذا الطفل يعمل من أي شيء (نكتة كبيرة). أن يصبح مهرجاً هي طريقة يلتجيء إليها الطفل أو البالغ لكي يغطي النقص الذي يشعر به تجاه نفسه. أي أن التهريج هو غطاء خارجي لأحزان داخلية منشأها عوق جسدي أو نفسي من الحياة.
- إنكار الحقيقة المـرة: إنكار حقيقة معينة لا يحبها في نفسه و التي بسببها يشعر بصغر القيمة.
- التطابق: محاولة الطفل / المراهق أن يكون كشخص آخر والذي هو محط إعجاب الناس.
مثال كتابي:
يذكر الكتاب المقدس إن زكا كان قصير القامة.ومن الممكن أن هذا القصر سببَ لزكا الشعور بقلة القيمة منذ طفولته، وبامتهانه لجبي الضرائب أكتسب المال والسلطة لكنه كان يفتقر إلى قبول واحترام الآخرين حتى إنهم تذمروا لزيارة يسوع له، وهو الرجل الخاطىء في حكمهم.رَدّ يسوع لزكا قيمته الاجتماعية
بالإقامة عنده.
أن محبة يسوع وقبوله لزكا كان سببا لتوبته، فعزز يسوع ذلك بإعلانه الخلاص لزكا ولأهل بيته.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان الغارق في الذاتية في محبتهم عنصر الذاتية
علامات التوبة على الصعيد الانساني
إقلال القيمة الذاتية للطفل
أسرار النرجسية من مفهوم علم النفس
البعد الانسانى


الساعة الآن 06:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024