رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اولا: مقدمة إحدى سمات الإنسان هي الشعور، فمنطقة الشعور أو ما يطلق عليه علماء النفس "الوعي أو الشعور . وهذه المنطقه هي المسئولة عن كل المشاعر التي تصدر من الكائن الحي سواء كانت مشاعر ايجابيه او سلبيه مثل مشاعر الفرح أو الحزن، السعادة، الآلام، الحقد، الكراهية، اليأس، والشعور بالنقص ولكن لكل مشاعر تظهر علي الانسان في مواقف معينة يكون لها اسبابها الخاصة، وتوقيتها.. وهذه المشاعر مرات نعبر عنها بطريقة مناسبة و مقبولة ومرات أخري نعبر عنها بطريقه اكبر من حجمها وغير منطقية، فعلي سبيل المثال عندما يغضب شخص ما فلن يكون التوجه للقتل هو التعبير المناسب عن هذا الغضب. وأخر يغضب فيعبر عن غضبه بنبرات الكلام او ارتفاع لهجه الصوت في الحديث أو تغير في ملامح الوجه ونظرات العين، فكل هذه التعبيرات المختلفة هي رد فعل لمشاعر الغضب و لكن بدرجات و طرق مختلفة و قد يكون السبب هو اختلاف الأشخاص و المواقف. والمسيح في طبيعته البشريه "في ناسوته" عبر عن كل المشاعر التي اجتاز فيها فنراه في مرات يفرح في عرس قانا الجليل (يو 1:2- 14)، وبعدها مباشره نراها غاضب، ويصنع سوطا ويطرد به الباعه والصيارفه من الهيكل (يو14:2-17). و نراه يشعر بالتعب كما نقرأ عنه في إنجيل يوحنا "تعب من السفر" (يو 4:6)، وفوق كل هذه تأتي مشاعر الحب لأنه هو المحبة "وكان يسوع يحب مرثا واختها و العازر" (يو 11:5). كما نراه يحزن و يعبر عن الحزن بالبكاء، "بكي يسوع" (يو 11:35).و كذلك الاضطراب" " انزعج بالروح واضطرب " (يو12: 27، 21:13) ,ونقرا عنه مرات كثيره انه جاع , وتعب، تهلل، نام، صلي، تألم، …الخ. عبَّر المسيح عن كل هذه المشاعر البشرية في وقتها و بطرق مناسبة و ليس عيبا أن نغضب أو نبكي أو ننزعج أو نتهلل بل العيب يكون في طريق التعبير عن هذه المشاعر. من هنا نعرف ان منطقه الشعور لا تقل اهميه بل تزيد –عن منطقه اللا شعور - فالإنسان مزيج منها. لكن عندما تزيد صفه معينه عن حدها ومدى التعبير عنها أو تقل عن معدلها "عن المتوسط" مما تسبب للإنسان سوء توافق مع الآخرين أو تسبب له توتر في علاقاته مع المحيطين به أو عدم فهم للذات و تعيق انجازه و قيامه بمهامه المطلوبة منه، فتكون موضع اهتمام، مثلا إذا كان الشخص منبسط جدا أكثر من اللازم أي بدرجة لا تمكن الآخرين من الاعتماد عليه أو الثقة به أو شخص اجتماعي بدرجه كبيره مما يجعل الآخرين يتهمونه بالسطحية أو التسيب، أما إذا حدث العكس نتهمه بالانطواء والسلبيه والانهزامية. وفي هذه الدراسة البسيطة سنتناول الشعور بالنقص من حيث (معناها، أسبابه، مظاهره، وكيفيه علاجه، وكيف يتعامل الإيمان المسيحي مع مثل هذه المشاعر وما اخطارها الروحية علي حياة الفرد). وسنعرض نماذج من الكتاب المقدس تعرضت للتقليل والتحقير من الآخرين وكان من الممكن ان يُصاب هؤلاء بمشاعر النقص والانفرادية وعندها كنا بعض من أهم القادة الذين يتحدث عنهم الكتاب المقدس ومنهم احد الكتاب الذين كتبوا لنا أروع الأغاني و الأناشيد و المزامير الروحية "داود" كاتب معظم سفر المزامير. ثانيا: تعريف الشعور بالنقص. "هو شعور الفرد بأنه اقل من الاخرين وعدم قبوله لنفسه وسيطرة شعور الحقد علي الاخرين أو النفس أحيانا .لسبب من الأسباب مما قد يعوقه علي الاستمتاع بالحياة." ثالثا : أسباب الشعور بالنقص: 1- عدم فهم الذات وإمكاناتها. قد يَّكون الفرد صورة عن نفسه اكبر من حجمها أو أصغر، فان كانت الصورة أكبر من حجمها سيفشل عند أول محك عملي وعندها يُصاب باليأس والفشل كمثل الإنسان الذي يدعي المعرفة في كل شيء وهو ليس كذلك. أو إما تكون الصورة اصغر من الواقع فهي طبعا شعور سلبي واضح يصيب الإنسان أيضا بالفشل لأنه لا يقدم علي أي عمل لكونه فلقد الثقة في ذاته و إمكاناته. كما أن عدم فهم الإمكانات والقدرات الخاصة به لا تجعل الفرد يسلك بموضوعية واتزان، بل مرات يقوم بأعمال اكبر من إمكاناته أو العكس وهذا غير مناسب. 2- نظره الآخرين السلبية للفرد. هذا ما تعرض له داود النبي من المحيطين به، فقد تعرض لنظرة التحقير والتقليل من جميع المحيطين به في بداية حياته، من أبيه "ا صم 11:16" نجد أن الأب أسقطه من حساباته. كما تعرض للتقليل من أخوته بوصفه بالكبرياء و بعدم القدرة علي الحرب والعمل في قول احدهم: "أنا علمت كبريائك" (1 صم 17: 28). كما تعرض لنفس النظرة من الملك شاول في قوله "لا تستطيع أن تذهب" (1 صم 17: 33). ماذا كانت النتيجة ولو استجاب داود لهذه النظرة؟ ملاحظة. وقد يكون لنا دور أحيانا في نظرة الآخرين السلبية لنا. بسبب عدم وضوحنا واشتراكنا معهم في اعمال واضحة وسهلة يمكننا القيام بها لكننا نعتذر عنها دائما بدون سبب مما يدفعهم بوصفنا بالسلبية، أو حتى سبب عدم فهمهم لنا وقدراتنا لذلك علينا ان نساعدهم علي تكوين صورة صحيحة عنا من خلال وضوح رسائلنا لهم و وضوح اللغة التي نستخدمها معهم. 3- مقارنة الفرد نفسه بالآخرين. يقع الفرد فريسة للشعور بالنقص عندما يقارن نفسه بالآخرين وإمكاناتهم، ناسيا أن الله قد خلقنا مختلفين بعضنا عن بعض لكي يكمل بعضنا البعض. لذلك يجب علي كل واحد منا إن يعرف انه عضو متميز عن الاخر ومختلف عنه. مثل الكنيسة التي هي جسد المسيح "التشبيه الذي اطلقه بولس الرسول علي الكنيسه ونحن فيها اعضاء كثيرين ..نري اختلاف العضو عن الاخر ولكن مع الاختلاف توجد الحاجه لكل عضو..فماذا لو اصبح كل الاعضاء عضو واحد مثلا عين فأين كل الجسد؟ أو ماذا لو أصبح كل الجسد رجلا أو يدا فهل سيكون الجسد سويا؟ أم معوقا؟ (1 كو12:12-27). ماذا لو كانت لنا نفس الصفات ما أو الإمكانات ونفس الأهداف، اعتقد انه لن تكون هناك حاجه إلا لعضو واحد فقط، ماذا لو كان كل البستان زهرة واحدة فقط حتى لو كانت في غاية الجمال لن يكون البستان بستانا بزهرة واحدة بل بكل الزهور المختلفة في الشكل أو اللون و الرائحة معا. فعندما نقارن أنفسنا بالآخرين قد نحقد عليهم لتميزهم عنا في صفه ما أو نجد أنفسنا لا نحبهم فقط لكزنهم متميزين عنا و في النهاية قد نصاب بالمرض، و لكن إن أدركنا انه لكل منا قيمته الخاصة به و مواهبه و وزنته المميزة له لعاش كل واحد منا في حب للآخرين و رضا عن النفس دون تصارع وانقسام مريض. 4- انعدام القوه مقابل سيطرة الأخر سبب أخر قد يصب الإنسان بالشعور بالنقص و العجز و هو انعدام القوة لدية في مقابل سيطرة وسطوة المجتمع أو الأهداف أو الاحتياجات. فعندما نري الشعب العبراني في ارض مصر قد سيطر عليه شعور صغر النفس سبب ضعفهم واذلالهم وسيطره فرعون عليهم. كما يقول الكتاب عنهم "فلم يسمعوا لموسي من صغر النفس ومن العبوديه القاسيه " (خر 9:6). فضعف الإرادة أحيانا أمام متطلبات الحياة واحتياجاتها قد تصيب الفرد أحيانا بالقهر والشعور بالعجز واليأس والنقص. و ألعل هذا ما شعر به الشعب مرة أخري في السبي البابلي عندما قالوا "قد يبست عظامنا وهلك رجاؤنا. قد انقطعنا" ( حز 37: 11). أو نظرة الشعب لنفسه امام بني عناق، "فكنا في أعيننا كالجراد و هكذا كنا في أعينهم" (عدد 13: 33). 5- غياب الهدف وعدم إحساس الإنسان بقيمته. غياب الهدف سبب قوي للشعور بالنقص لدي الإنسان مما قد يسبب عدم الاستمتاع بالحياة أو الإقبال عليها. فالحياة بلا هدف معناها الموت البطيء وبالتالي معناها انعدام الدافعية وعدم الرغبة الجادة في البحث عن وسيلة للتكيف مع المحيطين به والسبب الحقيقي انه لا توجد لديه رغبة صادقة في ذلك. 6- الطموح الزائد مقابل القدرات المحدودة. لابد أن تتناسب الطموحات والاهداف مع القدرات و الإمكانات. فلا يجوز مثلا ان "ترتئي فوق ما ينبغي ان ترتئي بل للتعقل كما قسم الله لكل واحد منا مقدارا من الإيمان" (رو 12: 3). فإذا قال طالب بسيط من عامة الشعب انه يريد ان يكون طبيب مشهور أو رئيس جمهورية. فالطموح الاول مقبول اما الثاني فيحتاج الي مراجعة أو لظروف خاصة. كما يحتاج الفرد إلي تقسيم الهدف الكبير إلي مراحل جزئية ويسعى في تنفيذها. أو إذا تمني الإنسان إن يربح كل العالم للمسيح، فهل هذا يعتبر غير معقول؟ أما إذا قال نفس الشخص انه يريد إن يربح عشرات او الاف ولكن ليس كل العالم أو يدبر فريق كرازي من خلاله يربح الكثيرين في مختلف إرجاء العالم. ملاحظة. "ويجب أن نفرق بين تناسب الطموح وواقعيته وبين لغة الإيمان فنحن قادرون علي امتلاكها لان هذا يعنى أننا عاملون مع الله. الخلاصة. الإيمان المسيحي يشجع على الطموح الواثق الجاد ولكن في نفس الوقت لابد أن يكون طموحنا واقعي وواضح وقابل للتنفيذ والتقييم 7- خبرات الماضي الفاشلة. تظل عالقة بحياة الفرد كل خبرة فشل مر فيها. وقد تصيب تلك الخبرات بعض الاشحاص بالإحباط واليأس، مثل شخص حاول في مشروع ما ولم ينجح أو فشل دراسي او حاول التقدم في عمل روحي وفشل لنقص الخبره والإعداد. فقد لا يكرر المحاولة مرة ثانية فقط بسبب خبرته السلبية الماضية مع أن الكتاب المقدس يدعونا " ان ننسي ما هو وراء ونمتد إلى هو قدام" (في 3: 13).على الرغم من أن تلك الخبرات قد تكون معلمة ومحفزة عند البعض الأخر. 8- أسباب خلقيه. مثل عيوب أو عاهات كالشلل، العمى، والأمراض المزمنة، فتلك العاهات قد تصيب البعض بالشعور بالنقص وعدم القدرة على مواصلة الحياة. و قد تكون مشكلة الفرد ذاته انه يعتقد في أن نظرات الآخرين موجهة إلى إعاقته. كما قد نكون نحن أحيانا أصحاب اليد العليا في اصابه الآخرين بهذه المشاعر عندما نناديهم أو نصفهم بعاهاتهم وإعاقتهم مثل: الأعرج، الأعمى، الأخرس، فلانة السوداء، القصيرة، الطويلة، السمينة، صاحبه العيون الضعيفة… والكتاب المقدس ملئ بمثل هذه مثل موسي عندما وصف نفسه بأنه "أغلف الشفتين" (خر13:6). و حتى عندما تزوج أمرآة سوداء وصفها الناس بأنها "كوشية" و لم ينادوها باسمها (عدد1:12-3). 9- عدم الميل للمخاطرة والدافعية. من الأسباب التي تدفع الانسان للانفراديه وسيطره شعور الدونية والنقص هو عدم الميل للمخاطره وانعدام الدافع والرغبة الجادة. رابعا:- مظاهر الشعور بالنقص: وهنا سنتحدث عن الامور التي اذا توافرت في شخص معين يكون هذا الشخص مصاب بهذا الشعور. مع اختلاف الدرجات بين الافراد سواء سلبيا او ايجابيا في التعبير عن مظاهر الشعور بالنقص. 1- تركيز الفرد حديثه عن إعاقته أو عاهته. في كثير من الأحيان نسمع عبارات في أحاديث هذه الفئة من البشر تعكس شعورهم العميق بالنقص وصغر النفس مثل، أنا اسود، أنا ضعيف، أنا أغلف الشفتين، (خر19:6)، أنا ولد لا اعرف ان أتكلم ( ار4:1)، ونظرة الفرد دائما لنقطة الضعف ولا يستطيع ان يتخلي عنها بل دائما يضعها أمام عينيه، وشعاره الدائم أنا لا مش قادر. 2- الانفرادية والانطوائية. وهو الميل دائما للانسحاب من المجتمع والتجمعات لانه يعتقد ان الجميع ينظرون لعيبه أو إن ليست لديه القدرة على التواصل في أحاديث الجماعة. و يعتبر الانسحاب من المجتمع تجنب للنقد كحيلة دفاعية لا شعورية ولكن في الواقع فهو يزيد من المشكلة تعقيدا وإحساسا بالفشل. 3- الحقد والكراهية للمجتمع. فيري هذا النوع من البشر ان المجتمع فاسد، كلهم أشرار، وكثير النقد علي الناس. ولا يري الا عيوب الآخرين فبالطبع ليس كل المجتمع فاسد أو جميعهم أشرار. وهو بذلك يحاول ان يري عيوب الآخرين لكي يظهر قيمه لنفسه العل هذا ما فعلته مريم وهارون أخوة موسي لكي يظهروا قيمتهم بحديثهم عن زواجه من الكوشية وبالطبع ليس المهم بمن تزوج او لماذا تزوج ولكن الموضوع أعمق من ذلك، وهو مقارنة مريم وهارون أنفسهما بموسى كما يتضح في النص "هل كلم الرب موسي وحده ..الم يكلمنا نحن ايضا " (عدد 2:12) وأيضا فشل أخوة داود في الحرب امام جليات (1صم17) وجعلهم ينظرون نظره سلبية دونية لداود. 4- العناد والتصلف . الذين يشعرون بالنقص فئة شديد التمسك بارائها دون مبرر حتي لو كانت خطا. كما أنهم يميلون لتعظيم أنفسهم، فرض سيطرتهم علي الآخرين، تأكيد الذات، والرغبة في إظهار النفس في الحديث، فهم كثيرو الكلام عن أنفسهم لكي يخفوا عيوبهم، ولا يقتنعون بسرعة بأخطائهم، كما أنهم لا يتخلون عن أرائهم بسهولة. أما الشخص العادي هو يتمسك برايه لكن ان تثبت خطأه فهو يتخلي عنه ويناقش الرأي الصحيح. أما الشخص الذي يشعر بالنقص فهو عنيد متصلف. دون مبرر بل علي حساب الأخر. 5- التعويض والمبالغة. فهو يحاول أن يخفي نقصه بالتعويض والمبالغة في شيء عكسه أو أخر مثل القبح في الجمال فيبالغون في المكياج او الميكب ، أو يستخدمون الشرح والحديث ان امجادهم وبطولاتهم ليتخطوا الاحساس بالخوف والعجز، البعض يبالغ في مظاهر التدين والعفة لإخفاء خطايا معينة في حياتهم او الدقه والأمانة في الظاهر مقابل عدم أمانتهم الداخلية. 6- الحساسية الزائدة. لكل إنسان حساسيته وكرامته التي يهتم أن لا تُجرح، وكما أن كل فرد يقدر نفسه ويحترمها لكن اذا زادت هذه الحساسية و الكرامة لدرجة أنهم لا يقيلون الاعتذارات من المسيئين إليهم كما أنهم لا ينسون إساءة الناس فترات طويلة. في الناحية الأخرى نرى عدم تقديرهم لأنفسهم وإحساسهم بالنقص لأنهم يستمدون التقدير من الآخرين وعندما يجرحهم احد معناه انهم لا قيمة لهم. 7- المكر والدهاء. و هذا المظهر يلجأ إلية الفرد عندما يفشل في التعبير عن حقده للمجتمع مثلا أو المحيطين به يتخذ جانبا مستترا في صوره مكر ودهاء ….لاظهار عكس ما يبطن كما يقول المثل السائد: "كل ذي عاهة جبار و كل قصير ماكير" ملاحظة: هذا بالإضافة إلي وجود حالة من الحزن غير المبرر و حالة من اللامبالاة و عبوسة الوجه المستمرة علي أصحاب هذه المشاعر. خامسا: كيفية العلاج والتحرر من هذا الشعور. وليس معني العلاج ان يصاب الانسان الذي يشعر بالنقص بالافتخار والكبرياء لكن معناها الاتزان وفهم الذات والقدرات و كيفية الاستمتاع بالحياة. من خلال بعض المبادئ الكتابية يمكن لنا أن نرى العلاج في يد المسيح الشافية و عمل الروح القدس فينا من خلال محبة الله و كلمته الحية والثقة في حكمته العميقة لحياتنا. 1-اقبل نفسك. لابد لك أولا أن تقبل نفسك كما انت بقدرات الضعيفة أو القوية، بلون بشرتك السوداء أو البيضاء، بعاهتك أو بصحتك، وحاول إن تفهم إمكاناتك و ذاتك كما هي لإمكانية التطوير، فلن يشفي إلا من أدرك انه مريض. وقد يكون قبول النفس امر صعب. فكيف نقبل أمور قد تكون عيوب من وجه نظرنا لكن اذا عرفت ان الرب خالقك ومبدعك معك، و إرادته الصالحة لحياتك ضامنة لك النجاح، كما انه يفتش عنك ليجدك كما أنت لا يتركك. فهل فهذا يعطيك الشجاعة لممارسة فن قبول الذات. 2- اقبل إلهك. فأنت لا تستطيع أن تقبل إلهك إلا إذا وثقت به وقبلت نفسك كما خلقك لذلك و ضعت قبول النفس في البداية و إن كانت الحقيقة إنهما متوازيان. لا تنظر بتذمر للرب الخالق علي وجودك بهذه الصورة، بل أعرف حكمته انه جعل كل منا متميز عن الأخر ومختلف عنه حتى تكون القيمة كما قلت فلو كان كل البستان زهرة واحدة فلن يصبح بستانا. وعندما تقبل إلهك مخلصا شخصيا لك سيعالج كل مشاعر النقص والفشل ويعطيك حياه افضل رجاء الحياة في الرغبة والإقبال علي الحياة كما يعلمنا الكتاب "والمسيح فيكم رجاء المجد" (كو27:1). 3- ابحث عن نقطه مضيئه فيك. فالإنسان هو صورة الله وكشبهه (تك 1: 26). فهو صورة الله في الابداع والخلق والتجديد. وكل كل شخص لديه القدرة علي الابتكار وان تفاوتت النسبة هذا بالإضافة انه لابد ان تكون لك وزنات من السيد المسيح، حاول أن تعرفها وتنميها تجار بها و اربح و ثق أن المعيار ليس في كم وزنة لديك بل المعيار في الأمانة فإذا كنت أمينا ستسمع الصوت "نعما أيها العبد الصالح و الأمين كنت أمينا علي القليل سأقيمك علي الكثير ادخل إلي فرح سيدك" مت 25: .كما أن خبرات الإيمان المسيحي يؤكد لك أن ستربح مهما اختلفت الوزنه "كما وكيفا "والتاريخ ملئ بالنماذج التي حققت شيئا جديدا برغم الاعاقه والفشل السابق منهم – طه حسين، هيللن كلير، بتهوفن، أو حتى رسول المسيحية بولس الرسول برغم شوكة جسده لم تعيقه عن الخدمة و الكرازة. وبولس يوصي تيموثاوس الذي يشعر بالخجل والفشل انه يضرم الموهبه التي فيه ولا يهملها (2 تي 1: 6). 4- اعرف كتابك المقدس. فالكتاب ملئ بالنماذج التي تخطت كل الحواجز بلغة الإيمان وانتصرت علي كل المشاعر الانهزامية والدونية مثل يشوع بن نون، كالب بن يفنه، وكيف إنهما لم يهابا بني عناق عدد 13 ، و بولس الذي انتصر علي الشوكة الجسد بالاتكال علي نعمه الله (2 كو 12: 9). كما أن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوه والمحبه والفصح (2 تي 7:1). فالقراءة في الكتاب المقدس اليومية تشجعنا علي احتمال المشقات و تسلحنا ضد إبليس و تجاربه، و معرفة الكتاب يجب إن إلا تقف عند حد المعرفة العقلية فقط بل القلبية و التطبيقية، بمعنى ممارسة ما نتعلمه و نحفظه أهم من الحفظ نفسه. 5- المسيحية تعلمنا الأسلوب الصحيح لمواجهه الشعور بالنقص. الانسحاب أو الحقد علي المجتمع و الكراهية أو التعويض والمبالغة في فهم الذات ليست هي الأسلوب الصحيح لمواجهة هذا الشعور، ولكن الإيمان بالله والثقة به هي الطريقة الأمثل لعبور مثل هذه المشاعر كما ان العمل مع الله ، وملئ الفراغ والخدمة واقصد بملء الفراغ عدم ترك مساحه للمشاعر السطحية في حياتنا …إملاء مكانها بكلمه الإيمان. لتسكن فيكم كلمه المسيح بغني (كو16:13) "وليقل الضعيف بطل انا" (يؤ 10:3). فالضعيف يقل إي يدرك و يمارس ليس ينتظر مكانه حتى يصبح قوي او بطل 6- خبرات الماضي ويد الرب معنا. وهذا ما لجاء إليه داود ليتغلب علي نظرة الآخرين السلبية له وتذكر كيف ان الرب قواه علي الاسد والدب (1 صم35:17). تذكر مراحم الله لك كل يوم وأنت لا تفشل. هذا بالإضافة لعدم الاستسلام لهذه المشاعر. 7 - الله يعاملنا كافراد ويهتم بتفاصيل كل واحد منا. الرب يعرف خاصته ويدعوها بأسماء …فهو يعرفك كما انت بحالتك بنقصك بضعفك ومع ذلك يحبك، ويدعوك باسمك (اش1:43). ,وينتظرك عودتك، كما أن الله لا يميز في معاملته بين احد من أبنائه بل يهتم بالفرد الواحد داخل الجماعة، فنراها علي البركة مع مفلوج منذ 38 سنة يوحنا 5 , نراها مع امرأة ساقطة من حساب المجتمع زانية و هي السامرية في يوحنا 4. فهو يهتم بالفرد المتحير السائل مثل نيقوديموس في يوحنا 3 ، الفرد المنسي من الجميع في يوحنا 5 ، كما انه لم ينساك أو يهملك وعليك أن تثق به وان تبدا من جديد بل لابد تطيع امره القائل لك "قم احمل سريرك وامشي" (يو 8:5). احمل سرير الفشل والاحباط ، سرير النقص والعجز، سرير الوحدة واليأس 8- واجه مشكلتك. فالهروب ليس علاج او حل بل واجهها ومعك كل الأسلحة اللازمة وكل الأمور السابقة .فإلهك معك ويحبك ويهتم بك ويريد ان يعطيك الشفاء. فهل تثق و تقبل إليه فهو يدعوك و في انتظارك ليساعدك، أن كنت تريد، فهل تريد أن تبرأ؟ ملاحظة: ·عليك أن تعرف أن الأقلية ليست نقص (الملح والنور). الإيمان ليس غيبيات بل هو الثقة بإمكانات الله ووعوده |
|