30 - 11 - 2012, 04:59 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مصدر فريد للحكمة الفائقة
هل الكتاب المقدس هو سجلُّ تلك الحكمة الفائقة؟ هل يمكنه ان يعطينا اجوبة صادقة عن الاسئلة المهمة المتعلقة بالقصد من الحياة؟
بالتأكيد يستحق الكتاب المقدس تفحُّصنا. وأحد الاسباب هو انه الكتاب الاكثر جدارة بالملاحظة الذي جُمع على الاطلاق، وهو مختلف جدا عن ايّ كتاب آخر. فتأملوا في الوقائع التالية.
الكتاب الاقدم والاكثر توزيعا
ان الكتاب المقدس هو اقدم كتاب كُتب على الاطلاق، اذ ان اجزاء منه جرى تأليفها منذ نحو 3,500 سنة. وهو اقدم بقرون عديدة من ايّ كتاب آخر يُعتبر مقدسا. فأول الاسفار الـ 66 التي يحتويها، كُتب قبل بوذا وكونفوشيوس بنحو ألف سنة وقبل محمد بحوالي ألفي سنة.
يرجع التاريخ المسجَّل في الكتاب المقدس الى بداية العائلة البشرية وهو يشرح كيف وُجدنا هنا على الارض. حتى انه يُرجعنا الى الوقت الذي سبق خَلق البشر، معطيا ايانا وقائع عن تكوين الارض.
ان الكتب الدينية الاخرى، وغير الدينية ايضا، لها نسخ قليلة فقط باقية من مخطوطاتها القديمة. وهنالك نحو 11,000 نسخة مكتوبة باليد للكتاب المقدس او اجزاء منه بالعبرانية واليونانية، وبعضها يرجع تاريخه الى وقت قريب من زمن الكتابة الاصلية. وقد نجت هذه على الرغم من ان اعنف الحملات المركَّزة التي يمكن تصوُّرها وُجِّهت ضد الكتاب المقدس.
وأيضا، ان الكتاب المقدس هو الى حد بعيد اكثر الكتب توزيعا في التاريخ. فقد جرى توزيع نحو ثلاثة بلايين كتاب مقدس او اجزاء منه بنحو ألفي لغة. ويُقال ان 98 في المئة من العائلة البشرية لديهم الكتاب المقدس في متناولهم بلغتهم الخاصة. وما من كتاب آخر يقارب هذا الانتشار.
وبالاضافة الى ذلك، ليس هنالك كتاب آخر قديم يضاهي الكتاب المقدس من حيث الدقَّة. فالعلماء، المؤرخون، علماء الآثار، علماء الجغرافيا، الخبراء باللغات، وغيرهم يثبتون باستمرار صحة روايات الكتاب المقدس.
الدقَّة العلمية
على سبيل المثال، في حين ان الكتاب المقدس لم يُكتب ككتاب دراسي علمي، إلا انه منسجم مع العلم الصحيح في ما يتعلق بالقضايا العلمية. لكنَّ الكتب القديمة الاخرى التي تُعتبر مقدسة تحتوي على اساطير، اخطاء، وأكاذيب علمية بحتة. لاحظوا مجرد اربعة من الامثلة الكثيرة لدقَّة الكتاب المقدس العلمية:
اعتقد السّر اسحق نيوتن ان الارض تبقى في الفضاء بالنسبة الى الاجرام السماوية الاخرى بفعل الجاذبية
يعترف العلماء بأن الصورة التي يقدِّمها الكتاب المقدس لأرض يحيط بها الفضاء الخاوي هي بصيرة جديرة بالملاحظة بالنسبة الى زمن الكتاب المقدس
كيف تبقى الارض في الفضاء. في الازمنة القديمة، عندما كان الكتاب المقدس يُكتب، كان هنالك الكثير من التخمين بشأن كيفية بقاء الارض في الفضاء. فقد اعتقد البعض ان الارض مرتكزة على اربعة فِيَلَة واقفة على سلحفاة بَحرية كبيرة. وأرسطو، فيلسوف وعالِم يوناني من القرن الرابع ق م، علَّم ان الارض لا يمكن ان تكون معلَّقة في الفضاء الخاوي. وبدلا من ذلك، علَّم ان الاجرام السماوية مثبَّتة على سطح كرات جامدة شفَّافة، وكل كرة داخلة في كرة اخرى. وكانت الارض، كما يُظنّ، على الكرة الاعمق في الداخل، والكرة الابعد نحو الخارج كانت تحمل النجوم.
ولكن، بدلا من ان يعكس الآراء غير العلمية والخيالية الموجودة وقت كتابته، ذكر الكتاب المقدس ببساطة (نحو سنة 1473 ق م): «[الله] يعلِّق الارض على لا شيء.» (ايوب 26:*7) وفي اللغة العبرانية الاصلية، تعني العبارة المنقولة الى «لا شيء،» المستعمَلة هنا، «لا شيء ايًّا كان،» وهذه هي المرة الوحيدة التي ترد فيها في الكتاب المقدس. ويعترف العلماء بأن الصورة التي يقدِّمها لأرض يحيط بها الفضاء الخاوي هي بصيرة جديرة بالملاحظة بالنسبة الى زمن الكتاب المقدس. يقول الكتاب اللاهوتي لمفردات العهد القديم: «تُصوِّر ايوب 26:*7 على نحو لافت للنظر العالمَ المعروف آنذاك بوصفه معلَّقا في الفضاء، مستَبِقَةً بذلك الاكتشاف العلمي المستقبلي.»
وعبارة الكتاب المقدس الدقيقة سبقت أرسطو بأكثر من 1,100سنة. ومع ذلك، ظلَّت آراء أرسطو تُعلَّم بصفتها حقيقة لنحو 2,000 سنة بعد موته! وأخيرا، في سنة 1687 ب م، نشر السّر اسحق نيوتن نتائج ابحاثه ان الارض تبقى في الفضاء بالنسبة الى الاجرام السماوية الاخرى بفعل التجاذب المتبادَل، اي الجاذبية. ولكنَّ ذلك كان نحو 3,200 سنة بعد ان ذكر الكتاب المقدس ببساطة رائعة ان الارض معلَّقة «على لا شيء.»
بعض الملاَّحين القدماء خشوا ان يبحروا متجاوِزين حافة الارض المسطَّحة
نعم، منذ نحو 3,500 سنة، ذكر الكتاب المقدس بشكل صحيح انه ليست للارض دعامة منظورة، وهو واقع ينسجم مع قوانين الجاذبية والحركة التي فُهمت حديثا. «أما كيف عرف ايوب الحقيقة،» قال احد العلماء، «فهو مسألة لا يحلُّها بسهولة اولئك الذين ينكرون وحْي الاسفار المقدسة.»
شكل الارض. قالت دائرة المعارف الاميركية: «ان ابكر صورة معروفة كانت لدى الناس عن الارض هي انها منصَّة صُلبة مسطَّحة في مركز الكون. . . . ومفهوم الارض الكُروية لم يصر مقبولا بشكل واسع حتى عصر النهضة الاوروپية.» حتى ان بعض الملاَّحين القدماء خشوا ان يبحروا متجاوِزين حافة الارض المسطَّحة. ولكنَّ إدخال البوصلة والتقدُّمات الاخرى في ما بعد جعلت الرحلات الاطول في المحيط ممكنة. و «رحلات الاستكشاف» هذه، توضح دائرة معارف اخرى، «بيَّنت ان العالم مستدير، ولم يكن مسطَّحا كما اعتقد أغلب الناس.»
ومع ذلك، قبل وقت طويل من رحلات كهذه، منذ نحو 2,700 سنة، قال الكتاب المقدس: «الجالس على (دائرة) الارض.» (اشعياء 40:*22) ان الكلمة العبرانية المترجمة هنا «(دائرة)» يمكن ايضا ان تعني «كرة،» كما تلاحظ اعمال مرجعية مختلفة. ولذلك تقول ترجمات اخرى للكتاب المقدس، «كرة الارض» (الكتاب المقدس، طبع الاميركان في بيروت) و «الارض المستديرة.» — موفات.
وهكذا، لم يتأثر الكتاب المقدس بالآراء غير العلمية السائدة في ذلك الوقت في ما يتعلق بدعامة الارض وشكلها. والسبب بسيط: ان موجِد الكتاب المقدس هو موجِد الكون. وقد خلق الارض، ولذلك لا بد انه يعرف على ايّ شيء هي معلَّقة وما هو شكلها. لذلك، عندما اوحى بالكتاب المقدس، كان على يقين من عدم إدخال آراء غير علمية عليه، مع ان آخرين ربما آمنوا بالكثير منها في ذلك الوقت.
تكوين الاشياء الحية. يذكر سفر التكوين 2: 7 «جبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.» وتقول دائرة معارف الكتاب العالمي: «ان جميع العناصر الكيميائية التي تؤلف الاشياء الحية موجودة ايضا في المادة الجامدة.» ولذلك فإن كل المواد الكيميائية الاساسية التي تؤلف العضويات الحية، بما فيها الانسان، موجودة ايضا في الارض نفسها. وهذا ينسجم مع عبارة الكتاب المقدس التي تحدِّد المادة التي استعملها الله في خلق البشر وكل الاشياء الحية الاخرى.
«كأجناسها.» يذكر الكتاب المقدس ان الله خلق اول زوجين بشريين وأن كل البشر الآخرين تحدَّروا منهما. (تكوين 1:*26-28؛ 3:*20) ويقول ان الاشياء الحية الاخرى، كالاسماك، الطيور، والثدييات، فعلت الامر عينه، اذ اتت «كأجناسها.» (تكوين 1:*11، 12، 21، 24، 25) وهذا هو تماما ما اكتشفه العلماء في الخليقة الطبيعية، ان كل شيء حي يأتي من سلف كجنسه. وليس هنالك استثناء. وفي هذا الصدد يلاحظ الفيزيائي رايمو: «الحياة تصنع الحياة؛ ويحدث ذلك على الدوام في كل خلية. ولكن كيف صنع عدم الحياة حياةً؟ انه احد اكبر الاسئلة غير المجاب عنها في علم الاحياء، وحتى الآن لا يمكن ان يقدِّم علماء الاحياء سوى تخمينات عشوائية. فبطريقة او بأخرى، تدبَّر الجماد امره لينظِّم نفسه في شكل حيّ. . . . ويمكن ان يكون كاتب التكوين قد عبَّر عن ذلك بطريقة صحيحة على الرغم مما يُعتقد.»
الدقَّة التاريخية
يحتوي الكتاب المقدس من بين كل الكتب الموجودة على التاريخ القديم الأدقّ. ويُبرز كتاب محامٍ يفحص الكتاب المقدس دقَّته التاريخية بهذا الشكل: «بينما تحرص القصص المختلَقة، الاساطير والشهادة الباطلة على وضع الحوادث ذات العلاقة في مكان بعيد ووقت غير محدَّد، مخالفةً بذلك القواعد الاولى التي نتعلمها نحن المحامين عن المرافعة الجيدة، وهي أن ‹البيان يجب ان يعطي الزمان والمكان،› تعطينا روايات الكتاب المقدس تاريخ ومكان الامور ذات العلاقة بمنتهى الدقَّة.»
ويعلِّق قاموس الكتاب المقدس الجديد: «يسجِّل [كاتب الاعمال] روايته في اطار التاريخ المعاصر؛ فصفحاته ملآنة اشارات الى حكام المدن وولاة المقاطعات والملوك الموالين وأمثالهم، وهذه الاشارات تتبرهن صحتها تماما مرة بعد اخرى من حيث المكان والزمان موضوع البحث.»
واذ يكتب في ذا يونيون بايبل كومپانيون، يقول س. أُوستن ألِبون: «السّر اسحق نيوتن . . . كان بارزا ايضا كناقد للكتابات القديمة، وقد تفحَّص باعتناء كبير الاسفار المقدسة. وما هو حكمه في هذا الموضوع؟ ‹أجد،› يقول، ‹علامات اكيدة للصحة في العهد الجديد اكثر مما في ايّ تاريخ غير مقدس [دنيوي] مهما كان.› ويقول الدكتور جونسون انه لدينا ادلة على ان يسوع المسيح مات في الجلجثة، كما هو مذكور في الاناجيل، اكثر مما لدينا على ان يوليوس قيصر مات في الكاپيتول. لدينا، في الواقع، ادلة اكثر بكثير.»
ويضيف هذا المصدر: «اسألوا كل مَن يعترف بأنه يشك في صحة تاريخ الاناجيل عن السبب الذي لديه ليؤمن بأن قيصر مات في الكاپيتول، او ان البابا ليو الثالث توَّج الامبراطور شارلمان امبراطورا للغرب في السنة 800؟ . . . وكيف تعرفون ان رجلا كتشارلز الاول [ملك انكلترا] عاش ذات يوم، وقُطع رأسه، وأن أوليفر كرومويل صار حاكما بدلا منه؟ . . . ان اكتشاف قانون الجاذبية يُنسب الى السّر اسحق نيوتن . . . إننا نصدِّق كل التأكيدات المذكورة آنفا في ما يتعلق بهؤلاء الرجال؛ وذلك لأنه لدينا دليل تاريخي على صحتها. . . . واذا ظلّ احد، لدى تقديم برهان كهذا، يرفض التصديق، نتركه باعتباره عنيدا بحماقة او جاهلا على نحو ميؤوس منه.»
ثم يستنتج هذا المصدر: «ماذا نقول اذًا عن اولئك الذين، على الرغم من الدليل الوافر المقدَّم الآن على صحة الاسفار المقدسة، يصرِّحون بأنهم غير مقتنعين؟ . . . لدينا بالتأكيد سبب لنستنتج أن القلب لا الرأس هو المَلوم؛ — أنهم لا يرغبون في تصديق ما يذلّ كبرياءهم، ويجبرهم على عيش حياة مختلفة.»
|