رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم المقدس موسم الحرية
قد تظن يا أخى الحبيب لأول وهلة أنى أقصد أن الصوم المقدس هو صوم عن الحرية أو لتقليل الحرية ، لكن الحقيقة هى عكس ذلك تماماً فالصوم المقدس يا أخى الحبيب هو الفرصة الذهبية لأنطلاق الحرية و إختبارها بصور كاملة و لكن ذلك لمن يدرك حقيقة الامور و يعرف المعنى الحقيقى للحربة لسنا هنا بصدد التلاعب بالالفاظ أو التفلسُف غير الواقعى ، لذلك دعنا ندخل مباشرة فى عمق الموضوع و أرجوك أن تُحكِّم عقلك و أن تقبل أو ترفض ما هو مطروح دون أن تجبر نفسك على ذلك بل بكامل الإقتناع. لكى نُلم بجوانب الموضوع دعنا نتكلم عن حرية الجسد فهى التى لها صلة مباشرة و صريحة مع الصوم المقدس : حرية الجسد : لقد إخترت ثلاثة جوانب وهى حرية الطعام و حرية المظهر و حرية الجنس (يوجد جوانب أُخرى كثيرة) إن أول ما يلفت نظرنا عند الكلام عن الطعام هو أن حرية الطعام لا تتوفر فى الصوم ، و ذلك من منطلق اننا نطلب الحرية لجسدنا لكى يكون الآمر الناهى و المتحكم فى الانسان بالكامل و فى هذه الحالة نكون أشبه بالحيوانات التى تجبرها غريزة الأكل على التحرك فى هذا الاتجاه طبقا لأوامر الجسد بدون أى إعتبار أو أولويات أخرى داخل هذا الكيان و عند قياس ذلك على الانسان نجد أن الأمور تتخطى مرحلة الجوع المجرد التى قد نجدها مُبررة نوعاً ما لتصل إلى مرحلة نوعية الطعام فنجد أنفوسنا نتشوق و نتحرق لأكل أصناف بعينها و نُجبر على ذلك من جسدنا و من شهوة الطعام الكامنة بخبث داخل هذه الرغبات بل يصل الامر فى أحيان كثيرة إلى إشتهاء و تناول أطعمة مضرة بل و مميتة فى حالات المرض و كبر السن و تسمعنا نقول " لا أستطيع أن أقاوم تلك الأكلة أو هذا الشراب " . أليس هذا تحكُم و أستعباد من شهوة البطن بنا !؟ هل هذه هى الحرية التى نظَن أننا نحياها !؟ ألا تشتاق أن تتحرر من هذه الشهوة المتسلطة على نفسك التى تجبرك على الأكل وقتما شاءت و بالانواع التى تأمر بها !؟؟؟ ألا تشتهى تلك الحرية أن تعود كإنسان إلى موقع القيادة بمنتهى القوة و السيطرة و الحرية المطلقة .....!؟ أما عن حرية المظهر قد لا يلفت هذا القيد إنتباهك كثيرا و لكنه مع ذلك لا يقل خطورة عن الطعام فالكثيرين منا مستعبدين لهذا القيد و هذه الشهوة فتجدنا نبحث عن أشيك المعروض و قد نقتص من ميزانية أمور أهم حتى نُرضى هذا المارد الذى لا يشبع و لا يهدأ ..!! وكثيرا ما تنسى أو تتناسى قريبك الذى لا يقدر أن يجاريك نحن لا نتكلم عن إعطائه نقودأَ بل نتكلم عن تبسيط المظهر مراعاةَ له فهل تقدر أن تحرم جسدك من بعض رفاهية المظهر لأجل هذه الأمور ؟؟ أم أنه هو السيد المُطاع الذى لا يُكسر لهُ أمراً . . !؟ لاحظ أنى لا أدعوك للظهور بملابس قديمة أو مُتسخة بل بالمظهر البسيط الائق و العملي الذى لا يُبهر من حولك أو يُشعرهم بأى نقص ، هل تقدر على التحرر و الإنطلاق من هذا القيد فى سماء حرية بساطة المظهر . . .!؟ أما عن حرية الجنس أنا هنا لا أتكلم عن ممارسة الخطية فهذا موضوعٌ آخر بل عن الجنس المقدس داخل الزواج المسيحى أنا لا أقول أن هذا غير مقبول أو أعترض على وجود شهوة داخل الزواج بل أن هذا الزواج بما فيه شهوة هو مقدس من الرب ، بل أتكلم عن سيطرة هذه الشهوة و الرغبة على الأنسان فبالرغم من كونها مقدسة لكن لا يجب أن تكون لها السيطرة و التحكم فى الانسان و ها هو معلمنا بولس الرسول يصوغ هذه القاعده بمنتهى البساطة و الوضوح " 5 لا يسلب احدكم الاخر الا ان يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم و الصلاة ثم تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم* 6 و لكن اقول هذا على سبيل الاذن لا على سبيل الامر " فما رأيك الان يا أخى الحبيب ألا تشتاق إلى أن تكون السيد المُحرر الذى يملك زمام الأمور داخل مملكتهِ ؟ ألا تشتهى أن تنطلق فى سماء تلك الحرية بدون التقيد بأى من قيود الجسد ؟ أتذكر هنا قول الحكيم و أردده الآن و أنا أعيهِ تماماً " البطيء الغضب خير من الجبار و مالك روحه خير ممن ياخذ مدينة" أم16 دعنا يا أخى الحبيب نتفهم المعنى الحقيقي للحرية و ننطلق فى هذا الصوم المقدس من تلك القيود الخبيثة التى تقيد روحك و تكبلك فنخرج كل صوم كما دخلته . لنتضرع أمام إله السماء أن يعطينا جميعا فى هذا الصوم المقدس إنطلاقا من قيود الجسد التى تستعبدنا دون أن ندرى و أن ننطلق إلى حرية مجد أولاد الله. |
|