لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم.
لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض.
ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح
هو رب لمجد الله الآب”.
فيلبى 9 : 11
رَفَّعَه الله: هذه تُقال عن الناسوت
(فاللاهوت لم يفقد مجده أبداً)
ففى مقابل إتضاعه وطاعته رَفَّعه الله ناسوتياً.
ونلاحظ أن المسيح له سلطان أن يضع ذاته وأن يأخذها
(يو17:10، 18).
ونفهم الآية أن اللاهوت الواحد مثلث الأقانيم أعطى للناسوت أن يرتفع ويتمجد.
وكما نقول فى قانون الإيمان
"صعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه"،
فالجلوس عن يمين الآب تعنى أن ناسوت المسيح صار له مجد الآب.
وهذه الآية موجهة لكل منا، فمن يتضع كالمسيح يرفعه الله ويمجده.
اسماً فوق كل اسم: اسماً جاءت معرفة ب "ال" فى اليونانية.
وهذا إشارة للاسم المتفرد يهوة.
والاسم يُظهر حياة الشخص.
فلقد أظهر الله من هو المسيح الذى كان متضعاً وأنه هو هو يهوة العظيم،
لقد صار للناسوت الذى أخذه المسيح اسم يهوه العظيم الذى كان له قبل إخلائه لذاته، بعد أن جلس عن يمين الآب وتمجد بناسوته وصار لهُ بناسوته كل ما للآب من مجد.
اسم يسوع: يهوه يخلص،
لقد صار اسم يسوع قوة ترهب الشياطين، وصار قوة لنا
(لذلك يوصى الآباء باستخدام صلاة يسوع، فاسم يسوع له قوة جبارة).
ولقد صار اسم يسوع موضوع تسبيحنا.
باسم يسوع: يسوع هو اسمه فى حالة إخلاء ذاته. والسجود صار للإله المتجسد الذى اتخذ اسم يسوع، بل صار السمائيين يسجدون ليسوع الذى صار له مجد أبيه ومجد لاهوته = تجثو له كل ركبة: هذه قيلت عن يهوه العظيم (إش23:45). وقيلت هنا عن يسوع. فيسوع هو هو يهوه العظيم.
ممن فى السماء ومن على الأرض: يقدمون له العبادة فى حب وعرفان بالجميل.
من تحت الأرض: بارتفاعه وضع أعدائه تحت قدميه، هذا خضوع الكسرة والمذلة. هؤلاء هم من يقولون للجبال غطينا (رؤ16:6).
ويعترف: أى الاعتراف علناً عن قصد تمجيد المسيح وشكره فهو صاحب حق وجميل.
والكل سيعترف به أنه هو يهوه العظيم الذى ينبغى له السجود والعبادة.
لمجد الله الآب: المجد الذى صار لربنا يسوع لا ينفصل عن مجد الله الآب. هو مَجَّدَ الله الآب بصليبه، و مَجَّدَه فى قيامته. وكل هذا كان لأجلنا. ولكى نمجد نحن الآب على محبته وأعماله.
ابونا انطونيوس فكرى