واليوم ها نتكلم عن نوع أخر من الشكوى . نتكلم عن الناس اللى بتشكى بأستمرار وما بتديش فرصه لحد أنه يساعدها . الناس اللى بتشكى وهى متذمره فى داخلها . الناس اللى بتشكى حتى من الناس اللى حواليها . الناس اللى ما بتعرفش ايه معنى موهبة وعطية الشكر .
هذا النوع من الناس دائمة الشكوى بيتعرضوا الى موجتين من موجات ردود الفعل .
الأولى وهى داخليه : التذمر , الضيق , الشك فى كل شىء , الكاّبه ............. وفى النهايه مفيش حاجه بترضيه ويبدأ الدخول فى أمراض سواء نفسيه أو عضويه بتأثير الضغوط النفسيه .
الثانيه وهى خارجيه : ودى بتمس الأشخاص اللى بيتعامل معها . وبالطبع يحدث منهم نفور وأبتعاد عن الشخص دائم الشكوى . وفى البعض بينظر له نظرة أستصغار . وده كله بيرجع ينضاف الى العامل الأول وده بدوره يزود الضغط النفسى على الشخص دائم الشكوى . والان نشوف مع بعض هذه الشخصيه .
أبو المشاكل هو أنسان عادى زى وزيك .مش كبير ومش صغير . مش طويل ومش رفيع .أنسان عادى زى وزيك . فخور جداّ بأسمه ( ابو المشاكل ). كل شىء يعمل عليه مشكله . أى حاجه . فى كل حاجه .مره أشترك فى أحدى المنتديات , فى خلال يوم واحد بعت 20 شكوى لمدير المنتدى . مدير المنتدى رحب بيه ودعاه أنه يكتب موضوع يفيد الأخرين . أبو المشاكل كتب موضوع ومفيش حد كتب ليه أى مشاركات . تانى يوم أبو المشاكل كتب يشتم فى كل الأعضاء أنهم ماعندهومش زوق . الأعضاء قرروا كلهم أنهم يعتزروا وكتبوا ليه مشاركات كتيره على الموضوع . أبو المشاكل رد عليهم وقال , ان الأعضاء كلهم منافقين والموضوع اللى كتبه ما يستهلش تعليق !!!!!!!!!!!!!!!
مش ممكن أبدا ترضى أبو المشاكل .لو قلت له صباح الخير ها يسألك ( ليه ) ولو ماقلتش ها يسألك (ليه ما قلتش ) هو ده أبو المشاكل .
أبو المشاكل كان راجع فى المساء متأخر . راكب عجلته وماشى ومفيش حد ماشى فى الشارع غيره . شاف لمبه فى الشارع مطفيه . روح البيت كتب 10 شكاوى أزاى اللمبه مطفيه . تانى يوم لقى اللمبه اتغيرت لكن الشارع كله ضؤه ضعيف .اأبو المشاكل كتب 20 شكوى على أن الشارع ضؤه ضعيف وده خطر جداّ.مجلس المدينه تانى يوم غير كل مصابيح الشارع بكشافات قويه . وأبو المشكل راجع فى المساء والنور الشديد بيضايقه . أبو المشاكل كتب 30 شكوى .مجلس المدينه قررأنه يعمل له الشارع شاعرى . نسحب النور عن الشارع كله بس نرضى أبو المشاكل . أبو المشاكل راجع فى المساء مبسوط وماشى بالعجله والشارع كله مطفى . وشاف من بعيد 2 موتوسيكل جايين من قدامه . أبو المشاكل قرر أنه يمشى بالعجله فى وسطيهم .للأسف الدنيا ضلمه ودول مش 2 موتوسيكل . دى عربيه والكشافين بتوع العربيه .حادثه شديده جدا . أسعاف ودم وصراخ .وملاك الموت جه وأخذ روح أبو المشاكل . أبو المشاكل بدأ فى الشكوى . انا لسه صغير علشان أموت . أنتم غلطوا وأخذتم روحى بالغلط .شكوى شكوى شكوى .الملاك قاله لما نطلع فوق المشرف ها يشوف موضوعك . وأول ما وصلو أبو المشاكل دخل على المشرف يشتكى ملاك الموت أنه أخذ روحه وكان المفروض أنه يستنى لغاية ما يروح المستشفى , يمكن كانوا يسعفوه . المشرف قاله خلاص ها نرجعك تانى . ابو المشاكل قال عايز أرجع فى (نيو لوك) المشرف قاله حاضر أختار اللى أنت عايزه . أبو المشاكل أختار واحد غنى جدا وطلب أنه يكون زيه . ومفيش دقيقتين أبو المشاكل صرخ للمشرف ألحقنى , ايه اللى حصل . الراجل ده رجليه مقطوعه وأنا عايز أغيره وأروح فى شكل أخر .
أبو المشاكل غير حوالى 100 ومش عاجبه ولا حاجه . المشرف قاله خلاص فاضل مره واحده ليك وبعدين كل الفرص أنتهت ليك. ابو المشاكل أختار شاب جميل ووسيم .قوى وغنى . فحصه كويس ولقى كل حاجه تمام التمام .أدينى ده لو سمحت قال أبو المشاكل . ومفيش ثوانى وبدأ فى الصراخ لالالالالالالالالالالالال الالالا.
فى أيه يا أبو المشاكل. الشاب ده عيان وفاضل ليه شهر ويموت . أنا عايز أغير ..... أسمع بقى يا أبو المشاكل .أنت أستنفدت كل المسموح ليك والان ما عنديش غير فار أو صرصار . لا بلاش صرصار خالص
الشباشب كتير أعمل معروف . طيب شوفلى كلب من النوع الغالى اللى بيعيشوهم فى البيوت .رد المشرف مفيش غير فار . صرخ أبو المشاكل صرخه شديده أنا مش عايز أبقى فار . وهنا أقترب الطبيب منه ليوقظه أصحى يا أبو المشاكل أنت فى المستشفى .ويظهر أنك عندك كابوس من شدة الصدمه .لا يادكتور أنا ما عنديش كابوس دول كانو عايزين يعملونى فار . طيب يا أبو المشاكل أسمعنى انت نجيت من الموت بأعجوبه أنت اتنطرت من الخبطه ووقعت فى الطين وما جراش ليك حاجه . والعجله بتاعتك خبطت زجاج العربيه والزجاج تناطر كله فى وجه السائق الذى يرقد الان فى حاله خطره جداّ .وانت لازم تشكر الله .
أشكر الله يالها من كلمه عجيبه . كانت كالماء البارد الذى أنسكب على أبو المشاكل . والأن نترك أبو المشاكل ينهى لينا القصه فيقول :
خرجت من المستشفى وأول شىء عملته غيرت أسمى من أبو المشاكل الى ( شكراّ لله )وبدات أعيش حياة الشكر .فى الصباح أشكر الرب وأقول مراحمك يا الله كثيره وهى جديده كل صباح . وفى المساء أشكر الرب على اليوم الجميل الذى مضى .
تغيرت حالتى ولم أعد أشعر بالضيق , ولا الكاّبه ولا بكل المشاعر التى كانت تضايقنى من قبل .
وحتى الناس من حولى هم كمان أتغيروا من ناحيتى .لم يعدوا يبصوا لى كأنى فار أو صرصار .حسيت أنى أترديت الى رتبتى الأولى كبنى أدم .
عزيزى أسمع كلامى واعمل بالمثل اللى بيقول .من قرأ أخبار من قبله ...أضاف أعمارا على عمره .
وساعتها انت مش محتاج انك تغير اسمك الى شكراّ لله لانه ها تحس بنعمة الله .
