فى يوم عيد الصعود، تحتفل الكنيسة باليوم الذي صعد المسيح فيه إلى السماء، وجلس عن يمين الآب. صعد فى مجد متحدياً كل قوانين الجاذبية الأرضية. وأعطانا أيضاً أن نصعد مثله، ونتحدى جاذبية الأرض، وننضم إلى جاذبيته هوبقوله " وأنا إن أرتفعت، أجذب إلى الجميع".. أخذته سحابة، واختفى عن أعينهم. وسيأتى ثانية على سحاب السماء، مع ملائكته وقديسيه، لكى يرفعنا معه على السحاب، ونكون مع الرب فى كل حين.
وكما جلس عن يمين الآب، سيجلسنا معه فى مجده.
هذا الذى صلبوه فى الجلجثة، وأحصى وسط أثمة، مع كثيرين التعيير والإهانات، قام من الأموات فى مجد، وصعد إلى السموات فى مجد وجلس عن يمين الآب فى مجد.
ولم تكن الجلجثة نهاية محزنة لحياته، إنما كانت بداية لكل أمجاده..
وهكذا كل من يتألم معه، لا بد سيتمجد معه.. كانت آخر صورة رآها له الإثنا عشر، هى هذا الصعود، الذى رفع كل أنظارهم إلى فوق، حيث المسيح جالس، والتى قال عنها الرسول "رفع فى المجد" (1تى 3: 16)
ولم يعد ألم المسيحية منفصلاً عن أمجاده.
هذا المسيح الذى تألم من أجلنا. ظهر للقديس اسطفانوس فى آلام استشهاده، فرأى السماء مفتوحة، وأبصر مجد الله، ورأى قائماً عن يمين الله (أع 7: 55، 56) فصرخ أيها الرب يسوع إقبل روحى إن الذى نزل، هو الذى صعد أيضاً.. و نحن لا يمكن أن نصعد، إن لم ننزل أولاً.
ندخل مثله فى إخلاء الذات، وفى تحمل الآلام، وفى الصعود إلى الصليب، قبل الصعود إلى يمن الآب..
وإذ صعد المسيح إلى فوق، فإننا باستمرار نرفع أبصارنا إلى فوق، حيث جلس المسيح عن يمين أبيه، وحيث يرجع إلينا مرة أخرى على السحاب ليأخذنا إليه.
فنصعد حينئذ صعوداً لا نزول بعده مرة أخرى.. آمين.