رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
د. مصطفى النجار يكتب: رسائل إلى مرسى والإخوان والثوار
مصطفى النجار "إذا أحسنت فأعينونى.. وإذا أسأت فقومونى"، بهذه الكلمات أطل علينا الدكتور مرسى عقب نجاحه فى الانتخابات الرئاسية، وتمثل بما قاله صحابة رسول الله (ص)، حين تولوا المسئولية، لذلك أكتب إليه هذه الكلمات، وإلى جماعته التى تقف وراءه، بعد أن تولوا مسئولية قيادة الوطن. إلى الإخوان: أولاً: من العار عليكم أن تصفوا الثوار الحقيقيين، ومن كانوا شرارة هذه الثورة، فى وقت تثاقل فيه آخرون، أنهم فلول وأعداء للثورة، لمجرد أنهم يعارضون قرارت الرئيس، التى يرون فيها خروجا على الشرعية وبداية لصناعة الاستبداد. ثانياً: من التدليس أن تقولوا إن المختلفين مع قرار الرئيس يرفضون بعض الإيجابيات التى جاءت بقراراته، لذلك نعلنها بوضوح نحن مع تغيير النائب العام، ومع إعادة المحاكمات للوصول للقصاص، ولكننا لم لن نشرب السم فى العسل، ونتغاضى عما تم خلطه بهذه القرارت من كوارث لا يمكن قبولها من أى مواطن شريف يطمح فى الديمقراطية ويأمل فى مناخ سياسى جديد عقب الثورة. ثالثاً: من المؤسف أن يستغل الرئيس سلطاته لدعم جماعته وحزبه فى الجمعية التأسيسية، التى اعترضنا جميعاً على تشكيلها من البداية، ولكن عاندتم الجميع، ومضيتم عكس الاتجاه، وأخرجتم لنا مسودات لا علاقة لها بما كنا نأمله فى دستور الثورة، وأخذتم المجتمع لمعركة وهمية حول الشريعة، وكأنها محل الخلاف، والحقيقة التى لا بد أن يعلمها الناس أنكم تريدون تمرير دستور يحتوى تقريباً على مضمون وثيقة السلمى التى اعترضنا عليها جميعاً فى يوم من الأيام، مع تشويه كامل لفصل السلطات الثلاث، حتى وصل بنا الحال أن نتباكى على الدساتير السابقة. رابعاً: ما معنى تحصين مجلس الشورى الذى أجريت انتخاباته بنفس القانون الذى كان سبباً فى حل مجلس الشعب؟ وما معنى تحصين التأسيسية؟ هل نقوم بإلغاء القضاء حتى ترتاحوا، ولماذا لم نرَ هذا الحماس لتطهير القضاء كما تقولون أثناء انعقاد البرلمان السابق؟. خامساً: تقولون إن الشورى من الشريعة، وتدعون إلى تطبيق الشورى بين الحاكم والشعب، فأين هذه الشورى التى طبقتموها حين ينفرد الرئيس بقرارات لا يحق له أخذها دون استفتاء الناس والرجوع للأمة؟ تطلبون منا أن نثق بالرئيس، وتقولون هذا استبداد مؤقت، حفاظاً على الثورة، والحقيقة أن الرضى بقليل الاستبداد يفتح الباب للاستبداد الدائم، ولو نزل الفاروق عمر، رضى الله عنه، ليحكمنا الآن ما منحناه هذه الصلاحيات المطلقة التى تتنافى مع الشريعة التى تملأون الدنيا بالحديث عنها وأنتم منها بعيد. إلى الرئيس: أولاً: انتخابك كرئيس لا يعطى لك الحق فى الخروج على الشرعية، التى أقسمت على احترامها، وخروجك عنها يسقط شرعيتك، لذلك ننصحك بالتراجع عن القرارات المرفوضة فوراً، وعدم العناد، فلن يستطيع أى سياسى شريف فى مصر أن يؤيدك فى هدم مؤسسات الدولة ونظامها، ومن يرتضى ذلك فهو خائن لهذه الثورة وهذا الوطن، ولن نكون أبداً ممن يصمتون عن الحق والتاريخ لن يرحم أحداً ممن ارتضى نفاقك والتطبيل لما تفعله لغرض أو هوى، وتذكر حديثك عن الستينيات ونقدك لها، وها أنت تعيدنا لمشهد الاعتداء على المستشار السنهورى ثم مذبحة القضاة وبدء مرحلة الاستبداد. ثانياً: خلال شهورك القليلة فى الحكم، لم نرَ إنجازاً كبيراً لإدارتكم ووزارتكم تستطيع أن تستند عليه الآن وأنت تقرر أنك حامى الثورة والشعب، بل رأينا كوارث تكفى لإسقاط نظام كامل، مثل مجزرة أسيوط التى أزهقت فيها أرواح أطفال مصر، ولا تعتقد أن دعم أفراد التنظيم الذى تنتمى إليه كاف لك لكى تستأثر بما تفعل وأنت تلغى وجود الشعب بالكامل، مصر أكبر من جماعتك وتنظيمك وفكر القبيلة الذى أصبح سمة مميزة لهذه المرحلة. ثالثاً: غير بطانتك التى ورطتك فى سقطات متتالية لم يتوقعها أحد، وإذا لم تكن تستشيرهم وهم أبرياء من هذه السقطات فمن الواجب عليهم أن يتحلوا بالكرامة والأخلاقية ويخرجون للشعب ويقولون له نحن مجرد ديكور فى مشهد بائس، ولن نستطيع أن نكمل هذا الهزل. إلى الثوار والقوى الوطنية: أولاً: بينوا للناس تفاصيل المشهد، حتى لا يدخل عليهم تدليس المدلسين الذين يلبسون الحق بالباطل، قولوا للناس إن الثورة فى خطر، وإن الديمقراطية التى مات أبناؤنا من أجلها تتآكل وتتعرض لاختبارٍ قاسٍ، إما أن تتجاوزه وإما أن نعلن إجهاض الثورة والعودة لعصور الظلام، فقضيتنا قضية أخلاقية وليست مجرد خلاف سياسى مع فصيل بعينه، نحن الآن ندافع عن المبادئ وعن بنية الدولة، ولن نسمح بهذا العبث وفاءً للشهداء الذين ماتوا من أجل أن يكون فى مصر دولة محترمة. ثانياً: ابتعدوا عن العنف، ولا تستجيبوا للاستفزازات التى تريد إلصاق العنف بكم، أعلنوا براءتكم من أى شخص قد يلجأ للتخريب أو الحرق أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو العامة، وأخرجوهم من بينكم إن اندسوا، نحن نخاف على هذا الوطن، ولن نسمح لأحد بإسقاط مصر أو إشعال فتيل الحرب الأهلية فيها، لن يتقاتل المصريون فيما بينهم، مهما تغابت السلطة أو خرج فصيل سياسى عن الإطار العام للدولة. ثالثاً: توحدوا اليوم ولا تتأثروا بالدعاية السلبية التى تتهمكم بالتحالف مع الفلول، فهذه دعاية سمجة، كل مصرى اليوم مطالب بأن ينتفض ويجهر بالحق فى إطار سلمى ليحافظ على بنية الدولة والتوازن بين سلطاتها ومنع اختطاف الديمقراطية فى أى اتجاه. يا رئيس الجمهورية، دماء المصريين فى رقبتك، أطفئ النار التى أشعلتها ولا تجر مصر لحرب أهلية يقتل فيها المصريون بعضهم البعض، بئس الحزبية وبئس الأيدلوجية التى تجعلكم تأخذون الوطن إلى هذا المنعطف، اتقوا الله فينا، وعودوا للشريعة التى تدعون إليها، فقد خرجتم عنها وانحرفتم، حفظ الله مصر من كل سوء. |
|