رهبان بالفيوم يستولون على محمية بوداى الريان.. وتحذيرات من بوادر فتنة طائفية
تصاعدت حالة الغضب، فى أوساط مركز يوسف الصديق، بالفيوم، بسبب، ما وصفوه بتخاذل الدولة، فى مواجهة مجموعة من الرهبان استولوا على واحة العيون، بمحمية وادى الريان، ودمروا الحياة الطبيعية بها، وسط تحذيرات واسعة من بوادر فتنة طائفية تطل برأسها نظم العشرات من المهتمين بالبيئة وقفات احتجاجية الأسبوع الماضى بالمحمية ضد الرهبان احتجاجا على عملية الاستيلاء، وبناء سور بطول 15 كيلومترا حول الواحة، وعزلها عن باقى المحمية، وطالبوا الدولة بالتدخل لإنقاذها. تقدم أمين عام المركز الوطنى للدفاع عن الحريات، خالد المصرى، ببلاغ رسمى للنائب العام للمستشار عبد المجيد محمود، ضد البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية وبطريرك الكنيسة المرقسية بصفته، وضد الاب اليشع من دير القديس الأنبا مكاريوس، ورهبان دير القديس الأنبا مكاريوس السكندرى، اتهمهم فيه بالاستيلاء عمدا على أراضٍ شاسعة من أراضى الدولة وهذه الاراضى تعتبر من المحميات الطبيعية فى منطقة العيون السحرية بالمحمية الطبيعية بوادى الريان. من جانبه قال محافظ الفيوم، أحمد على، إنه تم إرسال العديد من التقارير إلى وزارة الداخلية والامن القومى ومدير أمن الفيوم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة التعديات. وأكد أن هذه القضية ليست سهلة، وإنما يوجد بها الكثير من التحديات الصعبة، نظرا لأن القائمين على الدير يستخدمون الكثير من الطرق المختلفة لعرقلة قرارات الازالة، ومن المفترض قدوم حملة مكبرة من وزارة الداخلية بالتعاون مع قوات الجيش خلال الايام القادمة لتنفيذ قرارات الازالة بشكل جاد. وقال وزير الدولة لشئون البيئة، مصطفى حسين كامل، خلال زيارته لمحمية العيون بوادى الريان بالفيوم، أمس الأول، رافقه فيها، الدكتور خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية، أنه ستتم إزالة جميع التعديات الموجودة بالمحمية، مما دفع أحد الرهبان للرد على تعهد الوزير قائلا: «سندافع عنها بأرواحنا ولن يستطيع احد إزالة ما قمنا بإنشائه». وكشفت جولة الوزير بالمحمية عن قيام الرهبان ببناء كنائس وأديرة وغرف معيشة ومزارع على مساحات كبيرة ومخبز بلدى، وتدمير شامل وكامل للحياة الطبيعية داخل الواحة، والعديد من المبانى، مما أثر على الحياة الطبيعية إلى جانب انشاء ورش لصيانة الجرارات الزراعية واللوادر. وقال الدكتور خالد علم الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون البيئة، خلال زيارته للمحمية، إنه سيعد تقريرا شاملا عن المخالفات التى قام بها رهبان الدير لاتخاذ القرار اللازم نحو ما شاهده على أرض الطبيعة من بناء كنائس واديرة ومبان للمعيشة وعزل الواحة عن باقى أرض المحمية وإقامة سور بطول 15 كيلومترا من الخرسانات المسلحة. وأشار إلى أن هذه المخالفات والتعديات دمرت الحياة الطبيعية بواحة العيون مما يعد اعتداء صارما على الحياة الطبيعية والبيئية بمحمية وادى الريان ومخالفة تلك التعديات لقوانين وزارة البيئة. واتهم الأهالى فى نهاية زيارة الوزير ومرافقيه، جميع الوزراء السابقين بالتواطؤ مع رهبان الدير وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لإزالة تلك التعديات. ورد الراهب الأب اليشع راهب دير الانبا مكاريوس بمحمية واحة العيون بوادى الريان، على الاتهامات بالاستيلاء على المحمية، بوجود بروتوكول أبرم بينهم وبين وزارة البيئة عام 2007 يقضى بإقامة 40 قلاية أو كهفا للتعبد وممارسة الشعائر الدينية، وعند سؤاله عن مصدر الاموال التى شيدوا بها السور البالغ طوله 15 كيلومترا، قال: «هذه الأموال اتتنا من عند الرب». وطالب الدكتور محمد طلعت مدير الادارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة، الجهات المسئولة بالدولة بإنقاذ الواحة من استيلاء الرهبان عليها، وتدمير الحياة الطبيعية فيها، وأوضح أن المساحة التى استولى عليها الرهبان بعد اقامة السور تبلغ 15 كيلومترا بما يعادل، 85 ألف فدان، وأكد على أن الرهبان قاموا بتدمير الحياة الطبيعية فيها وقاموا باقتلاع الاشجار والنباتات وغيروا معالمها تماما نتيجة قيامهم بإنشاء العديد من المبانى والكنائس إلى جانب قيامهم بإنشاء مخبز لانتاج الخبز فيها ومزارع اخرى كثيرة. وقال إن محمية العيون هى أهم منطقة داخل محمية وادى الريان لاحتوائها على 4 عيون مياه طبيعية كبريتية تخرج من باطن الارض وتحتوى على نباتات وأعشاب مثل الغردق وتعيش فيها حيوانات نادرة مثل الغزال المصرى والغزال الأبيض المهدد بالانقراض وتحتوى أيضا على أنواع كثيرة من الطيور ويعود تاريخها إلى عصور ما قبل الانسان حيث تعتبر امتدادا جغرافيا لمحمية وادى الحيتان المصنفة من منظمة اليونيسكو منطقة تراث عالمى. وأشار إلى أن هناك قرارات ازالة صادرة ضد تعدياتهم لم تنفذ منها قرار إزالة الأعمال المخالفة رقم 765 صادر من الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة وقرار الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة رقم 23 بشأن إزالة التعديات الواقعة على منطقة العيون بمحمية وادى الريان، بالاضافة إلى تحرير محاضر ضد الرهبان فى مركز شرطة يوسف الصديق بتاريخ 21 نوفمبر 2011. كما تم تحرير محضر عام بجميع التعديات لقيام الرهبان بالتعدى على تجريف وتقليع نباتات الطبيعية بالعيون. وأشار إلى أنه تم التعاون مع وزارة الداخلية والجهات المعنية بمحافظة الفيوم والتنسيق معهم وتطبيق قرارت الازالة ولكن حتى الآن لم يتم عمل شىء بخصوص الازالة خاصة أن الرهبان قاموا بالاستيلاء على مساحة كبيرة من أراضى المحمية والخروج على المساحة الرسمية المحددة لهم وتقدر المساحة التى قامو بالاستيلاء عليها نحو 40 كيلومترا مربعا واقامة سوربين الجبلين بحدود المحمية وحتى بداية الطريق وبالتالى تم الاستيلاء عليها بشكل كلى. وحذر طلعت من حدوث فتنة طائفية بسبب نشوب أنواع من الاحتكاكات بين الاهالى القريبين منها والرهبان خاصة بعد اقامة السور على هذة المساحة الكبيرة بعد الثورة الامر الذى يسير مخاوف عديدة منها حدوث فتنة طائفية بين الاهالى والرهبان ومحاولة تقليد الاهالى لهم والاستيلاء على مساحة كبيرة من المحمية. واكد طلعت على ان الرهبات خالفوا جميع قوانين التى تجرم الاعتداء على المحميات الطبيعية، والذى يجرم التعامل على اراضى المحمية الا من خلال الجهة المسئولة وعقوبة هذه الجرائم يعاقب بالحبس وغرامة مالية تقدر حسب امتداد المساحة المستولى عليها والمخالفة والبناء عليها دون الحصول على تصريح من جهاز شئون البيئة. وأوضح طلعت: تم تحرير عدة محاضر لمجموعة من الرهبان المتواجدين داخل المحمية بالاعتداء على موظفى المحمية بالاسلحة النارية وسرقة الاجهزة الموجودة وكذلك الاعتداء على المحمية والبناء عليها دون الحصول على أى تصريح من الجهات المسئولة وتم صدور العديد من الاحكام بالحكم على 4 منهم بالحبس الا انه لم ينفذ حتى الآن. واكد الرهبان على انهم قاموا بتوقيع بروتوكول مع وزارة البيئة عام 2007 يقضى بإقامة 40 قلاية، للتعبد فيها وممارسة الشعائر الدينية وانهم اقاموا السور لحماية منطقة العيون من الاعتداء عليها ولم يمنعوا السائحين من زيارتها وان المزارة التى انشأوها حتى يوفروا منها غذاءهم الذى يعيشون عليه واكدوا ان الاب متى المسكين اقام الدير المنحوت عام 1960 بعد أن ترك وادى النطرون. وأكد محمود عبد الصمد رئيس مجلس مدينة يوسف الصديق أن التعديات بالبناء على المحمية بدأت عام 2000 وتم عقد بروتوكول بين الرهبان وبين وزارة البيئة عام 2007 باقامة 40 قلاية للتعبد فيها وقاموا بإنشاء كنائس ومخابز ومبانٍ اخرى مخالفين لبنود البروتوكول. واشار عبد الصمد لـ«الشروق» إلى ان الوحدة المحلية لمركز يوسف الصديق تشارك فقط فى عمليات ازالة التعديات وليس لها الحق فى تحرير محاضر بالمخالفات التى يقوم بارتكابها الرهبان وانما يقتصر دورهم على المشاركة بالمعدات فى عملية الازالة التى تشكلها المحافظة بناء على قرارات الازالة التى تقوم بتحريرها وزارة البيئة. وأكد على وجود العديد من المحاضر بقسم شرطة مركز يوسف الصديق حررها موظفو محمية وادى الريان ضد الرهبان بارتكابهم العديد من المخالفات وتعديهم عليهم اثناء قيامهم بمعاينة المبانى داخل المحمية. وأوضح أن عددهم فى البداية كان لا يتجاوز 40 راهبا فقط كان كل راهب يتعبد داخل كهف بالجبل واصبح عددهم الآن يقارب المائة راهب وانهم يتبعون دير أبو مقار بوادى النطرون. فى المقابل أكد القمص ليشع، رئيس دير وادى الريان، أن رهبان الدير قاموا ببناء السور المحيط بالدير ليس بهدف التعدى على أراضى محمية لكن حفاظا على حياة الرهبان وممتلكات الدير من السرقة والنهب. وأضاف ليشع انه قابل وزير البيئة الثلاثاء الماضى وأكد له أن سور الدير والأراضى المحيطة به ملك للدولة وليست ملك الرهبان مضيفا أن أغلب من تقدموا ببلاغات ضد الدير هدفهم التعدى على أراضى المحمية وليس حمايتها. واكمل رئيس الدير أن سبب لجوء رهبان الدير إلى السور هو تعدى بعض الخارجين عن القانون على الدير وحرق مغارات الرهبان