رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
تكوين 28 29 30
من المؤسف أن نرى تصميم إسحاق على منح بركة إبراهيم المقدسة لعيسو صاحب الذهن العالمي، وأن تضطر رفقة إلى الاحتيال لتضمن ليعقوب الشيء الذي كان من حقه بحسب وعد الله. وبعد لحظات من حصول يعقوب على بركة البكورية من إسحاق أبيه دون علمه، يأتي عيسو ويكتشف إسحاق أن الله قد أبطل خطته غير المبنية على الطاعة. اضطرب بشدة - فارتعد إسحاق ارتعادا عظيما جدا (تكوين 33:27). ولكنه أسرع بطلب يعقوب ورفقة، وأكد مرة أخرى على إعطائه البركة ليعقوب وأضاف قائلا: الله القدير يباركك ويجعلك مثمرا (تكوين 3:28). وقد كانت رفقة حريصة جدا على أن يأخذ يعقوب لنفسه زوجة بحسب مشيئة الله، والآن أصبح إسحاق يشاركها في هذا الحرص، فقال له: لا تأخذ زوجة من بنات كنعان. قم اذهب إلى فدان أرام ... وخذ لنفسك زوجة من هناك (1:28-6). وعلى الرغم من أن إسحاق قد عاش 43 سنة بعد محاولة سلب يعقوب حق البكورية وإنكار مقاصد الله المعلنة لرفقة، إلا أن هذه السنوات الباقية كانت عديمة الفائدة من الناحية الروحية. على عكس يعقوب الذي وهو على فراش الموت استطاع أن يعطي نبوات عجيبة تخص أبناءه الاثنَي عشر كما هو مدون في الأصحاح التاسع والأربعين من سفر التكوين. بعد ذلك غادر يعقوب بئر سبع، بلا خريطة ولا رفيق، في رحلة طولها 500 ميلا شمال أعالي نهر الفرات متجها إلى فدان أرام. وقد كانت المدينة الرئيسية هناك هي حاران، بلد إبراهيم قبل أن يهاجر إلى كنعان. وقد وصل يعقوب في الليلة الأولى إلى قرب بيت إيل، خارج المدينة (10 أميال شمال أورشليم - وحوالي 64 ميلا شمال بلده في بئر سبع). ربما كانت هذه هي الليلة الأولى في حياته التي يقضيها خارج المنزل، والمرة الأولى التي يضطر فيها أن ينام على الأرض وليس له وسادة سوى الأحجار الباردة. ولكنها أيضا كانت المرة الأولى في حياته التي يحصل فيها على رؤيا عظيمة من إله إبراهيم - رؤيا معزية ومطمئنة من جهة أسمى بركات الله له. وقد أدرك يعقوب أن ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء (تكوين 17:28). وقد تشجع قلبه جدا إذ أيقن أنه في محضر الله وفي صميم إرادة الله. وقد تكلم الرب إليه في هذه الليلة قائلا: أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق، الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ... وهاأنا معك وأحفظك حيثما تذهب ... لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به (تكوين 13:28،15). كان هذا بمثابة تأكيد ومباركة من الله على شجاعة يعقوب وفطنته الروحية. وقد حفظ الرب يعقوب في رحلته الطويلة المنفردة. وعند دخوله إلى فدان أرام لم يكن بالصدفة أنه وصل إلى بئر تخص خاله. ولا نندهش أيضا من أن راحيل ابنة خاله تأتي إلى تلك البئر عينها وفي نفس تلك اللحظة . ما أروع البركة التي بارك بها الله يعقوب إذ قاده إلى مكان خاله الذي استقبله بكل حرارة وترحاب. كان كل شيء يسير بحسب خطة إلهية. فليست هناك صدف في عالم يحكمه الله، لا أحداث تحدث بالصدفة ولا خسائر تأتي بالصدفة، وإنما كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله (رومية 28:8). فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا (رومية 38:8-39). إعلان عن المسيح: كالرب الذي يوفر الحماية بحضرته غير المرئية (تكوين 13:28-16) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طريقة تكوين اللؤلؤ يُذكرنا بكيفية تكوين الكنيسة |
تكوين 34 35 36 |
تكوين 37 38 39 |
تكوين 40 41 42 |
تكوين 43 44 45 |