منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,517

برهان أن يوحنا هو كاتب إنجيله



والبرهان الخارجي على امرأة القديس يوحنا هو مدون الإنجيل الرابع يتأكد لنا من الانتشار الواسع واستخدام آباء الكنيسة له منذ نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني وكذلك انتشاره فى أوساط الهراطقة واستخدام أعداء المسيحية والوثنيين له، وكذلك ترجمته إلى أقدم الترجمات (السريانية واللاتينية والقبطية) ووجوده فى أقدم المخطوطات القديمة، بل أن أقدم مخطوطة للعهد الجديد على الإطلاق هي لهذا الإنجيل وترجع لما بين 117 و135م.

أولًا: الآباء الرسوليين:

كان مضمون وجوهر الإنجيل للقديس يوحنا فى فكر هؤلاء الآباء وعقولهم، وعلى الرغم من انهم لم يقتبسوا من آياته مباشرة إلا أنهم استخدموا جوهرها ومضمونها مما يدل على وجود الإنجيل نفسه فى محيطهم ووسطهم.



(1)- إكليمندس الرومانى (95 م.): والذي نجد فى رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا :

"يتمجد اسم الرب الحقيقى الوحيد" (1:43) مع يو 28:12 "أيها الآب مجد إسمك" يو 3:17 "أنت الإله الحقيقى وحدك".

"من كان له حب فى المسيح فليحفظ وصايا المسيح" (1:49) مع يو 15:14 "إن كنتم تحبونى فأحفظوا وصاياى".

يسوع أعطى من جسده من أجل أجسادنا" (6:49) مع يو 51:16 "والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم".

"طهرنا بتطهير حقك" (2:60) مع يو 17ك17 "قدسهم فى حقك".

(2)- رسالة برنابا (حوالي 100 م.): يستخدم كاتب الرسالة نفس فكر المسيح فى حديثه مع نيقوديموس فى شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التى رفعها موسى فى البرية وبين مجد المسيح على الصليب "فقال لهم موسى: عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل فى إيمان بأنه رغم ميته قادرة أن تعطى حياة وسيخلص فى الحال. وفعلوا هكذا. فى هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية، لأن كل الأشياء فيه وله" (17:12) مع يو 14:3 "وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى امرأة يرفع ابن الإنسان".

(3)- أغناطيوس الأنطاكى: تلميذ بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول فى رسالته إلى مجنيسيا (1:7) "وكما كان الرب متحدًا مع الآب ولم يفعل شيئًا بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئًا بدون الأسقف والقسوس" مع يو 19:5 "لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل" يو 28:8 "ولست أفعل شيئًا من نفسى بل أتكلم بهذا كما علمنى أبى".

ويقول فى رسالته إلى روما "رئيس هذا العالم يريد أن يخطفنى … لا يوجد فىّ نار الحب للأشياء المادية ولكن فقط ماء حى … أريد خبز الله الذى هو جسد يسوع المسيح". . وهذه التعبيرات "رئيس هذا العالم"، "ماء حى"، "خبز الله" مأخوذة من أقوال السيد المسيح المدونة فى الإنجيل للقديس يوحنا (يو 30:14؛ 31:12؛ 11:16؛ 10:4؛ 38:7؛ 36:36). ويقول فى الرسالة إلى فيلادلفيا (1:9) "هو باب الآب" مع يو 9:10 "أنا هو الباب".

ويقول فى الرسالة إلى أفسس (1:6) "لأن كل من يرسله رب البيت ليدبر شئونه يجب امرأة نقبله كما نقبل الذى أرسله" مع يو 20:13 "الذى يقبل من أرسله يقبلنى. والذى يقبلنى يقبل الذى أرسلنى".

(4)- كتاب الراعى الهرماس (100-145 م.): يستخدم روح وجوهر الإنجيل فى قوله "لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه، الذى هو محبوبه … الباب هو ابن الله، هذا هو المخل الوحيد للرب. لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه" (مثل 9ف 5:2) مع يو 6:14 "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى".

ويقول فى مثل 5 ف 3:6 "عندما طهر خطايا الشعب أراهم طريق الحياة وأعطاهم الناموس الذى تسلمه من أبيه".

(5)- الدياديكية (100 م.): والتى نجد فيها ظلال الإنجيل الرابع إذ أن كليهما يستخدمان لغة واحدة فى الافخارستيا، وقد جاء فيها "وكما أن هذا الخبز كان منثورًا فوق الجبال ولكنه جمع معًا وصار خبزًا واحدًا" (4:9) مع يو 52:11 "ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد"، وجاء "نقدم لك الشكر أيها الآب القدوس من اجل أسمك القدوس الذى جعلته يسكن فى قلوبنا" مع يو 11:17 "أيها الآب القدوس أحفظه فى أسمك". وجاء فى (5:10) "تذكر يا رب كنيستك لتخلصها من كل شر وتكملها فى حبك" مع يو 15:17 "أسأل … أن تحفظهم من الشرير … ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به".

ثانيًا: تلاميذ القديس يوحنا (الشيوخ):

يقول إريناؤس أسقف ليون (Adr. Haer. 2:22) وينقل عنه يوسابيوس القيصرى أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه، الشيوخ، الإنجيل مكتوبًا "جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب فى آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه (أى الإنجيل) إليهم. لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان (245)".

ومن هؤلاء التلاميذ بوليكاربوس الذى أقتبس من رسالة القديس يوحنا الأولى وكانت روح الإنجيل متجلية بوضوح فى رسالته.

ثالثًا: البردية إيجرتون 2 Pap. Egerton 2:

والتى يرى غالبيه العلماء إنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثانى وأكثرهم تطرفًا رجع بها إلى ما قبل سنه 150م، ومحفوظة فى المتحف البريطانى بلندن وتتكون من ورقتين وثالثه تالفة وتحتوى على نصوص من الأناجيل الأربعة منها أربعه نصوص تتطابق مع (يوحنا 39:5، 45، 29:9، 30:7، 39:10) وهذه هى: "قال (يسوع) لحكام الشعب هذه الكلمة فتشوا الكتب التى تظنون أن لكم فيها حياه. فهى التى تشهد لى"، " لا تظنوا إنى جئت لأشكوكم إلى الآب، يوجد الذى يشكوكم وهو موسى الذى عليه رجاؤكم"، "نحن نعلم إن موسى كلمه الله، وأما أنت فلا نعلم (من أين أنت) فأجاب يسوع وقال لهم لقد قام الاتهام الآن على عدم إيمانكم..."، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى، لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى لآبائكم".

رابعًا: مخطوطة جون ريلاندز (ب 52) P 52:

والتى تحتوى على (يوحنا 31:18 – 34، 37-38) وقد اكتشفت فى صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بسنه 125م، وهى من أقوى الأدلة على سرعة وكثافة انتشار الإنجيل للقديس يوحنا وعلى إنه قد كتب قبل نهاية القرن الأول، فإذا كان الإنجيل قد كتب فى أفسس بآسيا الصغرى وأنتشر فى مصر فى مثل هذا التاريخ، فهذا يعنى إنه كتب قبل ذلك على الأقل بحوالى 30 سنه أو أكثر.

خامسًا: يوستينوس الشهيد:

والذى كتب فى النصف الأول من القرن الثانى والذى يعتبر اقتباسه من الإنجيل للقديس يوحنا برهانًا حاسمًا على انتشار هذا الإنجيل فى بداية القرن الثانى وبالتالى وجوده قبل ذلك فى نهاية القرن الأول. وقد حاول بعض النقاد أن يبطلوا هذا البرهان، الذى برهن عليه بصوره حاسمة وقاطعه ساندى Sanday فى إنجلترا وعذار ابوت Ezra Abbot فى أمريكا، ولم يستطيعوا. وفيما يلى أهم اقتباساته من الإنجيل للقديس يوحنا، وإن كان يعتمد على الذاكرة فى اقتباسه أكثر من النقل من الإنجيل مباشرة:

يقول فى الدفاع 61:1 "لأن المسيح قال أيضًا: أن لم تولدوا ثانية لن تدخلوا ملكوت السموات، وهذا يعنى إنه من المستحيل لأولئك الذين ولدوا مرة أن يدخلوا أرحام أمهاتهم".

وهذا النص مأخوذ مباشرة من (يوحنا 3:3-5) "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانيه ويولد؟ أجاب يسوع… أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".

وقد حاول بعض النقاد أن يوهموا بأن يوستينوس قد استعان بما جاء فى (متى 3:18) "أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات"، ولكن هذه المحاوله باءت بالفشل لأن نص يوستينوس ينفق فى المعنى والمضمون والنص مع القديس يوحنا لأن كليهما يتكلمان عن الولاده الآباء من الماء والروح، كما أن يوستينوس يلمح لقول نيقوديموس عن فكره الرجوع لبطن الأم أو الأرحام، فى حين أن نص الإنجيل للقديس متى يتكلم عن البساطه ونقاوه القلب، إذ يقول "فى تلك الساعه تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين فمن هو أعظم فى ملكوت السموات. فدعا يسوع إليه ولدًا وأقامه فى وسطهم. وقال الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم فى ملكوت السموات" (متى 1:18-4).

جاء فى حوار 88 "ولكنه (يوحنا المعمدان) صاح لهم: أنا لست المسيح، بل صوت صارخ، لأن الذى هو أقوى منى سيأتى الذى لست بمستحق أن أحمل حذاءه". وهذا النص مأخوذ من (يوحنا 20:1و 43) "وأقر أنى لست المسيح.. أنا صوت صارخ فى البرية" و (ع27) "هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه".

وبرغم تقارب نص يوستينوس مع الأناجيل الثلاثة الأولى، إلا إنه متفق بصوره أدق وأقوى مع القديس يوحنا لأنه استخدم عبارات جاءت فى الإنجيل الرابع فقد "أنا لست المسيح"، "لأن الذى هو أقوى منى سيأتى".

جاء فى دفاع 63:1 "لا يعرفون الآب ولا الأبن، أي اليهود، وهذا يتفق مع ما جاء فى (يوحنا 19:8) "لستم تعرفوننى أنا ولا أبى" و (يوحنا 3:16) "لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى".

جاء فى دفاع 22:1 أن المسيح "شفى كل المقعدين والمشلولين والذين ولدوا عميان" ولم تذكر.

الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح شفى أحد المولودين عميان، بل هذا ما جاء فى الإنجيل للقديس يوحنا فقط وبه فصل كامل (ص9) عن المولود أعمى الذى صنع له عينان من طين.

جاء فى دفاع 13:1 "معلمنا هذه الأمور هو يسوع المسيح ولد لهذا الغرض أيضًا وصلب فى حكم بيلاطس البنطى"، واضح هنا إنه يشير لقول المسيح لبيلاطس "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم" (37:18).

جاء فى دفاع 66 "تعلمنا أن الخبز والخمر كانا جسد ودم يسوع الذى صار جسدًا" والعبارة الأخيرة "صار جسدًا" مأخوذة مباشرة من (يوحنا 14:1) "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا".

جاء فى دفاع 60:1 "أخذ موسى بإلهام الله وتأثيره نحاس وصنع (الحية) على شكل الصليب"، وفى (حوار 91) يشير إلى الحية النحاسية كرمز للصلب والصليب، ويقول أن الحية النحاسية لم تكن هى سبب نجاة من لدغتهم الحيات بل كانت مقصودة "لخلاص أولئك الذين يؤمنون أن الموت قد أعلن أنه سيأتى فى الحية خلال الذى سيصلب" لأن الله "أرسل أبنهُ للعالم ليُصلب. لأن روح النبوة فى موسى لم تعلمنا أن نؤمن بالحية". وهذا مبنى على قول السيد المسيح الذى جاء فى (يوحنا 14:3) "وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع أبن الإنسان لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل له الحياة الأبدية".

وهناك برهان حاسم يؤكد لنا وجود الإنجيل للقديس يوحنا بين يدى يوستينوس، وهذا البرهان الحاسم هو شرحه لعقيدة "الكلمة Logos" كما جاء فى مقدمة الإنجيل للقديس يوحنا تمامًا.

ا- يقول فى دفاع 23:1 "يسوع المسيح بمعنى أوضح هو أبن الله الوحيد كونه كلمته (Logos) وبكر قوته الذى خلق كل شئ وأقامه به".

ب- ويقول فى 63:1 "كلمة (Logos) الله هو ابنه…".

ج- ويقول فى 13:2 "نعبد ونحب الكلمة (Logos) الذى من الله وغير المولود وغير المنطوق به، فقد صار بشرًا لأجلنا".

د- ويقول فى 5:1 "الكلمة (Logos) ذاته الذى اتخذ شكلًا وصار بشرًا ودعى يسوع المسيح".

و- ويقول فى 6:2. "الكلمة الذى كان معه أيضًا".

وهذه التعبيرات "الكلمة" و "أبن الله الوحيد"، الذى خلق كل شئ وأقامه به" و "صار بشرأً" و "إتخذ شكلًا وصار بشرًا" خاصة بالإنجيل للقديس يوحنا، وكلها مأخوذة من الإصحاح الأول. ونظرًا للتطابق التام بين هذه النصوص فقد أقر كثيرون من النقاد بصحة استشهاد يوستينوس بالإنجيل للقديس يوحنا.

سادسًا: هيراكليون وتفسير الإنجيل للقديس يوحنا:

كتب هذا الرجل الهيرطوقى، الذى أشرنا إليه أعلاه، تفسيرًا للإنجيل يوحنا فى النصف الأول من القرن الثانى، هذا التفسير علق عليه أوريجانوس فيما بعد. وهذا يدل على انتشار الإنجيل فى بداية القرن الثانى بصورة واسعة حتى دعت الحاجة لتفسير آياته. ويعلق على ذلك أحد العلماء ويعدى فولكمار Volkmar بقوله "أيها الإله العظيم إذا كان قد تألف تفسيرًا لإنجيل يوحنا فيما بين 125 و155 م. ومثل هذا التفسير قد حفظ منه أوريجانوس قطعًا معتبرة، فماذا يبقى لنا للمناقشة ؟".

سابعًا: ثاؤفيلس أسقف إنطاكية (170-180 م.):

الذى أقتبس من الإنجيل لقديس يوحنا بالاسم "فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، كقول يوحنا، الذى كان أحد الرجال حاملى الروح القدس" (246).

ثامنًا: إيريناؤس أسقف ليون:

والذى تعتبر شهادته حاسمة ولا جدال فيها لأنه تسلمها من بوليكاريثوس تلميذ القديس يوحنا مباشرة. وكانت شهادته هى شهادة الكنيسة الجامعة فقد كانت مبنية على الرسول يوحنا ذاته الذى لم يكن بينهما سوى حلقة واحدة فقط.

ونظرًا لما لشهادته من قيمة فقد حاول النقاد بكل جهدهم أن يقللوا من شأنه ولكنهم فشلوا فشلًا ذريعًا أمام مركزه التاريخى وما كان لديه من وسائل ووثائق كتب بناء على ما جاء فيها دفاعه عن العقيدة فى كتبه ضد الهراطقة. ويقول عن كتابة القديس يوحنا للإنجيل الرابع "نشر يوحنا تلميذ الرب الذى اتكأ على صدره الإنجيل عندما كان فى أفسس فى أسيا".

وقد شهد أيضًا لكتابة القديس يوحنا للإنجيل الرابع تاتيان تلميذ يوستينوس الذى ضم آياته فى كتابه الدياتسرون والوثيقة الموراتورية وترتليان فى شمال أفريقيا وأكليمندس الأسكندرى وأوريجانوس وغيرهم من آباء كنيسة الآرامي والقيصري فى قيصرية وجيروم فى روما وغيرهم من آباء الكنيسة وعلمائها فى القرن الأولى.

تاسعًا: شهادة الكتب الأبوكريفية والهراطقة وأعداء المسيحية:

وما يدل على إن الإنجيل للقديس يوحنا قد كتب ونشر فى نهاية القرن الأول هو انتشاره بصورة واسعة ووجوده فى أيدى كُتاب الكتب الأبوكريفية والهراطقة وأيضًا الوثنيين الذين هاجموا المسيحية.

(1)- العظات الكليمندية: والتى كتبت فى بداية القرن الثانى، والتى أشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة "أناجيلنا"، ثم اقتبست النصوص التالية من الإنجيل للقديس يوحنا:

"خرافى تسمع صوتى" وأيضًا "أنا هو باب الحياة، الذى يدخل بى يدخل إلى الحياة" Hom. 3:52 (يو 7:10،3،9).

"أجاب رّبنا على الذين سألوه بخصوص الرجل الأعمى منذ ولادته، الذى وهب له البصر، والذين سألوا أن كان هذا الرجل قد أخطأ أم أبواه حتى ولد أعمى، فأجاب لا هذا الرجل أخطأ ولا أبواه، بل لكى تظهر بواسطته قوة معالجًا خطايا الجهل…" hom. 19 وهذا ما جاء فى (يوحنا 2:9،3).

(2)- كتاب البطاركة الأثنى عشر: والذى كتب فى بداية القرن الثانى وقبل الدمار الثانى لأورشليم سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية "نور العالم"، "المخلص"، "ابن الله"، "الابن الوحيد"، "حمل الله"، "الله الآتى فى الجسد" ويقول "الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا.

(3)- مونتانوس الذى ظهر فى فريجيا سنة 140 م. وزعم أنه اللوجوس والباراقليط بناء على ما جاء فى الإنجيل للقديس يوحنا. ويرى العلماء إنه كتب فيما بين 120 و140 م.

(4)- مارسيون (140م) الذى قبل الإنجيل للقديس لوقا ورفض الأناجيل الثلاثة الأخرى، يقول ترتليان مؤكدًا وجود الإنجيل للقديس يوحنا فى أيامه وقبل أيامه "إذا لم ترفض الكتابات المعارضة لنظامك فقد كان هناك إنجيل يوحنا ليقنعك" (247). وأكد فى رده عليه أنه كان يعرفه ولكنه رفضه (248).

(5)- فالنتينوس (136-155 م.) الذى تأثر كثيرًا بالإنجيل للقديس يوحنا وأقتبس منه (5:3،6، 12:9، 11:14) ويقول لإيرناؤس أن أتباع فالنتينوس "يفندون أنفسهم فى المسألة الأكمل للإنجيلى بحسب يوحنا" (249).

(6)- باسيليدس (117-138 م.) : يقول العلامة هيبوليتوس أن باسيليدس أقتبس من الإنجيل للقديس يوحنا قوله "كان النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم" (250) يقول متى ارنولد M. Arnold فى كتابه "الله والكتاب المقدس" أن باسيليدس كان أمامه الإنجيل للقديس يوحنا (سنة 125 م.).

(7)- الاوفايتس والذى يقول عنهم إيرناؤس أنهم من أقدم الجماعات الغنوسية ويتحدث عنهم كأسلاف مدرسة فالنتينوس "آبائها وأمهاتها" (251). ويقول عنهم هيبوليتوس أنهم من أقدم الغنوسيين، ويقول أنهم استخدموا شهادات من الإنجيل للقديس يوحنا وهى (يوحنا 6:3،3:1،4،1:2-11، مع إشارات قوية إلى
ص35:6،21:8،33:13،9:10،21:4،21:9) ويقتبس أجزاء من كتب The Peratae التى تقتبس تكرارًا من الإنجيل للقديس يوحنا (252).

(8)- كلسس الأبيقورى: هاجم المسيحية سنة 178م ورد عليه فيما بعد أوريجانوس، وقد هاجم الأناجيل الأربعة والفكر المسيحى والعقيدة المسيحية ككل وأقتبس كثيرًا من الإنجيل للقديس يوحنا تضمنها رد أوريجانوس عليه. ويدل وجود الإنجيل بين يدى هذا الرجل الوثنى سنة 178م على أن هذا الإنجيل كان منتشرًا قبل أيامه بكثير.

عاشرًا: قانون أسفار العهد الجديد:

كان للإنجيل للقديس يوحنا مكانة ثابتة بين الأناجيل الأربعة التى لم يشك أحد مطلقًا فى وحيها وقانونيتها، فقد وُجد فى أقدم المجموعات، وفى أقدم الترجمات، فقد ترجم إلى السريانية واللاتينية والقبطية فى أقدم ترجماتها، ووجد فى قوائم الكتب القانونية الموحى بها والمقدسة، وأقرته جميع المجامع التى ناقشت قوائم الأسفار القانونية.

حادى عشر: أقدم المخطوطات:

ومن أقدم ما يقدم كبرهان حاسم على كتابة الإنجيل للقديس يوحنا فى القرون الأولى وانتشاره بكثافة فى بداية القرن الثانى هو أن أقدم المخطوطات التى وجدت هى لهذا الإنجيل الرابع فتوجد له البردية (ب52) وترجع لما بين 117 و 135م والبردية (ب66) وترجع لسنة 150م وتشتمل على الإنجيل بالكامل عدا بعض أجزاء تلفت صفحاتها، والبردية (ب75) وترجع لسنة 180م وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا والإنجيل للقديس لوقا، والبردية (ب45) وترجع لسنة 220م وتحتوى على أجزاء من الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل.

وهكذا تدل جميع الأدلة والبراهين على أن الإنجيل الرابع قد كُتب فى نهاية القرن الأول وكان منتشرًا وبصورة كبيرة فى بداية القرن الثانى، وكان موجودًا مع أباء الكنيسة والهراطقة وأعداء الكنيسة، وأنه لم يشك أحد ولو للحظة أن مدونه وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا الحبيب تلميذ السيد المسيح ورسوله.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لقد ذكر يوحنا الرسول الليل في إنجيله 7 مرات
يوحنا هو كاتب خمسة أسفار
برهان من داخل إنجيل يوحنا على كاتبه
برهان أن يوحنا هو كاتب إنجيله
برهان من داخل إنجيل يوحنا على كاتبه


الساعة الآن 04:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024