رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأحزان تخيم على منزل الشاب القتيل
خرج من بيتة فجراً مستعداً ليوم جديد شاق، فشقته التى قارب على الانتهاء من تجهيزها، وعُرسه المحدد بعد شهرين، جعلاه مضطراً إلى بذل جهد مضاعف من أجل إتمامهما. الصياد البالغ من العمر 22 عاماً كان قاب قوسين أو أدنى من الارتباط بفتاة أحلامه، لكن القدر والظلم لم يمهلاه الوقت لاستكمال فرحته التى انتظرها جميع من يعرفه. رصاصة قيمتها 80 قرشاً، اغتالته فى جنح الظلام وأزهقت روحه وهدمت ما حاول بناءه طوال سنوات عمره القصيرة. «إحنا كنا قاعدين على الأرض، مستنيين رزقنا اللى بيبعته لينا ربنا كل يوم».. يبدأ أحمد عبدالموجود، شقيق القتيل «محمد»، حديثه، واصفاً حالة الصيادين قبل وقوع الهجوم، فهم يستيقظون فى الثانية صباحاً ينشرون شباكهم فى المياه، منتظرين ما يجود به النهر لهم. «فجأة لاقينا أسطول حربى بيهجم علينا، عساكر لابسين زىّ مُموه لونه أخضر، ومعاهم أسلحة تموِّت كتيبة كاملة، هجموا علينا» يؤكد أحمد أن الهجوم كان يستهدف قتلهم وليس مجرد طردهم من الأرض «أنا ومحمد أخويا نطّينا فى الميه عشان نهرب، أنا عرفت أهرب وأخويا مات». «مأساة» هى ما يصف بها عرفة صابر، أحد أهالى جزيرة القرصاية، الوضع، حاكياً -بتأثر- لحظة انتشال جثة «محمد» التى لم تكن بالأمر الهين، فقوات الجيش لم تسمح لهم بانتشالها، مما جعلهم يتصلون بالشرطة التى أرسلت إليهم قوات من شرطة المسطحات المائية لتساعدهم فى إخراجها من الماء -حسب عرفة- الذى يؤكد أن رجال الشرطة هم أيضاً تعرضوا لإطلاق نار كثيف من جانب الجيش «العميد بتاع المسطحات قالنا هاروح أتفاهم معاهم، ولما قرب منهم حذروه، وبعدين ابتدوا يضربوا نار فى المليان». ويصف الرجل خوف قوات الأمن (الشرطة) التى لم تجد سبيلاً للتفاهم مع الجيش، قائلا: «بعد مرور 3 ساعات جتلنا قوات أمن كتير من الشرطة اللى كانت واقفة معانا وعايزة تساعدنا فعلا، وقالولنا لو عايزين تنزلوا تجيبوها ممكن نلبسكم لبس عساكر وتطلعوها إنتو من تحت بمعرفتكم». تنكر الأهالى فى زى رجال الشرطة، وباستخدام لنش قوات المسطحات التفوا حول الجزيرة وانتشلوا الجثة من الجانب الشرقى للجزيرة -حسب صابر- الذى تنهمر الدموع من عينيه، وهو يقول «كان لابس ترنج أسود وتيشيرت أحمر تحت الترنج وحاضن صخرة، كان نفسه يعيش ويتجوز لكن الطلقتين اللى فى إيده وفى جنبه كان ليهم رأى تانى». الوطن |
|