«بريطانى زرع شجرة.. مصرى بنى عليها جامع»

[Mary Naeem]

«بريطانى زرع شجرة.. مصرى بنى عليها جامع»



صبري يحكي قصة الشجرة التي تتوسط صحن مسجد الرحمن

لا يتردد على المسجد إلا من يعرفه؛ فموقعه الغريب وتصميمه الأغرب قد يلهيان المصلى عن الصلاة، يدخل أحدهم بنية أداء الفريضة فيجد شجرة عملاقة تتوسط صحن المسجد تقف شامخة بجذعها الضخم الذى يصل قطره إلى 7 أمتار، وفروعها التى اخترقت السقف بعناية فائقة، يتمتم المصلى بعبارات التسبيح وهو يشاهد الشجرة معتقدا أنها نمت فى المسجد واخترقته أرضا وسقفا، فيرد عليه أحد أبناء المنطقة: «اوعى تصدق ان الشجرة نمت فى المسجد، المسجد هو اللى اتبنى على الشجرة».
يفرغ الرجل من الصلاة ويبقى فى المسجد ليعرف حكاية الشجرة، التى تبدو وكأنها أقدم من البنايات المحيطة فى شارع عماد الدين، يتبرع صبرى عرفة، أحد سكان المنطقة -أبا عن جد- برواية قصتها: «الشجرة من أيام محمد على، عمرها تقريبا 200 سنة، بعد ثورة 23 يوليو كان شارع (وش البركة) -الموجود فى أحد أركانه تلك الشجرة العملاقة- عبارة عن حديقة واسعة، وضع سكان عماد الدين ونجيب الريحانى (الحُصر) مُستظلين بفروع الشجرة المُباركة ليصلوا حولها، خاصة أن المنطقة لم يكن فيها أى مساجد».
يُضيف «عرفة»: «جدى حكى لى أنهم ومجموعة من الأهالى فى أواخر الستينات بنوا زاوية صغيرة من غير سقف عشان يصلى فيها الناس، خاصة أن المنطقة كانت كلها كازينوهات ومسارح وبعدها بـ15 سنة، كملوا المسجد واتفقوا انهم ما يشيلوش الشجرة».
«مسجد الرحمن».. هذا ما تعلنه لافتة الجامع الصغير فى عماد الدين، لكن سكان المنطقة والمترددين عليه يفضلون إطلاق اسم «مسجد الشجرة» على بيت الله.. المسجد الصغير مُكيف الهواء ربانياً بسبب الشجرة: «فى الصيف بتعمل طراوة على المصلين»، صبرى لا يعرف اسم الشجرة، ويروى عن جده: «بيقولوا إن الإنجليز هما اللى زرعوها ومشكلتها إنها ما ينفعش تتزرع.. فيه ناس كتير اعتبرتها شجرة مباركة وحاولت تاخد فرع وتزرعه فى حتت تانية لكن ما نفعش».


الوطن