رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآب السماوي فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس ... لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها (مت6: 31،32)« إن أباكم يعلم » فالقِ بكل همك عليه. هل تظن أنه يحمل عنك تجاربك الثقيلة ويتركك لتحمل التجارب الخفيفة؟ كلا، فهو يطلب منك أن تلقي عليه كل همومك ـ الصغيرة والعظيمة، لأن ثقل العوالم كلها وثقل الريشة يتساويان عنده، إذ لا يوجد لدى الله فرق بين شيء عظيم أو صغير. فالقِ إذاً كل همك عليه، أسند ضعفك عليه لأنه يحب أنك تعتمد عليه اعتماداً كاملاً. هو القدير، ألا تستطيع أن تثق فيه وتعتمد عليه في كل تجربة، وبمجرد حدوث أية مشغولية؟ ضع كل ثقتك في الله مباشرة، أو بالحري ضع الله بينك وبين التجربة المزعجة، واطلب إليه أن يسندك وأن يرشدك وأن يطعمك وأن يكسوك وأن يسكنك، وهذه ليست مجرد تصورات بل حقيقة مسيحية فعلية اختبرها الكاتب والكثيرون غيره. انظر كيف يضيء وجه الله على نفسك دائماً فلا تكتم عنه شيئاً أو تدع شيئاً يحول بينك وبينه، إذ لا توجد صعوبة لا تستطيع يده الكريمة أن توجهها أو تعجز عن معالجتها، ولا يوجد احتياج أو بؤس معروف أو مجهول يؤثر سداده على موارده الغنية أو ينقصها، فنعمته لا يمكن أن تنقص أو تنتهي. إن الله هو المعطي العظيم والكريم ويجب أن يُعرف بصفاته هذه. فتعال إليه باحتياج كُلي وبإيمان شديد واطلب منه أعظم وأكبر الطلبات لأنك بذلك تكرمه. تعال إليه لأنه أبوك، ومحبة الآب ولطفه، وحكمة الآب في العطاء أو في المنع، وعناية الآب وعطفه، كل هذه وأكثر منها هي لك لتختبرها وتتمتع بها عملياً، فتقدِم إلى حضرته بكل ثقة وجراءة سواء أكان للسجود (عب10: 19) أو لطلب المعونة في طريق الحياة (عب4: 16) لا تخف. انشر أمامه كل ظروفك واعرضها عليه واحدة فواحدة، افعل ذلك بكل بساطة وبكل حرارة وبإيمان كامل وبدموع إذا لزم الأمر، لا تستر أو تخفِ عنه شيئاً، قُل له كل شيء، ثم بثقة هادئة انتظر منه الإجابة التي ربما لا تأتي بالطريقة أو من الناحية التي كنت تنتظرها، إلا أنها لا بد أن تأتي، فاحتياجك حقيقي، ومعرفة الآب كاملة، استرح في الرب وعليه، « انتظر الرب واصبر له ». يا أيتها المحبة التي لا ترجعني خائباً عليكِ تستقر نفسي التعوبةُ دائماً |
|